مجلس القضاء الاعلى يطالب النائب العام بترك منصبه وطلعت يرفض..إخواني يتهم هيكل بالتآمر على الرئيس ويتجاهل سعي مرسي للقائهالقاهرة - 'القدس العربي' أبرز ما أشارت إليه الصحف المصرية الصادرة امس كان الكلمة التي وجهها الرئيس مرسي للشعب من مكتبه بمناسبة بدء العمل بالدستور الجديد، وكان ملفتا انه جدد القسم على احترامه هو والقانون، وهي المرة الرابعة التي يقسم فيها منذ انتخابه في آخر يونيو الماضي، الأولى في ميدان التحرير، والثانية أمام المحكمة الدستورية العليا والثالثة في المؤتمر الذي عقد بقاعة الاجتماعات الكبرى بجامعة القاهرة - واعتقد انها المرة الأولى في التاريخ التي يحدث فيها أمر كهذا، اللهم إلا إذا كان الرئيس يعتقد ان توليه الحكم يبدأ من لحظة إقراره للدستور لأنه أشار إلى الفترة الماضية باعتبارها انتقالية وجدد دعوته للحوار رغم رفض الجبهة الوطنية للانقاذ له إلا بشروطها، بينما استمر الحوار مع أحزاب وأفراد محسوبين على الاخوان، وأشار الرئيس ايضا الى انه سيكلف رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل بإجراء تعديل وزاري. وقد أخبرنا زميلنا وصديقنا الرسام الكبير جمعة فرحات في جريدة 'الفجر' بأنه كان في زيارة صديق يعمل برئاسة الجمهورية، ونظر من ثقب باب مكتب الرئيس فشاهد منظرا عجباً، هشام يرتمي على صدر مرسي وهو يبكي بحرارة والرئيس يطمئنه قائلاً: الاستفتاء خلاص وطبخناه، ما فضلش غير الانتخابات وبعدها هاسيبك ترفع الأسعار على كيفك. وعقد مجلس الشورى أول اجتماع له بعد ان اصبحت له سلطة التشريع حتى تتم انتخابات مجلس الشعب بعد شهرين وسارع رئيسه أحمد فهمي وهو عديل الرئيس بارسال برقية تأييد له، وطلب مجلس القضاء الأعلى من النائب العام المستشار طلعت إبراهيم ترك منصبه والعودة الى القضاء لحل الأزمة إلا أنه رفض، وهو امر شديد الغرابة، أما الهاجس الأكبر للجميع فهو الأزمة الاقتصادية الطاحنة، والتي ستطيح بكثير من الأوضاع التي يتوهم الإخوان والسلفيون انها استقرت لهم. وإلى بعض مما عندنا: 'المصري اليوم': بلاها رئاسة بلا وجع قلب! ونبدأ بالمعارك الدائرة حول الرئيس وبسببه حيث واصل زميلنا وصديقنا حمدي رزق، الغناء للرئيس مرسي بصوته الأجش الذي أزعجه وطلب مني منعه، فطلبت من حمدي ان لا يقول في 'المصري اليوم' يوم الخميس، واستجاب مشكورا لطلبي، ولم يقل: 'قطع بنا أحمد، لا خطبة ولا خطب في الاتحادية ولا في المسجد، سمعونا عنكم سمع خير، يمكن الجماعة حجرت على الرئيس، لأ يا ريس، خليك هنا خليك وبلاش تغادر، تسيبنا وتروح فين بعد أن غيرت محل الإقامة من الشرقية إلى التجمع الخامس. كان مستخبلنا فين ده كله يا ابو أحمد، بلاها رئاسة بلا وجع قلب، خدنا إيه من المسئولية غير المرض، تسلم ويمرض عدوينك، يا ريس نفسي اطمن عليك، جعان ولا شبعان، فرحان ولا زعلان، دمعتك مبللة المخدة ولا نشفت، الكل كليله في الكفر الجواني بيسأل، هو جنابك هتخطب امتى؟ كلمني، كلمني، كلم، كلمني، كلمني، فهمني، ناوي على غايه؟ ناوي على حوار ولا على دمار؟ النتيجة نعم يا حبيبي نعم، طيب وبعدين على فين؟ أمامك طريقين، اثنين، طريق المقطم وطريق التحرير، سكة الندامة وسكة السلامة، وسلامة في خير وخير في سلامة'. مرسي يحظى بقلب كبير يؤهله للتأليف بين قلوب المصريين لا، لا، هذا خلط بين أغاني وردة وحكيم، وبين فيلم سلامة في خير بطولة نجيب الريحاني. واستجابة لطلب حمدي أن يسمع سمع خير، فقد قال له زميلنا الإخواني أحمد شاهين رئيس تحرير مجلة 'أكتوبر' وهو يرسم ابتسامة ملائكية: 'أما الرئيس مرسي فنحن نتطلع إليه بأمل كبير وأن يلتف حوله كل المصريين دون استثناء، نعم نحن ندرك، دون مجاملة ورياء - أنه يحظى بقلب كبير واحترام أكبر يؤهله للتأليف بين قلوب المصريين، وأن تمتد مظلة الحب والرعاية لتتسع للمعارضين قبل المؤيدين، بل اننا على ثقة بأنه سوف سفح الصفح الجميل حتى عمن أساءوا إليه والمهم أن نبادل الصفح بالصفح الجميل والإحسان بالحسنى وزيادة، وأن نضع أيدينا معاً، من أجل مستقبل مصر، نحن نقول بكل تفاؤل وثقة في الله، انتظروا العملاق المصري القادم، لصنع المعجزات وقيادة آمنة لاستعادة ذكرياتها الجميلة وأمجادها الغالية'. أسرع واسهل عملية غرق في التاريخ لكن كاتب 'صوت الأمة' الساخر زميلنا محمد الرفاعي صدم شاهين، وأزال عن وجهه ابتسامته عندما قال: 'بعد خمسة أشهر فقط من حكم الحرية في قتل المعارضة والعدالة في صلبهم وسحلهم على أسوار الاتحادية، بدأت مركب النظام في الغرق لتكون أسرع واسهل عملية غرق في التاريخ وتنافس عملية غرق نورماندي تو لصاحبها الحاج عبدالفتاح أفندي القصري اللي كلمته ما تنزلش الأرض أبداً، وأروع من غرق مركب الحاج مرزوق العتقي بتاع السلطانية اللي راحت ستميت حتة مبدأ الشرفاء القابضون على الوطن بالجمر والذين توجعهم وتؤرقهم بقايا ثورتهم القديمة وبعض الذين يخافون أن يكتب التاريخ أسماءهم في خانة واحدة مع جوبلز وهتلر وموسوليني في القفز من تلك المركب، بعد خمسة أشهر في عين العدو فقد رأس النظام شرعيته الدستورية عندما أعلن نفسه في سابقة لم تحدث حتى أيام المعتمد البريطاني ديكتاتوراً مقدساً على ولاية مصر وما يستجد من ولايات يخطفها المشايخ وميليشيات مولانا الجالس فوق عرش المقطم، فقد شرعيته الدستورية عندما بدأ يؤمن على طريقة سلفه اللي راقد في طرة وكل شوية يتزحلق في الحمام وما تعرفش ليه الحمام بالذات، جايز العفاريت اللي لابدة جواه بتأخده مقص حرامية، وبعد خمسة أشهر فقط فقد رأس النظام شرعيته الأخلاقية عندما قامت ميليشيات أهله وعشيرته تحت سمعه وبصره بقتل وسحل العيال وإقامة مراكز تعذيب أجدع من جوانتانامو الخايب على أسوار قصى الرئاسة ثم يعلن في سابقة خطيرة وقبل انتهاء تحقيقات النيابة قرار الاتهام ويدين المعارضين بالبلطجة ليأتي قرار النيابة بالإفراج عن الجميع، فقد رأس النظام شرعيته الأخلاقية عندما سمح لأهل عشيرته بحصار المحكمة الدستورية العليا، ثالث محكمة في العالم في سابقة لم تحدث حتى في قبائل الزولو والتوتسي، ثم أصدر المتحدث الرسمي بيانا باللغة الانكليزية على طريقة انكليزي ده يا مرسي يتهم المحكمة فيها بأنها ضد الثورة ليصبح الوطن كله فلول ما عدا جماعة أسعى وصلي على النبي، عموماً ربنا يعدلها بمعرفته ويعدي الأربع سنين على خير وخلي بالك من العيال يا باتعة!'. 