يبدو أن طموح هاري كين في تحطيم الرقم القياسي المسجل باسم آلان شيرر كهداف للدوري الإنجليزي يصطدم بعقبة غير متوقعة، وهي رغبة زوجته كيت كين. ففي الوقت الذي تترقب فيه الأندية الإنجليزية إمكانية تفعيل المهاجم الإنجليزي لبند الرحيل في عقده الصيف المقبل، يزداد شعور نادي بايرن ميونخ بالثقة في بقاء نجمه الأول. السر، كما تكشف التقارير، لا يكمن في العقد أو الأموال، بل في مدى سعادة وارتياح عائلة كين بالحياة الجديدة في ألمانيا، وهو ما قد يجبر كين على التخلي عن حلمه الأكبر، رغم أن هذا الحلم كان أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت البعض يتوقع عودته السريعة إلى إنجلترا بعد مغامرته مع الفريق البافاري. زوجة كين كلمة السر للاستمرار في ميونخ يشعر مسؤولو النادي البافاري بثقة متزايدة في أن قائد منتخب إنجلترا، البالغ من العمر 32 عامًا، سيرفض أي إغراءات للعودة إلى وطنه. وتأتي هذه الثقة على الرغم من وجود بند في عقده يثير قلق الجماهير؛ حيث يمكن ل "كين" تفعيل شرط جزائي يسمح له بالرحيل في الصيف المقبل (صيف 2026) مقابل مبلغ يقدر بحوالي 56.7 مليون جنيه إسترليني، شريطة أن يعلن قراره قبل نهاية شهر يناير المقبل. لكن، يعتقد هرم إدارة بايرن ميونخ أن المهاجم الفتاك مستقر تمامًا في حياته الجديدة ومن المستبعد جدًا أن يفكر في تفعيل هذا البند، ويعود الفضل الأكبر في ذلك إلى زوجته "كيت" التي تبدو متمسكة بالحياة الهادئة التي وجدتها في ألمانيا، بعيدًا عن الضغوط التي كانت تعاني منها العائلة في لندن. الهروب من ضجيج إنجلترا يكمن جوهر المسألة في التغيير الجذري لنمط حياة العائلة. فوفقًا لتقرير نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية، تلعب سعادة كيت كين دورًا محوريًا في هذه الثقة. يُقال إن العائلة تتمتع الآن في ميونخ بدرجة خصوصية أكبر بكثير مما كانت تحظى به في إنجلترا. ففي لندن، كانت تحركاتهم محدودة وتخضع لرقابة مستمرة من وسائل الإعلام والجماهير، حتى مع وجود حراسة أمنية خاصة. أما في بافاريا، وجد كين وعائلته (زوجته وأطفالهما الأربعة، الذين وُلد أصغرهم في ألمانيا) ملاذًا هادئًا، حيث استقروا في فيلا فاخرة بضاحية "جرونفالد" الراقية، والتي تُعرف بكونها "هوليوود البافارية"، بعيدًا عن الأضواء الصاخبة التي لاحقتهم لسنوات. هذا الهدوء والترحيب الكبير الذي وجدوه كان حاسمًا في شعورهم بالاستقرار، وهو ما يجعل فكرة العودة إلى الضجيج الإنجليزي أمرًا غير مرغوب فيه للعائلة. استمتاع هاري كين هاري كين نفسه أكد هذا الشعور بالراحة في تصريحات سابقة هذا العام، والتي يتسلح بها بايرن ميونخ الآن، حيث قال قائد منتخب إنجلترا للصحفيين: "الطريقة التي رحب بها الناس بنا كانت استثنائية. لقد أثر فينا ذلك بشدة كعائلة، ليس أنا فقط، بل كلنا، الأطفال يذهبون إلى المدرسة ويحبونها. زوجتي تشعر براحة كبيرة أيضًا. نحن نستمتع حقًا بكل ثانية". هذا الاستقرار العائلي انعكس بشكل مذهل على أدائه في الملعب؛ فمنذ انضمامه في صيف 2023، يعيش كين أفضل فترات مسيرته الكروية، حيث سجل 105 أهداف في 109 مباريات، وحقق جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي في موسمه الأول (2023-2024) بتسجيله 36 هدفًا في الدوري الألماني، وواصل توهجه هذا الموسم بتسجيل 20 هدفًا في 13 مباراة فقط حتى الآن. صراع الحلم التاريخي والواقع السعيد يبقى التساؤل الأكبر هو ما إذا كانت هذه السعادة العائلية كافية لقتل الطموح الفردي الأكبر لدى هاري كين. لا يزال المهاجم الإنجليزي على بُعد 47 هدفًا فقط من معادلة الرقم القياسي التاريخي المسجل باسم آلان شيرر كأفضل هداف في تاريخ البريمييرليج (260 هدفًا)، حيث يمتلك كين 213 هدفًا من فترته مع توتنهام. ولطالما ارتبط اسم كين بالعودة "الأخيرة" إلى إنجلترا لمطاردة هذا الإنجاز. لكن في ميونخ، يبدو أن الإدارة هادئة. المدير الرياضي لبايرن ميونخ، ماكس إيبرل، قلل من شأن هذه التقارير، مؤكدًا أن كين "كبير بما يكفي لاتخاذ قراراته بنفسه". ومع امتداد عقد كين الحالي حتى عام 2027، حذر النجم السابق ديتمار هامان النادي من التسرع في التجديد، واصفًا أي محاولة لتمديد عقده الآن ب"الجنون" لوجود 20 شهرًا متبقية. في الوقت الحالي، يتصدر بايرن البوندسليجا بفارق خمس نقاط، عن لايبزيج الذي يحتل المركز الثاني، ويستعد هاري كين ورفاقه لمواجهة باير ليفركوزن يوم السبت المقبل، في قمة الجولة التاسعة من الدوري الألماني. ونجح المهاجم الإنجليزي، خلال فترته مع بايرن ميونخ، في فك النحس الذي لازمه لسنوات طويلة وحرمه من التتويج بأي لقب سواء مع توتنهام أو منتخب إنجلترا، ومع الفريق البافاري، اعتلى منصات التتويج في مرتين، عندما فاز بلقب الدوري الألماني موسم 2024-2025، وكأس السوبر الألماني.