بغض النظر عن الجانب الإنساني في التعازي التي بعثها -على حده- كل من أمير دولة قطر ورئيس مجلس الوزراء وزير داخلية قطر للرئيس هادي في ضحايا السيول والإمطار التي شهدتها اليمن الأيام الماضية، إلا أنهما في نفس لا تخلوان من نية بعث رسائل سياسية لطرف بعينه. إلا أن الغريب أن إعلام الوزير العمراني والمتمثل بالفضائية اليمنية والتي يلاحظ من خلال تناولاتها الإعلامية أنها مهتمة ومنحازه بعض الشيء لدولة قطر خلال الفترة الأخيرة، ومتعاطفة في نفس الوقت مع إخوان مصر، ولولا الموقف الرسمي اليمني الذي بارك في بداية الأحداث وصول عدلي منصور كرئيس مؤقت لمصر،لجهر العمراني بذلك التعاطف والانحياز للإخوان.. إلا أن ما يدعو للريبة اهتمام ذلك الإعلام من خلال تناولانه بسفاسف الأمور وتجاهل ما هو أهم أو ما ينبغي أن يكون في مقدمة المواضيع المتناولة. فمن خلال متابعتنا لنشرة الأخبار الرئيسية لهذا المساء لوحظ تقديم إذاعة خبر برقية عزاء أمير دولة قطر ورئيس وزراءه للرئيس هادي في ضحايا السيول أولاً، وبعد ذلك تم إذاعة خبر بعث الرئيس هادي برقية عزاء ومواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وذلك في وفاة شقيقة صاحب السمو الملكي الأمير مساعد بن عبدالعزيز ال سعود. فأيهما أولى وأهم في التقديم -على الأقل من الناحية البروتوكولية -برقية رئيس الدولة المبعوثه لرئيس دولة أخرى ، أم البرقية المتلقاه من دولة أخرى، بغض النظر عن مدى إمكانية المقارنة بين الدور السعودي والقطري الداعم لليمن ومكانة كل منهما. نعتقد أن إعلام العمراني غير "بريء النيه" في تقديمه لإذاعة خبر برقية أمير قطر عن خبر برقية رئيس الدولة الموجهه لملك السعودية، ويفهم من ذلك أنها رسالة خفيه –غير مباشرة- من قيادة الدولة موجهه للسعودية مؤداها "انحياز اليمنلقطر ومباركة الدور القطري- لا سيما أن ذلك جاء في توقيت أعقب اكتفاء (رئيس الدولة والحكومة) بالصمت من خطاب ملك السعودية وموقف المملكة الذي برز مؤخراً من أحداث مصر. ولا تنسوا الفضل بينكم هام وخطير الفقرة الأخيرة من بيان اعتذار الحكومة إعادة للمربع الأول.. وتأجيج للنزعة الانفصالية ؟! أظن بأن هناك فقرة مثيره للجدل تضمنها بيان اعتذار حكومة الوفاق الوطني من شأنها أن تعيد الأمور الى المربع الأول، وستكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وحجه لمن لم يرقه ذلك الاعتذار ويسعى للانفصال وهي: (كما تدعو إلى التصدي لكل ما يهدد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وتدعوا الجميع للتصرف بروح المسئولية الوطنية والتسامح والإخاء). إذا كان يُقصد بالوحدة الوطنية "الوحدة اليمنية" فأنا لم أرى غباء كهذا .. وكان حري باللجنة التي صاغت الاعتذار ان توجد صيغة غير قابلة للتأويل من أي طرف كان. وكأنك يا بوزيد ما غزيت .. بدل ما يكحلوها أعموها