لا نريد ولا نتعشم على الإطلاق بأي وجه من أوجه الخير من (الجارة) السعودية ، ولتكفينا شرها وهذا فقط غاية ما نتمناه ، تلك كانت إجابة المغفور له بإذن الله البروفيسور / عبدالعزيز ياسين السقاف رداً على سؤال مذيعة ال BBC في العام 1995م ، حينما كانت التوترات على أشُدها على امتداد الشريط الحدودي مع السعودية في أعقاب إجهاض المخطط الشيطاني الانفصالي في حرب صيف 1994م ، يومها تساءلت تلك المذيعة بتعجب شديد عن خلفيات تلك الإجابة التي بدت لها صادمة من أستاذ في علم الاقتصاد ، فرد عليها أستاذنا الجليل – رحمه الله – مؤكداً أن السعودية كانت ومازالت مصدر كل الشرور في اليمن وأنها تبذل جهود مضنية جبارة لإرهاب شركات التنقيب عن النفط في اليمن لتقوم بدفن أي استكشافات نفطية تتوصل إليها ، وعدم الإفصاح عنها ، فبادرت المذيعة بالقول أن ما يطرحه البروفيسور السقاف يحمل تُهماً خطيرة لدولة كبيرة مجاورة لليمن ، وتصْدُر تلك التُهم من أستاذ جامعي مرموق يرأس تحرير أول صحيفة أسبوعية ناطقة باللغة الإنجليزية ، وكان الرد الحاسم بأنه لا يُطلق تلك التهم جُزافياً بل إنه يملك وثائق دامغة تؤكد كل حرف صرح به وهو يتحمل المسئولية الكاملة عن ما ورد على لسانه . شتان بين موقف الأب المُعلم وبين موقف ابنته الكريمة التي لا نملك إكراما لروحه الطاهرة إلا أن ندعو الله لنا ولها بأن تزول الغشاوة عن أعيننا وأن يهدينا جميعا لرؤية الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه ، وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ، وهي التي خلفت والدها الجليل في رئاسة تحرير صحيفة YEMEN TIMES ، وتولت حقيبة وزارة الإعلام في الحكومة المستقيلة ، وتمارس عملها حالياً في إدارة الإعلام المعادي للوطن من عاصمة تلك (الجارة) ، وتحصل على مرتبها الشهري ومخصصاتها المالية من حكومة تلك المملكة المعتدية ، بزعم أنها ورئيس الحكومة المستقيلة والرئيس (الفار) يمثلون السلطة الشرعية ولو من وراء الحدود ، وهم إنما يحملون في أعناقهم وزر كل قطرة دم تراق على الأرض التي لفضتهم ومازالوا يدعون أنهم منتمون إليها حريصون عليها ، بينما أياديهم القذرة مصبوغة بلون الدم الأحمر القاني المسفوك للأطفال والنساء والشيوخ وخيرة الشباب في جبال وهضاب ووديان وسهول وسواحل أرض (اليمن) الطاهرة ، وستظل انات وصرخات وآلام الجرحى والمشوهين والمعاقين بفعل الأسلحة المحرمة دوليا تلاحقهم ما تبقى لكل منهم من حياة ، تلك الأسلحة التي يمهرون بأقلام سادتهم وجلاديهم موافقاتهم الرسمية على كل طلعة جوية يقوم بها هذا التحالف الشيطاني ، ويتم فيها إلقاءها على من يدعون أنهم حكامهم الشرعيون من أبناء هذا الشعب العظيم الذي هو منهم براء . ويبقى بين أهله ومواطنيه يعاني ما يعانونه ويكابد ما يكابدونه ويعيش معهم كل تفاصيل حياتهم لحظة بلحظة ، بل ويزيد عليهم بحروب طواحين الهواء في حقه من سيل حرب الفضائيات القذرة التي تطلق الشائعات والقيل والقال والغمز واللمز ، نفس الرجل الذي يعلم على وجه اليقين أنه وكل فرد في أسرته الكريمة على رأس القائمة المستهدفة بالمحو والتصفية الجسدية ، صامدا في وجه كل تلك المحاولات الهمجية البائسة اليائسة لتركيعه ودفعه للفرار والنجاة بنفسه وأهله وذويه ، ليبلغ الحقد الأسود أقصى مداه باستهداف مقر اقامته في قلب العاصمة (صنعاء) صباح الأمس الأحد بضربتين جويتين تزامنت مع ارتفاع أصوات المآذن بإقامة صلاة الفجر ، وما أبشع تلك الجريمة التي تذكرنا بجريمة أخرى قبل اعوام مضت في ذات التوقيت وعند أداء المسلمين اﻵمنين المطمئنين لشعائر الصلاة وهم وقوف بين يدي خالقهم ركعا سجدا وفي أيام شهر رجب المحرم ، الذي استباح فيه من يدعون أنهم مسلمين دماء وأعراض المسلمين في بيوتهم وفي غرف نومهم بلا رحمة ولا شفقة ولا هوادة . ولو أن (جهال) آل سعود استمعوا لما تلهج به افواه وحناجر المصلين عقب أدائهم لكل صلاة في كل مسجد وجامع من الدعاء والاحتساب عند الله على كل من طغى وتجبر ﻷصابهم الذعر والفزع ، ولأيقنوا أنهم إنما يستنزلون غضب الله عليهم مع كل فعل خسيس جبان يقدمون عليه في حق كل الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يجري من حولهم من عبث السياسة وقذارتها ، ومن حقارة وتفاهة الخونة والعملاء وأشباه الرجال الذين يصرون على غرس سهامهم المسمومة في خاصرة وطننا الحبيب . عير آبهين وﻻ عابئين بالعواقب الكارثية التي يمكن أن يتجرع مراراتها ملابين الأبرياء دون سواهم ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، بينما هم في واقع الأمر الأخسرون أعمالا ، والله أعلم . ولعلم أولئك (الجهال) من آل سعود أن خاتمتهم باتت أقرب إليهم من الهواء الذي تستنشقه أنوفهم المتغطرسة ويلج إلى صدورهم ، وأنهم إنما يحفرون قبورهم بأيديهم ويقوضون دعائم ملكهم الذي سينتزعه الله من بين أيديهم طال الزمان أم قصر ، ونأمل أن يكون ذلك عاجلا غير آجل . أختتم مقالي لهذا الأسبوع بمختصر حوار جمعني بالوالد العزيز الرائع / محمد احمد محمد صبرة في معهد (الميثاق) قبل أسبوعين تقريبا ، والذي قال فيه بألم وحسرة تعتصر قلبه وكل جوارحه على ما آلت إليه الأمور في يمننا الحبيب :- أننا كمواطنين وفي كل يوم تقريبا منذ العام 2011م وحتى اليوم نتساءل وبمرارة : هل يمكن أن تخبئ لنا اﻷقدار ما هو أسوأ مما نعيشه اليوم؟! ، وتأتي مشيئة الله بالمزيد من البلاء والإبتلاء ، لحكمة مؤكدة يعلمها جبار السماوات والأرض صاحب الملك والملكوت ، ولا شك أن بعد العسر يسرا إن بعد العسر يسرا ، وما ضاقت واستحكمت حلقاتها إلا وعجل الله بكرمه وجوده بالفرج والرحمة من أوسع الأبواب . والنصر آت آت بعون الله ، وليس ببعيد عنا بكرم الله استعادة نجران وجيزان وعسير والوديعة وشرورة ، بعد أن مكثت في أيدي الجبارين في الأرض عشرات السنين وماذاقت من خيرات البلد الأغنى في العالم سوى الفتات وأقل من الفتات ، ليقينهم أنها ستعود يوما ما ﻷصولها وجذورها اليمانية ، العزة لله ، والخلود والشموخ والمجد والكبرياء لليمن ، والرحمة والغفران لمن قضوا نحبهم ونحتسبهم عند الله من الشهداء الأبرار ، والصبر والسلوان لأهلهم وذويهم ، والشفاء والمعافاة للجرحى ، والخزي والعار للخونة والعملاء ، وﻻ نامت أعين الجباء ، وبكرم الله وبركاته وعشمنا في وجهه لن يحل علينا اليوبيل الفضي في ال22من مايو المجيد إلا وقد ارتفعت رايات النصر خفاقة عالية في قمم جبال اليمن الشامخات الرواسي وقد بسطت اليمن نفوذها حتى آخر شبر مغتصب من أراضيها . وإن غدا لناظره لقريب