'التحرير': لا أحد يخاف مرسي! وأراد زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير 'التحرير' إبراهيم عيسى مداعبة الرئيس كعادته منذ أن انضم للإخوان: 'لا أحد يخاف مرسي أصلاً، فالرئيس الذي يسمح بالتزوير ويباركه ويعصف بالقانون وينتهكه، ويجعل قرارات دولته ألعوبة في يد جماعته والرئيس الذي يفقد شرعيته الأخلاقية بالتواطؤ على قتل المواطنين والاعتداء على قضاة وترويع الصحافة والرئيس الذي يدفع البلد إلى الانهيار الاقتصادي، والذي يكذب على مواطنين ويتهمهم بالتآمر دون ذرة من دليل ويخلف كل وعوده ويلحس كل تعهداته ويتدارى عن شعبه ويحتمي بحراسه من مواطنيه ويفزع لخبطة في عربيته ولا يفزع لدماء شعبه ويمارس الديكتاتورية ويكسوها بالتمتمة بالآيات القرآنية ويحتفظ عياله بالجنسية الأمريكية، رئيس يجب أن يخاف هو من شعبه لا أن يخاف شعبه منه'. مصر ستدخل منطقة الكوارث الاقتصادية قريبا أيضاً طلبت مني زميلتنا الجميلة والرقيقة سناء السعيد الإشارة إلى أنها انضمت الى الإخوات في جماعة الإخوان والدليل قولها في نفس اليوم - الأربعاء - في العالم اليوم - اليومية المستقلة: 'تجاوز الرئيس حدود اختصاصاته عندما اجترأ على القضاء وهز هيبته وأصدر قرارات بالنيابة عنه، مثل قرار تعيين النائب العام الجديد، المستشار طلعت عبدالله، وهو القرار الصادم إذ أنه سطا بذلك على سلطة تخص مجلس القضاء الأعلى، وانشغل بهيلمان السلطة الذي غيب عنه قضايا الدولة ويتصدرها الوضع الاقتصادي المأزوم، فكل المؤشرات تكاد تجزم بأن مصر ستدخل منطقة الكوارث الاقتصادية قريبا وأنه لا يمكن التعويل هنا على الرئيس بعد ان اثبت عجزه وفشله في إدارة أمور الدولة، وفقد مصداقيته وبالتالي لا يمكن الاطمئنان الى سياساته الاقتصادية'. 'الوطن': مصر تقطع وتباع كما أخبرني ايضا صديقنا وعضو مجلس الشعب الأسبق بالإسكندرية، ونسيبنا، محمد البدرشيني، بأنه تخلى عن ناصريته وانضم للإخوان والدليل قوله يوم الأربعاء في 'الوطن' في حديث أجراه معه زميلنا محمد يوسف: 'مصر تقطع وتباع، والمخطط يسير كما هو مرسوم له ومخطط اختراق معبر رفح مستمر وجرى تجريبه لكن القوات المسلحة تواجه هذا المخطط، وأنا أتهم الإخوان والرئيس مرسي بالوقوف وراء هذا المخطط، وأتساءل، لماذا كان الرئيس محبوساً، وهل السبب اتهامه في قضية تخابر؟ وهناك خطابات بخط يده لدى الأمن وهو يتحدث من تليفون إسرائيلي كود520 - خمسمائة وعشرون، عقب إخراجه من السجن في 28 يناير 2011، وهناك اتصالات دائمة بينهم وبين حماس، ولابد من التحقيق فيمن وراء فتح لسجون وتهريب السجناء خصوصا الفلسطينيين'. قطاع في البلد لن يهدأ ولن يستريح في ظل حكم الإخوان وإلى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، ونبدأها مع زميلنا الإخواني المسكين بجريدة 'الأخبار' عصام السباعي وقوله يوم الثلاثاء والغيظ يكاد يفتك به، ويخرج من جنباته وقد رأيت بعيني الغيظ وهو يخرج: 'لماذا لا نتحدث بصراحة، يوجد في البلد قطاع لن يهدأ ولن يستريح أبدا في ظل حكم لرئيس من الإخوان ويوجد داخل هذا القطاع شريحة ليست بالقليلة، على استعداد لإسقاط البلد للتخلص من ذلك الحكم، كما توجد شرائح مختلفة عاشت عقودا طويلة وخاصة