صدقت السفير الامريكي وجلست أتسمع كلمة المشير عبدربه منصور هادي، ولم يكن فيه شيئ الا اعلانه مرة ثانية انضمامه للثورة الشبابية السلمية العظمى، بما يشبه الاستقالة العلنية من المؤتمر الشعبي العام. جملته الحنانة الطنانة عن "كوابيس مظلمة بتصدر المشاريع الصغيرة للأولويات السياسية.. وأخطرها بروز ملامح الحكم العائلي في واحدة من أخطر المشاهد التي مرت على اليمنيين والتي ذكرتهم بالنظام العائلي الوراثي المتخلف الذي قضوا عليه واجتثوه قبل واحد وخمسين عاما"، لم تكن الا اعلان فشل الرئيس المشير عبدربه منصور هادي عن محاولته مصادرة المؤتمر الشعبي العام، ومن ثم يجدد الاعلان عن انضمامه للخذاب الذي واجهه المؤتمر كل هذه المدة. المؤتمر هو الحزب الذي رفض ادعاءات الساحات الثورية، وتماسك حتى الان، لكن أمينه العام، بعد أن صمد مع المؤتمر حتى آخر لحظة، هاهو يتحدث اليوم بلغة تدين الصمود المؤتمري برمته، وتنضم لخطاب المنشقين عنه. اعتقد أن على المؤتمريين، أن يعتذروا للمنشقين عنهم، فهم على خلاف أمينهم العام، أعلنوا موقفا ضد المؤتمر ورئيسه وحكمه، والدولة لاتزال بأيديهم، فيما أمينهم العام، لم يجرؤ على اعلان شيئ، حتى ضمن أن كل المصالح صارت بيد خصوم المؤتمر.. الغريب أن الرئيس المبجل، يتحدث عن الحكم العائلي، وحوله كل عائلته تحكم، ويطبل لها نفس الذين كتبوا له خطابه هذا.. اكثر مما كان هو يفعل لصالح. لكن وكما قال هو اليوم "المشاريع الصغيرة لا تجلب إلا الخراب والدمار للوطن"، و"لهذا فان الانتكاسات (تتوالى) على مختلف الأصعدة سياسيا واقتصاديا ومعيشيا وأمنيا وخدميا". هو الرئيس الازمة.. كلما فشل كلما تمسح عبر الكلمات بالثورة والثوار.. ولم يعد هناك ثورة ولا ثوار..