الرئيس "هادي" يحاضر اليوم، أمام قوات الاحتياط، في علم النفس العسكري، هذا مقتطف لذيذ من كلامه: "الخوف ثلاثة أنواع: نوع من الخوف يكون في الدماغ، ونوع من الخوف يكون في القلب ويكون عندك شهية للمي للشرب تشرب منه، وخوف آخر يكون في الأرجل ما ترضى تندي حركة، في الكليات العسكرية لما يدربوك يفترض يعرفوا هذا الضابط في أيش من مكان يجيه الخوف؟ اللي يجيه الخوف في صدره:عنده عقله وارجله قادر يتحرك ويفكر، واللي يكون في ارجله ما يقدر يدي حركة، واللي يكون عنده خوف في الدماغ فهذا أخطر إنسان. في الكلية العسكرية انا درست متى يحق لأي قائد فصيل او قائد سرية أن يحكم بالإعدام على أي جندي، في حالة واحدة يحق للقائد أن يقول اقتلوا هذا الجندي: الجندي الذي يكون عنده الخوف في عقله لانه يرمي كل من حوله يقتلهم، فلهذا يحق لك أنك تعطي الأمر بقتله. أحسن قائد الذي يكون الخوف عنده في الصدر حقه في القلب ويحتاج للمي يشرب لانه يكون عقله معه وارجله يتحركين، والا مافيش احد في الدنيا ما يخافشي كل واحد يخاف". ... عَلَم مطوي على شكل قبعة وضعته فتاة على رأسها.. فاهتزت دولة "وحيد رشيد" و "اليدومي" و"هادي".. لم يتحملوا هذه الممارسة الديمقراطية جدا من فتاة، بدت وحيدة وسط قطيع من جمهور سالفي الذكر، فأهانوها وبهذلوها وحولوا القصة إلى قصة. ما أضعفهم.. وما أوسع بجاحتهم.. ... في العاصمة: الإصلاح ينشئ مليشيات في عدة أحياء، والحوثيون مستعدون بدورهم في الجراف ومناطق أخرى، وآل الأحمر لديهم مقاتلوهم في الحصبة، واللواء محسن يتمترس بالفرقة.. ولا أحد يعرف ماذا لدى صالح هو الآخر. قد لا تقوم "حرب" بين هذه الأطراف داخل العاصمة أبدا، لكن اقطعوا يدي إن قامت "دولة".. الكل يُحَاول حماية نفسه من الكل، في أحسن الأحوال، وفي الأسوأ: الكل مشغول بتأمين مصالحه في وجه الكل. "بناء الدولة" يستلزم قوى سياسية متفرغة، بدوام كامل وإضافي.... وحتى يتوفر هذا "التفرغ"، نحن على أبواب مرحلة من تاريخ صنعاء سيجري تقسيمها تدريجيا، بفعل الأمر الواقع، إلى ثلاث إقطاعيات شبيهة بإقطاعيات "بيروت" الثمانينات. (إنسوا الآن حكاية الاثنى عشر منطقة أمنية التي تحدث عنها هادي، مجرد إجراء شكلي وبيع كلام).