في فترة حكم العسكر منذ أيام حكم عبدالناصر وهي ترضع يومياً وصباح ومساء كراهية الإخوان ويرتبط بكل هؤلاء شرائح أخرى انتقل غاليها الزخم الإعلامي الموجه لدرجة قد تصل بهم إلى الاستعاذة بالله من الشيطان والإخوان! اهتم كثيرا بمواعيد ظهور شخصيات معينة على ساحة الإعلام وأضع يدي أحيانا على قلبي ففي ظهورهم رسائل لا تطمئنني أبدا ومن هؤلاء الاستاذ محمد حسنين هيكل الذي ظهر مع الزميلة العزيزة لميس الحديدي وتفرغ عراب الديكتاتور عبدالناصر 'هتلر العرب' على مدار حلقات للعب بالبيضة والحجر ضد الإخوان والرئيس محمد مرسي وظهر التطابق الكبير بين الاستاذ واحدى الجرائد اليومية وكلها تقود الى هدف محدد هدفه ببساطة الإطاحة بحكم الإخوان!'. ولكن مشكلة مدير مخابرات الإخوان الذي ينافس في براعته في اكتشاف المؤامرات، مدير المخابرات المركزية لم يسأل نفسه سؤالا بسيطاً وهو، لماذا طلب رئيسه الاجتماع مع هيكل والاستعانة به في تلقي الرأي والنصح؟ ولماذا لا يكف مرشده العام الدكتور محمد بديع، في دعوة قادة كفار قريش في جبهة الانقاذ ويحدد منهم الناصريين بالاسم للتحاور معه والاتفاق، فيرفضون، ومع ذلك يجدد الدعوة لهم وكأنه مغرم بلقاء الكفار ومن يتآمرون لإسقاط حكم الجماعة، أما إخواني غلبان صحيح. تدوير المناصب على شخصيات محدودة من الإخوان وإلى 'وفد' نفس اليوم - الثلاثاء - وزميلنا علاء عريبي الذي سخر من كثرة المناصب التي يتولاها صديقنا الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب العدالة والحرية، وكذلك نادر بكار المتحدث باسم حزب النور السلفي، ثم تدوير المناصب على شخصيات محدودة من الإخوان، وقال: 'الذي يتابع بعض الشخصيات القيادية في التيار الإسلامي والأحزاب الدينية يكتشف أن أفلام الكوميديان الراحل اسماعيل ياسين لا تنطبق على الدكتور عصام العريان وحده ولا على نادر بكار أو الدكتور محمد محسوب من قبله بل تشمل العديد من الشخصيات على سبيل المثال لا الحصر المحامي صبحي صالح وهو قيادي بجماعة الإخوان المسلمين وكان عضوا بمجلس الشعب وعضوا باللجنة التأسيسية وتم تعيينه مؤخراً ضمن مجموعة التسعين بمجلس الشورى والدكتور جمال حشمت القيادي بالجماعة والحزب والعضو السابق بمجلس الشعب والمعين ضمن مجموعة التسعين، وتركيز المناصب وتعددها في يد بعض الشخصيات بعينها دفعنا في مقالات سابقة للتساؤل: هل مصر خلت من الرجال ومن الكفاءات؟ هل لم يعد بين الثمانين مليون مصري سوى عشرين شخصية، يتولون جميع المناصب في البلد؟'. وهل هذه أسئلة يسألها علاء؟ طبعا مصر خلت من المؤمنين وارتد سكانها كلهم الى الجاهلية والشرك وعبادة الاصنام، إلا عدد قليل من الإخوان والسلفيين ظلوا متمسكين بإسلامهم، ولذلك نوليهم المناصب لأنه لا تجوز ولاية المرأة والذمي والكافر قبلهما. مميزات وانجازات عهد عبدالناصر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهكذا جاء علينا زمن الخبر أجبرنا فيه الإخوان والسلفيون على طرح مثل هذه والأسئلة، فاللهم ياذا الجلال والكرام أخرجنا من هذه الدنيا على خير، بعد عمر طويل طبعاً، وحتى نقرأ في الشعب في نفس اليوم - الثلاثاء - قول استاذ القانون الدكتور