تناقلت بعض وسائل الاعلام في اليمن اخبارا تفيد بتوغل وحدات من القوات المسلحة السعودية في عمق الاراضي اليمنية في محافظة الجوف بعد اجتياز تلك القوات الغازية المنطقة المنزوعة من السلاح وفقا للاتفاق المبرم بين الحكومة اليمنية وأسرة ال سعود عام 2000م في مدينة جدة. الحقيقة ان مثل هذا الاعتداء السافر والغزو الغير مبرر اثار حفيظة الشعب اليمني المسالم وأوقد مشاعر الغضب والسخط في نفوس اليمنيين جراء تلك التصرفات العدوانية والاستفزازية لأسرة ال سعود تجاه اليمن ارضا وإنسانا ، حيث يعد هذا العدوان اساءة بالغة لليمنيين الغيارى وانتهاكا فاضحا للسيادة الوطنية ومحاولة ماكرة من ال سعود للإيقاع بين ابناء اليمن وإخوانهم في نجد والحجاز وتسميم علاقات الود والإخاء التي تربط بين الجيران هنا وهناك واستبدال هذه العلاقة الطيبة بعلاقات الصراع والعداء والبغض الشديد ، كون ال سعود يعتقدون ان من مصلحتهم ايقاظ نار الفتنة والعداوة والبغضاء بين الشعب اليمني وإخوانهم في نجد والحجاز والمناطق المجاورة للحدود اليمنية. يبدو ان ال سعود وكما هي عادتهم عبر تاريخهم السياسي الحديث الذي يقوم على الانتهازية السياسية في علاقاتهم مع جيرانهم ومع الاخرين من ابناء الامتين العربية والإسلامية ، حيث ان ال سعود مارسوا وما زالوا يمارسون الاستغلال والتوسع على حساب جيرانهم وبالذات بلادنا اليمن التي توسع فيها ال سعود مرات عديدة خصوصا عندما تدخل بلادنا في ازمات ومحن ومصائب وحروب اهلية ، فيسارع ال سعود الى ابتلاع المزيد من الاراضي اليمنية مستغلين صعوبة الظرف وانشغال الشعب بمشاكله الداخلية ، بدلا من سعيهم الى مساعدة اليمن والوقوف معه لتجاوز ازمته الداخلية كما هو العرف السائد بين الجيران والأشقاء في كل زمان ومكان. الغريب ان الكثير من الاوساط السياسية والحزبية وعلى رأسها الحكومة اليمنية ممثلة بالرئيس ورئيس مجلس الوراء التزموا الصمت المشين والمخجل تجاه العدوان والغزو السافر من ال سعود على الاراضي اليمنية في محافظة الجوف ، حيث لم نلحظ أي تحرك رسمي على مستوى الافعال او الاقوال لمواجهة ذلك العدوان الجبان وكأن ما حدث ويحدث على حدود الجوف امر يخص حكومة جمهورية زيمبابوي وليس حكومة الجمهورية اليمنية الصماء البكماء العمياء ، التي عجزت حتى عن التنديد والشجب والاستنكار في وسائل اعلامها الغافل عن الوطن ومصالحه القوميه العلياء. ان المرء ليتعجب ويزداد حيرة واندهاشا من تقاعس قواتنا المسلحة عن اداء واجبها الوطني في صيانة الحدود والتصدي للغزو السعودي والدفاع عن سيادة الوطن وكرامة الامة اليمنية ، فأين هي الفرقة الاولى مدرع وأين قائدها المغوار قائد المنطقة الشمالية الغربية والحارس الامين لحدودنا مع السعودية ، ترى لماذا صمت الجنرال ازاء هذا العدوان الصارخ والانتهاك الفادح للسيادة اليمنية وهو من اشعل الحروب الداخلية ضد اخواننا في الجنوب عام 1994م وفجر حروب صعدة الستة واظهر فيها عضلاته وبطشه وجبروته ضد المواطنين اليمنيين الابرياء ، واليوم نراه صامتا خانعا صاغرا ذليلا لا يحرك ساكنا تجاه عدوان وغطرسة اسياده ال سعود على السيادة اليمنية ، وبرغم تخاذل المتخاذلين وصمت الصامتين ، فان الشرفاء والأبطال الغيارى من ابناء القبائل اليمنية في الجوف تصدوا بأنفسهم وأسلحتهم الشخصية ودحروا عدوان ال سعود على حدودنا الشمالية فتحية الف تحية لتلك القبائل اليمنية الابية والخزي والعار لعملاء وعبيد ال سعود ومواقفهم الدنية.