كما إن للشِعرِ هواتَهُ، وللفن هواتَهُ، وللرياضة هواتَها، فإن للفوضى أيضاً هواةً ومُحترفين وهذه سنةُ الحياة ، لكن أن يكون هواةُ هذه الفوضى من السياسيين والمحسوبين على الثقافة وقادة الرأي، فأعتقد أن الأمر في غاية الخطورة، ويحتاجُ إلى وقفةٍ جادةٍ ومراجعةٍ متأنيةٍ وإعادة نظر في نفض غبار التراكمات التي طرأت على تصرفات مُرتكبي هذه الحماقات، بالذات وأن هذه الهواية أو بالأصح الغواية تمسُّ وحدتنا ونسيجنا الاجتماعي وتحمِّلُ الوطن والأوضاع الراهنة أكثر مما تحتمل . مع الأسفِ الشديد أن البعضَ يستغلُّ الأوضاعَ الراهنة بصورةٍ سلبية من خلال الفوضى الهدامة ، ويصب الزيتَ على النار بالدعوةِ إلى تهجير أبناء محافظات بعينها من محافظات أخرى على أساسِ الفرزِ المناطقي المقيت ، وذلك ليس إلاَّ من باب المغامرة بالحاضر والمستقبل،وإذا استمرينا على ذلك الحال فسنصبحُ أعداءً للحياة بدلاً من أن نكونَ بناةً لها .