واصل الزعيم السعودي عزفه للسيمفونيه الكروية السعودية، وقدم هذا المساء إحدى مقطوعاته الرائعة على ملعب استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة ، أحرج بها غريمه التقليدي في الكلاسيكو السعودي فريق الاتحاد وهزمه بهدفين نظيفين في الجولة 20 لدوري المحترفين .. جاء الهدف الأول عبر المتألق نواف العابد عند الدقيقة 40 ، واستطاع البديل سالم الدوسري من القيام بعملية العزف المنفرد ، على طريقة " ميسي" في الدقيقة الثانية من الوقت بدلاً من الضائع ، عندما قطع بالكرة أكثر من 70 متراً راوغ فيها كل من يلتقيه من لاعبي العميد الاتحادي ، حتى أهدى الشلهوب فرصة إحراز أجمل أهداف المسابقة دون منازع ، والذي اعتبرته الجماهير أجمل هدايا الهلال للمنتخب السعودي . رفع الهلال رصيده للنقطة 46 في المركز الثالث ، فيما هبط الاتحاد بهذه الخسارة إلى المركز السابع برصيد 25 نقطة . على نار هادئة .. دخل الفريقان اللقاء بتكتيك دفاعي متقدم ، فانحصرت المنافسة في وسط الملعب الذي دفع فيه مدربا الفريقين بأكبر عدد من اللاعبين ، فيما اعتمد كلاهما على الفروق الفردية التي يمكن لصاحبها استغلال خطأ الغير والوصول إلى مرمى المنافس. حتى الدقيقة 11 من اللقاء لم يكن أحداً قد زار مرمى الأخر، قبل أن يمرر قائد النمور الصفراء محمد نور كرة سحرية في العمق الهلالي للمهاجم نايف هزازي الذي تعجل وسدد مبكراً فأمسك بها الحارس الهلالي العتيبي بسهولة . مع مرور الوقت واصرار الفريفان على التكتل في منطقة المناورات في قلب الملعب ، وندرة المباغتة الهجومية المنظمة ، بدأ الهلال يكشف قليلاً عن نواياه التكتيكية من خلال الدفع باللاعب سلمان الفرج أمام عبدالله الزوري ناحية اليسار ، ومن أمامهما السويدي ويلهامسون لتكوين جبهة الغزو اليسرى للزعيم ، ولتكن أيضاً هي المفسدة لمفعول الجبهة اليمنى للاتحاد والتي كالعادة يقودها محمد نور ، ومن خلفه المدافع الأيمن عبدالله عمر ، ومساندة اللاعب الواعد هتان باهبري . في الوقت الذي شهد الملعب صراع المستطيل الأيسر للهلال مع الأيمن للاتحاد ، أظهر نواف العابد إمكانياته في الاختراق من العمق والتمرير لويلهامسون صاحب القدرة على التوغل الحركي في عمق الدفاع الاتحادي ، وعند الدقيقة 32 مرر العابد كرة انفرد بها ويلهامسون ، وأفسدها قلب الدفاع الاتحادي حمد المنتشري إلى ركنية . لم يكن عبدالله غراب مدرب الاتحاد في غيبة من تكتيك المدير الفني للهلال إيفان هاسيك ، فدفع بنور للعب مع المحترف الجديد بالفريق المصري حسني عبدربه في عمق الملعب ليحولا الصراع من الأطراف إلى القلب ، وأوكل غراب للمحترف المغربي محمد فوزي لعب دور القاطرة لسحب الفريق إلى أخر الملعب الهلالي الذي كاد أن يهدي الاتحاد هدف التقدم عندما اخترق الصفوف ومرر عرضية ارتطمت بفخذ قلب الدفاع الهلالي المرشدي وتمر الكرة أمام خط المرمى الهلالي دون أن تدخل للشباك . وفي الوقت الذي شدد فيه الهلال ضغطه بعد أن استغل مهاجمه عيسى المحياني خطأ قلب الدفاع الاتحادي رضا تكر وهيأ كرة للشلهوب الذي كاد أن ينفرد بالحارس مبروك زايد ، حتى سدد بيمناه إلى خارج الملعب.. عاد الاتحاد وبخبرة محمد نور الذي استطاع الهروب من المدافع الهلالي الأيمن سلطان البيشي وينفرد بالعتيبي ويسدد بتسرع فوق العارضة في فرصة هدف اتحادي . عند الدقيقة 40 بدأ تمرد اللاعبين على تكتيك المدربين ، فانفتح الملعب رغبة في اقتناص هدف التقدم قبل انتهاء النصف الأول من المباراة، ومن اختراق لنواف العابد استغل فيه التفاهم الكبير بينه وبين المخضرم الشلهوب فتناقل معه الكرة " هات وخد " وسط ارتباك تكر ، فتحصل العابد على الكرة وراوغ المنتشري وسدد في الزاوية العكسية اليسرى لتسكن الكرة شباك الاتحاد كهدف التقدم للهلال .. مرت بعده دقائق الشوط الأول دون جديد يذكر سوى صافرة حكم اللقاء مرعي العواجي التي أعلنت عن نهاية الشوط . بصحوة بدنية عالية، دخل فريق الاتحاد شوط المباراة الثاني ، وفرض مبكراً حالة من السيطرة العنترية غير المنظمة ، وفي المقابل انكمش قليلاً الهلال ، فتبدد بحث عبدربه عن مخرج لنظيم صفوف النمور ، وأُهدرت قدرات نور على تكوين محطة هجومية قادرة على الصمود في وجه الخطوط الدفاعية المنظمة للهلال، خاصة بعد أن أخرج عبدالله غراب اللعب النشط هتان باهبري وأشرك بدلاً منه فهد المولد . ظن البعض أن تكون الدقيقة 52 هي الفارقة في اللقاء لصالح الاتحاد، عندما أصيب الدينامو الهلالي ويلهامسون في كتفه " أصيب الموسم الماضي في نفس الكتف ، وعلى نفس الملعب ، وأمام نفس الفريق" ليخرج ويشارك بدلاً منه الصاعد سالم الدوسري ، وبالفعل شدد الاتحاد تواجده في الملعب الهلالي، وارتاح دفاع الاتحاد فحاصر الهلاليين في نصف ملعبهم ، لكن اختفاء الفاعلية والتحرك بدون كرة في منطقة جزاء الهلال ، دفع غراب لإخراج نايف هزازي وأشرك بدلاً منه عمر الخضري ، ثم أخرج رضا تكر " المرتبك " وأشرك بدلاً منه الصاعد أحمد عسيري . في الوقت الذي كانت تذهب فيه المباراة نحو نهايتها وسط محاولات عشوائية اتحادية لخطف هدف التعادل، مع دفاع منظم للهلال ، فاجأ البديل الواعد سالم عسيري الجميع عندما استلم كرة من ثلث ملعب فريقه " 70 متر " وقطع بها طول الملعب متلاعباً بكل من واجهه بداية من المغربي فوزي والمصري حسني عبدربه ، ومروراً بمشعل السعيد فسعود كريري والمنتشري ، قبل أن ينفرد بالحارس المولد ليموه عليه ويسقطه أرضاً ويمرر الكرة عرضية أمام المرمى الخالي للشلهوب الذي أسكنها الشباك مطلقاً رصاصة الرحمة على فريق الاتحاد ، وكاشفاً عن تأخر عميد الأندية السعودية في تنفيذ عملية الإحلال والتبديل للفريق ، الأمر الذي دفع ثمنه الكيان بعد أن تجرع الهزيمة التاسعة له هذا الموسم على يد منافسه التقليدي في الكلاسيكو ، مانحاً الهلال فرصة جديدة للدفاع عن لقب الدوري .
