بعد عشرات السنين من الحروب في افغانستان فان الرياضات القتالية تحظى بشعبية جارفة ويتجلى ذلك في كون الرياضيين المتأهلين الى اولمبياد لندن 2012 ينتمون الى تلك الألعاب. وتأهل ثلاثة رياضيين الى اولمبياد لندن وهم صاحب برونزية اولمبياد بكين في التايكوندو روح الله نكباي ولاعب تايكوندو اخر بالاضافة الى الملاكمة الشابة صدف رحيمي. ولد الرياضيون الثلاثة في افغانستان التي ما زالت تعاني من صراعات وأزمة أمن مزمنة وفقر مدقع مما يعني انهم يعانون من قلة الدعم المالي والأجواء قارسة البرودة في أسوأ شتاء مر بالبلاد منذ 30 عاما. وقالت صدف البالغة من العمر 17 عاما لرويترز "الفارق بيننا وبين الاخرين هو انني أود أن أظهر لبقية العالم أن فتيات افغانستان قادرات على الملاكمة." ومثل نكباي بطل التايكوندو فان صدف فرت من افغانستان الى ايران المجاورة للهروب من العنف والقمع الوحشي لحركة طالبان التي تم الاطاحة بها منذ نحو عشر سنوات. وتقول صدف بينما كانت تستعد لتوجيه لكمات الى مدربها انها تخشى من أن تستعيد طالبان – التي حرمت الفتيات من التعليم والرياضة والعمل في معظم المجالات – جزءا من نفوذها وذلك من خلال محادثات بين مسؤولين افغان وامريكيين. وقالت الملاكمة الشابة "آمل ألا تعود طالبان… لكن اذا حدث فاني أحثهم على السماح للنساء بممارسة الرياضة والتعليم." وقال المدرب محمد صابر شريفي وهو ملاكم محترف سابق ومدافع عن حقوق المرأة الافغانية خاصة من خلال الرياضة إن صدف حصلت على بطاقة دعوة للمشاركة في الاولمبياد. وسوف تغادر صدف قريبا كابول التي تكسوها الثلوج متجهة الى لندن للتدريب من أجل المشاركة في الاولمبياد في أول ظهور لرياضة ملاكمة السيدات في البرنامج الاولمبي. وفي منطقة اخرى من العاصمة الافغانية يتدرب نكباي (24 عاما) وزميله نصار أحمد بهاوي في منطقة قاحلة أيضا. واثناء المران يرتدي اللاعبان واقيا للصدر والظهر صنع من مواد تستخدم في السترات الواقية من الرصاص. لكن رغم تأهله رسميا الى الاولمبياد وفوزه بأول ميدالية اولمبية لأفغانستان في اولمبياد بكين قبل اربع سنوات فان نكباي يشكو قلة الدعم. وقال نكباي في الاجواء الباردة التي فشل جهاز تدفئة متواضع في مواجهتها "نصار وأنا ليس لدينا مكان جيد للمران ولا تتوفر لنا منشات ولا حتى مواصلات منتظمة ولا طاقة كهربائية." ولا تقتصر الأوضاع السيئة على التايكوندو الذي يحصل رياضيوه على مبالغ مالية زهيدة تتراوح بين ما يعادل عشرة الى 14 دولارا. ويقول شريفي مدرب الملاكمة الذي لم يتدرب فريقه مطلقا على حلبة إن الميزانيات المتواضعة للرياضة تؤثر بشدة على فرص نجاحها. وقال نكباي الذي دخل عالم التايكوندو بعد مشاهدة افلام كثيرة عندما كان لاجئا في ايران "لا يمكن أن نقارن أنفسنا ببقية دول العالم." وحظي نكباي باستقبال الابطال لدى عودته من بكين واستدعي لمقابلة الرئيس حامد كرزاي الذي منحه شقة سكنية جديدة بالاضافة الى أموال وسيارة. وعبر الجنرال محمد أكبر رئيس اللجنة الاولمبية الافغانية عن امله في أن ينجح المزيد من الرياضيين في المصارعة والجودو والعاب القوى في التأهل الى العاب لندن. وقال أكبر "نحن بلد مزقته الحروب. يعاني الرياضيون من مشاكل مالية وأمنية لكننا نسعى لنيل ميداليات."