الشافعي بشير في الشعب - لسان حال حزب العمل: 'منذ عهد الملك فاروق وعهد عبدالناصر مرورا بالسادات وحسني مبارك لم تشهد مصر استخدام قنابل المولوتوف غضباً واحتجاجاً في المظاهرات أو تنديداً بتصرفات السلطات أو رفضاً لأي جماعات. وإذا كان لكل عهد يميزه فقد كان عهد عبدالناصر يتميز بزلزلة أوضاع مصر وتغيير خريطة المجتمع بمصادرة الملكيات الزراعية الكبيرة وتوزيع الأراضي على صغار الفلاحين، وتبع ذلك قرارات مزلزلة بتأميم قناة السويس عام 1956 والوحدة مع سورية تحت لافتة الجمهورية العربية المتحدة عام 1958 وتميز عهده بزعامة مصر وقيادتها ضد الامبريطالية في كل اشكالها، وذلك من خلال نشاطها البارز في جماعة دول عدم الانحياز أو منظمة الوحدة الأفريقية عام 1963 مع الاحتفاظ بمستوى المعيشة المناسب لغالبية فئات الشعب فإن كل ذلك كله قد أصيب بضربة قاصمة بهزيمته وهزيمتنا في حرب 1956 التي اعترف هو شخصيا بمسؤوليته عنها وكانت مقدمة لنهاية عهره بالوفاة عام 1970، وإذا كان لنا ان نصف عهد عبدالناصر بكل ما فيه من انجازات واخفاقات وتجاوزات، في العدالة وحقوق الإنسان فإن أصدق الأوصاف الجامعة، انه كان عهد الزلزلة، وقد ورث الرئيس السادات أحد عناصر الزلزلة بقراره العظيم بعبور القناة ومواجهة إسرائيل بالقوة المسلمة واعتقل الف وخمسمائة مواطن في ليلة واحدة فزج بهم في السجون بعد ان فصل أعدادا كبيرة من أساتذة الجامعات والصحفيين المعارضين له حتى أتاه الله من حيث لا يحتسب ضرباً بالرصاص من أبناء القوات المسلحة في صدمة هائلة عبر عنها بآخر كلماته - مش معقول - ولكنها كانت خاتمة عصره الذي ابتدع هو نفسه وصف الصدمات الكهربائية لقراراته الانفرادية، لقد ضاع الأمن تماما في عهد المولوتوف ضاع الأمن السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاجتماعي والقانوني والقضائي، وكان على الحكم الرشيد أن ينقل مصر بعد انتخابات الرئاسة الى حال أفضل مما نحن عليه هذه الأيام، ولكن الرئيس المنتخب من جانب الشعب أخذ جانب الفصيل الذي ينتمي إليه، وانقسمت البلاد إلى فصيلين أو فسطاطين كما يقولون'. جبهة انقاذ الوطن تستغفل الشعب وآخر زبون لدينا سيكون زميلنا الإخواني بجريدة 'الحرية والعدالة' محمد جمال عرفة، وقوله في نفس اليوم - الثلاثاء -: 'في كتابه 'النباهة والاستحمار' يشرح الكاتب الإيراني الدكتور 'علي شريعتي' صور النباهة والاستحمار التي تصيب الفرد والمجتمع، مشكلة أعضاء ما يسمى 'جبهة الإنقاذ الوطن' أنهم تصوروا أنهم قادرون - مع آلة الإعلام الجبارة الموجهة مدفوعة الأجر - على تضليل الشعب المصري وسلب وعيه و'استحماره'، والاستيلاء على عقله والتفكير له، وإملاء سلسلة من الأكاذيب على عقله، وبدلا من أن يدرس 'الزعيم' صباحي دلالات تصويت حتى أهالي بلدته ومسقط رأسه في كفر الشيخ لصالح الدستور خرج ليقول: أنهم مستمرون في سعيهم لإسقاط 'شرعية الدستور' دون أن يدري هو وأعضاء الجبهة أنهم يقفون بهذا ضد إرادة الشعب الذي قال 'نعم' ويحاولون 'استحمار' الشعب مرة ثانية! فنتيجة الاستفتاء أدت لتخبط 'جبهة الانقاذ الوطني' فأعلنوا قبولهم لنتيجة الاستفتاء على مشروع الدستور وأكدوا استمرار 'نضالهم لإسقاط هذا الدستور!!' لأنه 'غير متوافق عليه من قبل الجماعة الوطنية!!' وتصوروا أنهم هم الوكيل الحصري عن الجماعة الوطنية، رغم ان من قالوا 'لا' - على فرض أنهم مع 'جبهة الإنقاذ' وهذا غير صحيح لأن منهم نسبة كبيرة غاضبة على تدهور حال البلاد أكثر منهم ضد الدستور نفسه - بلغ عددهم 36 ' فقط من المصوتين وهذا هو الفارق بين النباهة والاستحمار!'