لم تكن الطفلة مرام البالغة من العمر سبع سنوات تدرك حجم الخلاف الذي وصل بين والديها وانفصالهما ، وان ذلك الانفصال هي من تدفع ثمنه بحياتها بعد تعرضها للاغتصاب والخنق حتى فارت الحياة تاركةً مأساه وجريمة هزت المجتمع اليمني. فمنذ ان انفصل ابويها لم تجد من يحن اليها ويعطف عليها حتى وجدت نفسها في منزل الجدة بعد فراق ولديها لها. بدأت الطفلة مرام حياة بائسة بعد ان تزوجت والدتها وتركتها في حين سافر والدها إلي المملكة السعودية للبحث عن عمل وظل مرام ذات السبعة أعوام تدور في فراغ تطالع في وجوه من حولها لعلها تلقى أبا او أما ..لها ينحنيان برفق علي جسدها الهزيل ويغدقا عليها بالحنان في الوقت الذي ذهبا والديها إلي أحضان أمنة ، كانت مرام بحاجة إلي حضنيهما. والدها تزوج في بلد الغربة وقرر أن يأتي بابنته مرام إلي منزلة الجديد بعد مرور اقل من شهر علي زواجه وقدم إلي البلاد وتوجه إلي منزل جدة مرام وطلب بأخذها معه يقول والد الطفلة مرام وهيب فرحان حين ما وصلت الي منزل جدة ابنتي مرام قابلتني الجدة وطالبتها بأخذ مرام معي إلا انها رفضت وحينما أصيرتُ فطالبتني بحق النفقة ولم أرد طلبها، وعدهم بأن أعود في اليوزم التالي ليدفع نفقة ما صرفت لها اثناء بقائها عند جدتها علي ان تسلم له ابنته وتم الاتفاق علي ذلك . وسرد والد مرام ما دار بينه وبين الجدة وقال "في اليوم الثاني عدتُ كي أسلم للجدة حق النفقة لكنها فاجئتني بقولة أنها نقلت الي المستشفي -الروضة- وإنها في حالة سيئة . يواصل والد مرام حديثة متلكئ في أساء وحزن وقال هرعت الي مستشفى الروضة وهناك كانت الصدمة حينما أخبرتُ من احد الأطباء أنها قد قتلت خنقاً . أسرعت بعدها الي إبلاغ البحث الجنائي ... وبعدها وصل البحث الجنائي الي المستشفي وقام بنقل مرام معه . وبعد ان استمعوا الي أقوالي .. قاموا باستدعاء الجدة والاستماع الي أقوالها. الطبيب الشرعي قام بفحص الجثة لمعرفة الأداة التي استخدمت في قتلها واذا بالطبيب الشرعي يكشف ان جريمة أخرى أكثر بشاعةً قد مورست في الطفلة مرام قبل قتلها وكانت الصدمة الثانية لوالدها حين ما كشف تقرير الطبيب الشرعي ان أكثر من شخصين قاموا بارتكاب جريمة اغتصاب الطفلة مرام في قُبلها ودبرها ومن ثم تم خنقاها .. وقد شُهد علي جسدها اثأر تعذيب . البحث الجنائي ألقى القبض علي عدد من المتهمين الذين تدور حولهم الشبهات وتم التحقيق معهم . وفي لقاء أجرته وكالة " خبر" مع مدير البحث الجنائي -د –عبدالحكيم المغبشي أوضح انه لا يزال هناك غموض في ملابسات وقوع جريمة الاغتصاب لكنه قال إن الدلائل الأولية تشير إلي أن الجريمة وقعت في منزل جدة مرام وان القضية ستحال الي النيابة. محافظ شوقي بدوره وجه بسرعة استكمال التحقيق وإحالة المتهمين إلي النيابة لنالوا عقابهم الرادع . جريمة اغتصاب الطفلة مرام واحدة من الجرائم التي ترتكب في حق الطفولة ففي زيارة لمستشفي اليمن الدولي شوهد في ثلاجة الموتى جثث للأطفال قضى عليهم الموت بطرق غامضة و بجود كل جثة في ثلاجة المستشفي قصة بعضها وجدت مرمية جوار براميل القمامة وأخرى تعرضت للقتل وشار إن هذه الجثث في ثلاجة المستشفى منذُ وقت طويل . جريمة اغتصاب الطفلة مرام لم تكن الأولى في محافظة تعز فقد سبق وان وقعت جريمة اغتصاب الطفلة نسيبة ... لكن الجهات المعنية بحقوق الأطفال تكتفي برصد الجرائم دون التوجه إلي المجتمع والنزول إلي أرباب الأسر وتوعيتهم بأن الأطفال هم من يدفعون ثمن الخلافات بين الزوجين وان رعاية الأطفال لا تقتصر علي المأكل والمشرب والملبس والتعليم والصحة. جرائم اغتصاب الأطفال ذكور وإناث تقع في كل مجتمع لكن وعادة ما يكون الأبآء والأمهات هما احد الاسباب في تشرد الاطفال وتعرضهم للعنف والاغتصاب والقتل . ويعد العنف والقتل والاغتصاب وعمالة الأطفال وتهريبهم خارج البلاد وحرمانهم من التعليم وسوء التغذية والاعتداء عليهم هي قضايا لا تجد حلول او من يدافع عن حقوق الطفل. - وكالة خبر