لو كنت إخوانيا لرفعت الآن شعار: لا للمزيد من أخونة الإخوان. من يقنع الجماعة بأن المكابرة مهلكة، وأن ما خسرته (بثورة أو بانقلاب أو بمؤامرة أو بما شاءت أن تسميه) لن تستعيده بنفس الأدوات التي كانت سببا في إسقاطها: النرجسية الدينية، وعصبوية "السمع والطاعة"، ويقينيات "نحن الصح وهم الغلط"..؟؟ إذا كان الوعي الشعبي المصري والعربي متظافرا مع الجيش ودول النفط يضربون كل هذه الأسوار حول "الإخوان" لعزلهم؛ فإن الأخطر هو استمرار الجماعة في المحافظة على أسوارها الذاتية والتمسك بمبدأ سيد قطب: "نحن وهم" "نحن والمجتمع الجاهلي". .... "الزنداني إمام الوسطية".. هذا عنوان صفحة بتطلع لي مع صورة الزنداني ومطلوب أن أُعجب بها. الجميل أن الإعلان للصفحة بيطلع لي في عمود على يسار صفحة الهوم بعنوان "صفحات ترفيهية قد تعجبك"... وأن يكون الزنداني "إمام الوسطية" فأكثر من كذه ترفيه وتنكيت مافيش :)، يعني حتى مفهوم "الوسطية" لطشوه دون خجل من الواقع أو من اللغة. ... لا أدري كيف يبني الاستاذ حسن زيد رأيه بأن ثورة 30 يونيو كانت انقلابا؟ أعرف شيئا واحدا: 22 مليون توقيع لم يشكك أحد في صحتها ضد مرسي، ثم ملايين البشر خرجت إلى الشارع ضده وطالبت الجيش بالتدخل. وإن لم يستجب الجيش لمطالب الملايين من مواطنيه فلمن يستجيب؟ لمرسي؟ حينها سيقول الجميع: جيوش في خدمة الحكام فقط؟ أو ليس هذا ما كنا نقوله ويقوله كل المعارضين للأنظمة العربية حتى وقت قريب؟ هذه هي المرة الأولى في تاريخ المنطقة التي ينحاز فيها جيش إلى خيارات "شعب"، فعلام الاعتراض؟ يا أستاذ حسن جيش مصر هز، بقوة، الصورة النمطية للعلاقة بين مواطني هذه الشعوب وبين جيوشهم، ثم إنه من غير الممكن لثورة ناضجة بالشكل الذي رايناه في الثورة المصرية، ستسمح للجيش أن يستثمر ما حدث لمصلحته ولمصلحة تكريس دكتاتورية عسكرية جديدة. على أن الأهم أن هذا ليس جيش "علي محسن الأحمر"، الحديث هنا عن أقدم مؤسسة عسكرية ذات تقاليد ومعايير محترمة في المنطقة، أي أنها مؤسسية غير انتحارية وتعرف جيدا أن الانشغال بالسياسية "محرقة" وتجربتها القصيرة بعد رحيل مبارك في التصدي للحكم كانت درسا كافيا لها. ... لا تكن في الحياة مثل "باسندوة".. يضعونك في المقدمة ورأيك في المؤخرة. - منشورات للكاتب على صفحته في فيس بوك والعنوان اختيار "يمن لايف"