بالعودة إلى "الخيانات التوافقية" التي مررنا عليها قبل قليل, وبالعودة إلى مهرجان/ مزاد الخيانات الأشهر في موسم 2011, كما لم تشهده اليمن قبلا.. فإنه وبعد أن فعلها علي محسن, وهو بدرجة "الرجل الأول مكرر" فعليا وليس اقل, وتبعه من تبعه من أولئك الذين وصفهم المغدور, ب"أوراق الخريف المتساقطة" على إيقاع معزوفة الربيع الجنائزية. يكونوا قد استنفذوا أقصى طاقة تصل إليها مفاعيل الطعن من الظهر. لكن هذا لم يفت في عضد الرأس والرئيس وبقي بعد 21 مارس كما قبله! في جمعة (رجب /النهدين) أرادوها القاضية, ضربة واحدة مركزة ومميتة تنهي المواجهة في تلك الساعة والجولة, وإلى الأبد. كانت ضربة قاتلة بكل المقاييس والحسابات... مثلما كانت إرادة الله أسبق ولها الكلمة الفصل. وعاد الرأس والرئيس من موته ليواصل العمل. ماذا بعد.. أكثر من هذا.. تفعله عصبة الخيانة التوافقية للقضاء على الرجل؟؟! الحال نفسه تقريبا يمتد ويترحل إلى ساعة المواجهة هذه... ويستمر. الخصوم هم هم.. ويفعلون ما كانوا يفعلونه دائما وازدادوا عتوا وتعنتا.... بيأس شرس! في الجهة الأخرى وبموازاة هؤلاء برز الرماديون كخطر أخطر وورقة متروكة لهكذا ظروف واحتمالات... تم تفعليها خلال أشهر الموفمبيك الفائتة. بصورة أوضح برزت وجوه سوداء قاتمة من خلف غشاء رمادي تشقق عن الأصل! ثمة حول صالح بقي رجال رماديون يعتمد عليهم.. كما يعتمد عليهم الخصوم الذين أبقوا على هؤلاء لمهمة احتمالية كهذه ولظرف وتوقيت كهذا!! في الحظات الأخيرة والمفصلية من سجال ومناورات موفمبيك حدث الفارق وانكشف أكثر من مستور, وإن لزم الاستدراك بأنه لم يكن المستور مستورا تماما! وسيكتشف المعنيون هنا وهناك بأنهم ومجددا أساءوا التقدير في التعاطي واللعب مع صالح! وحيث اجتهدوا في اللعب عليه ومن داخل ملعبه وفريقه, احتهد هو, كما تتحدث معطيات كثيرة ووجيهة, في أن يفسح لهم مساحة ووقتا ليفعلوا... حتى حصحص أوان امتحان ومحك رهان.. فلم يسعهم إلا أن يكشفوا أنفسهم بأنفسهم!! على اية حال, وبالإعراض عن هذه الحصص ومواضيعها المجهولة أو المغيبة عنا وعن الواجهة والجمهور العام, لا يفوتنا الشاهد الذي كنا بصدده أول الكلام, وهو أن كافة الطعنات في الخاصرة وكافة الخيانات, المتصلة ببعضها لم ولا يسعها أن تفعل أكثر وأخطر وأسوأ مما فعلته سابقاتها القاصمة والأعنف في 2011. فمهما حدث, لن يحدث أسوأ مما أحدثه الرجل الأول مكرر وما دونه! سيحتاج الرماديون الآن ولاحقا إلى إعادة النظر في "رخص" المهمة ووضاعة الدور الذين وضعوا أنفسهم أو وُضِعوا فيه, فيما الحسبة تقول إنهم ومهما كان دورهم مخاتلا ولدغهم على حين غرة مؤلما, فلن يحدث في الثر الراجع نتيجة حاسمة فشل في إحداثها سابقوهم.. الأمكن والأطعن والأدنى إلى مقاتل عفاش !! طعنات العتاولة في 2011 خصوصا انصرفت جهة الظهر وتناولته من كل تلقاء.. الرماديون يغرزون سكاكينهم في الخاصرة.. خاصرة صالح وأيضا المؤتمر الشعبي. وشيئا فشيئا أدركوا أو سيدركون حجم الخذلان الذي ينتظرهم في المحطة القريبة القادمة!!