في تلك الأيام الحلوة لم يكن هناك انتهاك لحرمة الوطن او المواطن او الازدراء بالانسان ولم تكن هناك استباحة لحرمات الناس وإقلاق أمنهم والحد من حرياتهم وتهديد استقرارهم او انتهاك لكرامتهم . او تعكير لأمنهم واستقرارهم النفسي . وكان الدين انفتاح وليس احتكار وتشجيع حرية التفكير ورفض التكفير والقبول بالتنوع في كل شيء والتمسك بتلك الأصول العظيمة التي كانت من طبعنا ومن سيرة آبائنا وأجدادنا الكرام . والحضرمي هو صاحب المثل والمبادئ والقيم والامانه والصدق وسحر الألفاظ البديعة والانتماء الصادق للأرض الطاهرة والاحتفاظ بالشيم والكرم الحاتمي والبساطة الفريدة التي ألفناه أيام زمان رغم شحة الإمكانات والعجز المادي الصعب , ووجود السلم الاجتماعي والتكافل في سلوكنا والحفاظ على العادات والتقاليد العتيقة ذات الشفافيه والخلق الرزين والتمسك بالهوية الوطنية والانتماء اليها والاعتزاز بها والافتخار بالانضواء تحت رايتها – ايام ساحره وجميله وكان عصر المحبه والسلام والوفاء والتمسك بالقيم والأخلاق المثالية والصدق والامانه في السلوك وكانت هي رأسمال الفرد في هذا المجتمع الفاضل . وتلك الاخلاق الفاضلة الرفيعة والتربية النوعية والتعليم الملتزم والمنضبط الدى لاتتجادبه المعطيات ولا المصالح والدى مكنا من تخريج الكوادر الكثيره من القادة والمفكرين والكفاءات والقدرات الإدارية والعلمية والعسكرية والصحفية والثقافية والأدبية التي تصدرت قيادات المجتمع في الوطن وفي المهجر ,, وماتعانيه حضرموت الان من توجس وحذر وازمة اخلاق وتربيه لشباب الامه وما تعايشه الان في ظل خوف وعدم وجود الامن والامان النابع من تدهور القيم والمثل والمبادئ والاخلاق والتربيه الصحيحه والسلوك الانساني القويم الدى اهتزت اركانه ولم يعد له وجود في وقتنا الحالي وعدم وجود مرجعيه او قيادات نظيفه تتمتع بحب الناس وبكل مقاييس القياده الشجاعة للامه واستعادة نموذج مجلس حضرموت الاهلي وغيره من النماذج والقوى الوطنيه الشريفه وماتحمله من طموحات وغايات وطنيه نزيهه ..قد تساعد في اضفاء روح التماسك والانتماء لهويتنا المفقوده التي تتقادفها امواج ورياح عاتيه من تطرف غريب وارهاب حاقد تسيره مراكز القوى للحفاظ على مصالحها . والغريب ان هذا الشئ المهول يقع في حضرموت ارض الانبياء والأولياء والصالحين , وقوى أخرى تحاول العبث تدمير كل شئ في سبيل الوصول لكرسي السلطه . ودول نافذه ومتورطة بتازيم الاوضاع في بلادنا ومجتمع سلبي وانسان صامت . وللأسف لا يستحق الحياة وهو اول من يحجز مكانه في جهنم كما قال ( مارتن لوثر كنق ) . والأمن والامان ياتي قبل الايمان والمنعطف الخطير والهام الدى تعيشه البلاد فلابد للعقل ان يتحكم في المعطيات الواقعيه والتحولات التاريخيه والمنحنيات التي بحاول البعض بها عدم احترام عقول الناس واساسيات متطلباتهم حيث ان الحضارم ابدعوا وقدموا الكثير في مسارات التاريخ القديم والحديث وهم من اعرق الامم في التاريخ ويتسمون بالدقة والعقلانية ويلتزمون بالوسطيه والاعتدال في كل امورهم الدنيويه والدينيه وهم اكثر واقعيه في الحياة التي اتسموا بها في أخلاقهم وصدقهم وأمانتهم والتزامهم بالقوانين والانظمه والأعراف والعادات والتمسك بالقيم والمثل والثوابت .. وجاء ذكر حضرموت في الاثر والتاريخ والكتب السماوية والاحاديث النبوية وكانوا أهلها رجال عظام تهتز لهم الجبال وتخشاهم الصحارى وسطروا في التاريخ مالم تستطع اى امه فعله اذ ابدعو في السياسه والتجاره والعلوم والقضاء وعلوم الفلك والأنساب . وهم اول من وضعوا سجل المواليد في العالم وكانوا من ضمن فرسان الإسلام في التاريخ الإسلامي . وتولوا الحكم في ارخبيل الملايو والقضاء في مصر وتونس والتجارة في الهند وشرق افريقيا وقاموا بنشر الدعوة لديننا الحنيف وأقاموا جذور الرحمة الموده والتكافل والحب والوسطية والاعتدال في تلك العوالم .. وان لا نستهين بحضرموت الواسعه الشاسعه ذات الثروة الهائلة والإرث التاريخي الكبير .