. الدستور دستورنا.. والبلد بلدنا! وإلى المعارك السريعة والخاطفة، ونبدأها من يوم الاثنين مع زميلنا ب'الوفد' محمد زكي حيث خاض ثلاثة وعشرين معركة اخترنا منها تسعة هي: 'بالمناسبة الرئيس محمد مرسي يدير 'عزبة مصر' بطريقة 'تلت التلاتة'، تلت للرئاسة، تلت للجماعة، وتلت للمرشد! - المرحلة الثانية من الدستور الباطل، انتهت تحت شعار 'الدستور دستورنا، والبلد بلدنا'! - النائب العام طلعت عبدالله 'لحس' استقالته بعد 48 ساعة ليؤكد أن الردوع لمولانا المرسي فضيلة! - استفتاء الجنة والنار والزيت والسكر حسم المعركة لصالح جماعة 'سعيكم مشكور'! - ستون محكمة دستورية حول العالم علقت عملها تضامناً مع 'الدستورية المحاصرة' ومولانا المرسي مازال يوهم الشعب باحترام القانون والدستور!! - عبدالمنعم أبو الفتوح القيادي الإخواني المنشق يلعب على حبل 'لا للدستور' ومرجعية 'نعم للإخوان'! - الراقصة سما المصري وصفت الإخوان ب'الحبسجية' والشعب المصري وصفوهم ب'المزوراتية'!! - أحمد جمال الدين وزير داخلية الإخوان بات أطرش في زفة 'ولاد أبو إسماعيل' الحقنا يا بوحة بخوذة وقنبلة دخان! - في الذكرى الثانية لثورة الياسمين، المتظاهرون رشقوا الرئيس التونسي منصف المرزوقي ورئيس البرلمان مصطفى بن جعفر بالطوب، عقبالنا يا جيرانا!'. حازم أبو إسماعيل يهدد عرش إسماعيل ياسين وإلى 'الصباح' في نفس اليوم وفقرة من باب - أوراق من دفتر صعلوك - وهي: 'إن ما يقوم به حازم صلاح أبو إسماعيل يهدد وبكفاءة عرش إسماعيل يس عن جدارة واستحقاق، لقد تجاوز بالفعل كل أشكال الكوميديا المعروفة منذ بدأ الخليقة، وحتى يوم الجمعة الساعة العاشرة والربع مساء، فرغم ان الرجل كان صاحب أكبر خلفية إسلامية في المرشحين للرئاسة مما دعا صفوت حجازي لبوس رأسه أو يده المهم الموضوع كان فيه بوس. وكذا انفرد بأكبر قاعدة جماهيرية حتى قبل عملية الاقتراع بقليل إلا انه تم استبعاده في اللحظات الأخيرة بسبب أمه تحديدا بسبب كون أمه مزدوجة الجنسية وهنا تحديدا بدأت ينابيع الكوميديا في الانفجار في خلقة اللي جابونا'. وإلى 'الحرية والعدالة' يوم الأربعاء وصاحبنا الإخواني عبادة نوح وقوله: 'رأينا حمل تحريض واسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية ضد مؤسسة الرئاسة والإخوان المسلمين وتجار الكلام يظنون ان ذاكرة الشعب المصري ضعيفة وانهم من رجالات ثورة 25 يناير، ولكن الحقيقة تقول انهم كانوا من أكثر الناس ضلالا وفسادا في الأرض إبان النظام السابق، فلا يمكن نسيان بكاء مجدي الجلاد وخيري رمضان ولطم عماد الدين اديب ونياحة لميس الحديدي وسيد علي، على المخلوع مبارك'. شتائم بالشوارع للسلفيين وإلى معارك الإسلاميين وما فيها من طرافة محببة إلى النفس حيث أثار اهتمامي