في وطننا الغالي بلاد اليمن كنا نعيش بأمن وأمان وراحة بال وإطمئنان حتى إندلعة شرارة الفتنة التي أيقضها عملاء البلاد ومرتزقتها لتطالب بإسقاط النظام ، غير مدركين أصلاً ما معنى النظام - فالنظام هو مجموعة من الاركان الاجتماعية التي تقوم بعدة أدوار أو وظائف متعددة إستناداً إلى سلطة مخولة لها أو قوة تستند إليها .. لقد أسقطوه كما زعموا ، لكنهم في حقيقة الأمر أسقطوا أنفسهم بعد أن أتوا بالفوضى لتحكمهم وتسير شئون حياتهم .. لكن معظم أبناء الشعب من الذين لم يقفوا مع النظام أو ضده وظلوا فئة صامته يصيحون اليوم بعالي الاصوات ليقولوا "سلام الله على عفاش" وكأنهم بذلك يقولون "سلام الله على النظام" ، فالرئيس صالح الملقب بعفاش كان حينها على رأس الهرم التنظيمي الذي تنازل عنه من كانوا في الساحات ونادوا بإسقاطه .. - هاهم يصيحون وينادون ليطالبوا ببضع وريقات من النقود التي عهدوا أن تصرف لهم في عهد النظام .. - هاهم يقفون في طوابير طويلة لينتظر كل واحد منهم دوره في الحصول على بعض من قطرات مادتي البنزين والديزل الاساسيتين والواجب على الدولة توفيرها لكل مواطن يمني .. - هاهم يتجرعون ويلات هدم النظام بالخوف الذي يعيش فيه كل مواطن يمني .. - ها نحن ندفع ضريبة سكوتنا عمن خربوا الوطن لنتجرع الويل في كل شئون حياتنا.. شعب صابر متصبر لا يعرف ما الذي يصنعه الاعداء به .. - يصبرون على الخوف الذي بدلوه بالأمان .. - يصبرون على زيادة الأسعار في كل شيئ بعد أن تنكر البعض منهم لنعمة كنا نعيش فيها .. - يصبرون وينتظرون حتى تأتي تلك الساعة التي قد تنقص أحياناً لتعيد وزارة الكهرباء ذلك التيار المتهالك .. - صبورون في كل شيئ ونصبر وإن كان ما نصبر عليه حق من حقوق كل مواطن يمني .. صبورونا نحن ، فهنيئاً لنا الجنة بإذن الله ..