الشيخ شهاب الدين أبو زهو بمقال له يوم الجمعة الماضية بجريدة 'الرحمة' الاسبوعية التي تصدر عن دار الرحمة المملوكة للشيخ محمد حسان، لأنه اعترف بجرأة بالمشاكل التي بدأ يعاني منها أصحاب اللحى، ورجال الدين مع الناس العاديين وتجرؤهم عليهم وتوجيه الشتائم لهم في الشوارع ووسائل المواصلات واقترح حلاً طريفاً، وهو أن يرتدوا جميعاً الزي الأزهري، قال وأنعم بما قال: 'حين سمعت السباب البشع اليوم من شرذمة قليلين معدودين فاجرين عند رؤية أي ملتح في المواصفات أو الطريق، تذكرت الزي الأزهري رمز الوسطية - عند الموافق والمخالف، تذكرت الزي الأزهري رمز الشجاعة والإباء تذكرت الزي الأهري رمز العلم والحكمة فيا أبناء الأزهر من أبناء التيار الإسلامي وغيره: عودوا الى زي الأزهر حتى يعلم الناس أن الأزهر بأحراره وشرفائه هم قادة العمل الإسلامي عودوا إلى زي الأزهر حتى يعصمكم من السفهاء المتطاولين الذين يصفونكم بالإرهاب والتشدد حين يرون سمتكم الإسلامي، عودوا إلى زي الأزهر واملأوا الميادين في مليونيات نصرة الدين والشريعة ورئيسكم المحترم مرسي. على أبناء الأزهر أن يمثلوا الأزهر خير تمثيل سلوكا وعلماً، وكل من حاد من أبناء الأزهر عن الاستقامة سلوكا وعلما فإنه في مقت الله وفي غضبه وإثمه عند الله أكبر من إثم غيره، يجب على أبناء الأزهر طلابا وأساتذة أن يمثلوا حقا 'الخلافة' لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتذكروا قول بعضهم: إن العمامة البيضاء أخطر علينا من القنبلة الذرية وقول الآخر: لا يتأتى علينا من القنبلة الذرية وقول الآخر: لا يتأتي الاستقرار 'أي في الفساد' مادام الأزهر موجوداً'. لا، لا، هذا كلام سوف تستغله إسرائيل لمطالبة أمريكا والناتو وهيئة الطاقة الدولية للتدخل ضد مصر لمخالفتها التوقيع على عدم انتاج أسلحة نووية، بانتاج ما هو أشد فتكا منها، لدرجة ان الناس يلبسونها فوق رؤوسهم، ويلهون بها، وخوف إسرائيل من أن يلقى عليها اثنان من الإخوان والسلفيين عمتين فقط لتدميرها. لا تصدقوا أكاذيب الشعب العظيم! هذا وقد سمعت بعد يومين، أن الأحد - ضحكة صادرة من الصفحة الرابعة عشرة، بجريدة 'الجمهورية' وكان صاحبها زميلنا خفيف الظل ومدير عام 'التحرير'، محمد أبو كريشة وهو يغمز بعينه على الشيخ شهاب وإخوانه قائلاً: 'لا تصدقوا أكاذيب 'الشعب العظيم' وأن مصر محروسة وأن الله يحميها وأن الغد أفضل وأن اقتصادنا يتعافى وأن الاستقرار هو الحل وأن الدستور هو اللي حيخللي العجلة تدور وأن ما يحدث أمر طبيعي بعد كل ثورة، لا تصدقوا أكذوبة أننا شعب الله المختار وأننا أبناء الله وأحباؤه ولن تمسنا النار في الدنيا أو الآخرة إلا أياماً معدودات، فنحن بنو إسرائيل الأصليون لذلك نردد نفس مقولاتهم النرجسية المقيتة، ومصر هي الأعظم والأعرق وشعبها هو الأعظم، وكل الناس بهائم ومتخلفون 'وأحنا بس اللي نازلين من السماء، كل هذه مخدرات نتعاطاها في كل عهد، لذلك نستبعد الخطر ولا نصدق أننا على شفا جرف هار، وأننا نفاخر بأوهام اخترعناها وصدقناها، وأصنام صنعناها وعبدناها، لذلك يتقدم كل من حولنا ونتراجع، لذلك بلغ غيرنا غيرنا العمة، ونحن نقبع في القاع، لذلك يصدق فينا قول الفرزدق في هجاء جرير: إنا لنضرب رأس كل قبيلة.. وأبوك خلف آتانه يتقمل'. الجيش لن يكون تابعا لاحد وأخيراً، الى بعض ردود الأفعال على معركة المرشد العام للإخوان الدكتور محمد بديع مع الجيش بعد مقاله عن أن جنود مصر طيعون، يحتاجون الى قيادة غير قياداتهم الفاسدة، وهو ما دفع زميلنا وصديقنا ونقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف لأن يقول في 'التحرير' يوم الأحد:'نرجو مخلصين أن لا يمتد فشل الحكم الى علاقته بالقوات المسلحة أو ان تخطىء جماعة الإخوان المسلمين الحساب في هذا الملف الخطير نرجو أن لا تتصور الجماعة أنها هي التي قامت بعزل القيادة العسكرية السابقة أو أن تغيير القيادة يفتح أمامها أبواب التدخل في شئون الجيش، فتغيير القيادة كما تعرف الجماعة وكما يعرف مرسي كان قرار الجيش نفسه وهذا الجيش لن يكون أداة لجماعة أو لحزب بل سيظل جيش مصر كلها كما كان دائماً، ونرجو أن لا يتصور أحد أن التلويح بجماعات إرهابية في سيناء أو ميليشيات تعربد في الشوارع وتحاصر المؤسسات الرسمية يمن أن يبعد الجيش عن مسئولياته في الحفاظ على سلامة الوطن والدفاع عن دولة القانون ومؤسساتها الشرعية، ونرجو أن لا يراهن أحد بالخطأ على سلبيات مرحلة تسلم فيها المجلس العسكري حكم البلاد، فالشعب يعرف ان هذه مسئولية الإدارة السياسية، أما الجيش فيظل هو المؤسسة الوطنية التي لم تغير يوماً من انحيازها للشعب وحرصها على أمن الوطن وسلامته، من فضلكم، لا تخطئوا الحساب ولا تلعبوا بالنار. أضاعوا المصحف واكتفوا بالسيف ولو تركنا 'التحرير' وتحولنا الى 'الوطن' في ذات اليوم فسنجد ان زميلنا وصديقنا واستاذ النقد، محافظ الشرقية السابق عزازي علي عزازي يقول محذرا المرشد: 'إذا استعرضنا تصريحات هؤلاء الحمقى خلال هذا الاسبوع سنكتشف حالة الفصام النفسي والهيستريا العقلية ومنها ان 'التصويت بالرفض سيجر البلد الى حرب أهلية وبحور من الدماء'. وينسى صاحب هذا التصريح الخطير أن ضباط أمن دولة بصحبة بعض الأمناء والمخبرين قد اقتادوا جميع أعضاء مكتب الإرشاد دفعة واحدة إلى الاعتقال دون أي مقاومة تذكر وذلك في التسعينيات ولم نر قطرة واحدة من الدماء ورغم ان الجماعة تأسست على الإيمان بالعنف كجزء من العقيدة بحسب تعريف المرشد الأول حسن البنا أن 'الإسلام مصحف وسيف' فإنهم الآن - وبعد أن وصلوا للسلطة - أضاعوا المصحف واكتفوا بالسيف الذي أشرعوه فوق رقاب الشعب الأعزل والمعارضين السلميين والغريب أنهم يفعلون ذلك هم وأولياؤهم بعد أن ساهموا في تأمين وسلامة دولة الكيان الإسرائيلي ودخلوا طوعاً ومجاناً للحلف الأمريكي في مواجهة إيران وسورية وفرطوا في الأمن القومي لمصر بتحويل سيناء إلى بؤرة صراع يقودها إرهاب يتواصل مع الساكنين في قصر الاتحادية!! وتنازلوا بطيب خاطر عن دماء الشهداء الستة عشر من جنودنا البواسل على الحدود، ثم بعد ذلك ورغم كل ذلك يخرج علينا مرشد الجهل بتصريح كارتوني يهين فيه الجيش المصري وقادته، يعني الخلاصة يا رئيس الرئيس انك تريد قائداً إخوانيا لهؤلاء الجنود المطيعين أو بوضوح أشد أن سيادتك تريد أخونة الجيش وتحويله إلى جهاز خاص في قبضة الجماعة'.