عبدالناصر المملوح : تتواصل ردود أفعال قيادات حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين فرع اليمن) تجاه ثورة 30 يونيو بمصر التي أطاحت بالرئيس محمد مرسي وحكم الإخوان، معبرة عن حجم الصدمة وحقيقة موقفهم من التغيير، ورؤيتهم لما حولهم في آن.. حيث لا تكون الثورة ثورة إلاّ حين يكونوا هم من يقطف ثمارها. البداية جاءت على لسان الحليف العسكري لإخوان اليمن الذي قاد انشقاقاً عسكرياً على النظام في اليمن أثناء الأزمة 2011م في محاولة انقلابية باءت بالفشل، اللواء الركن علي محسن الأحمر، معتبراً الثورة في مصر انقلاباً عسكرياً ضد الرئيس والشرعية الدستورية. وقال محسن الذي أطلق على نفسه صفة حارس ثورة الشباب، في صفحته على الفيسبوك: "إن ما حدث في مصر الشقيقة من انقلاب عسكري على الدستور ورئيس البلاد المنتخب يعد انقلاباً على إرادة الأغلبية من أبناء الشعب المصري، وتقويضاً للعملية السياسية وعودة بمصر الثورة إلى ما قبل الثورة". يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين ليست صاحبة الأغلبية، حيث لم يفز مرشحها للرئاسة "مرسي" في الجولة الأولى، وجاء فوزه في الجولة الثانية، نتاج تحالف مع قوى أخرى سرعان ما تم إقصاؤها لتجد نفسها ملتحمة مع الجماهير في تظاهرات مليونية غير مسبوقة في تاريخ مصر يوم 30 يونيو انتهت بسقوط مرسي ونظام حكم الإخوان بعد سنة من الحكم أثبتوا خلالها فشلهم الذريع وأنهم ليسو أهلاً لإدارة دولة. وفي السياق جاءت تصريحات محمد اليدومي، رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح متشنجة ومتماشية مع فكر جماعة الإخوان المسلمين المتشدد، والتي ترى في نفسها الحارس الأمين للإسلام في الأرض، حيث اعتبر ما حصل في مصر "استهدافاً للإسلام". وفيما يبدو أنها محاولة لامتصاص غضب شباب الإخوان في اليمن وإعطاؤهم جرعة من الثقة، قال اليدومي في صفحته على الفيسبوك: "الجيش المصري يكرر نفس التجربة منذ عشرات السنين، وحتى اليوم ولن يفلح بإذن الله عز وجل، لأن الإسلام قادم، قادم لأن حقائق الإسلام تؤكد هذا". من جهته قال القيادي الإخواني عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح عبدالله صعتر: "إن ما حصل في مصر هو انقلاب على الرئيس مرسي أتى بأوامر من إسرائيل". وأضاف صعتر في كلمة له أمس أمام أنصاره في مدينة دمت، محافظة الضالع: "ماجرى يعتبر باطلاً؛ لأنه انقلاب على الشرعية، ولم يحدث ذلك عبر تاريخ الديمقراطيات والشورى في العالم" لافتاً إلى أن "كل أمر بالقوة فهو باطل، وتعاليم الإسلام لا تقبل إذا كانت كذلك". وعرف صعتر الدولة المدنية بأنها "التي تقوم على العلم لا بالقوة كدبابة السيسي" في إشارة إلى وزير الدفاع المصري الفريق عبدالفتاح السيسي وانحياز الجيش للشعب. يشار إلى أن صعتر كثيراً ما امتدح وبارك موقف "الطنطاوي" وزير الدفاع في عهد الرئيس محمد حسني مبارك، الذي أعلن انحيازه لثورة 25 فبراير التي أطاحت بمبارك وقادت الإخوان إلى الحكم، معتبراً موقف الجيش حينها "موقفاً وطنياً". واتهم صعتر في كلمته أمس العسكر في مصر ب "الانقلاب على الرئيس مرسي بطريقة ملتوية وبأوامر من إسرائيل، فمن انقلبوا هم من أغلقوا معبر رفح عن غزة"أو كما قال. إلى ذلك اهتمت وسائل إعلام حزب الإصلاح الرسمية "الصحوة نت، والإصلاح نت" والمواقع المقربة، بتغطية كل ردود الأفعال المحلية والإقليمية والدولية المستنكرة للأحداث، وما آلت إليها في مصر من سقوط حكم الإخوان؛ في حين أغفلت الإجماع الدولي على نجاح الثورة، حيث نشرت مواقع الإصلاح بيان جماعة الإخوان في مصر الذي أعلنت من خلاله التمرد وعدم الاعتراف بالنظام الجديد والتصدي له، كما نشرت تصريح رئيس وزراء تركيا الذي قال: "إن ما حصل انقلاب غير مشروع". محسن يتراجع عن تصريحه الى ذلك نفى مكتب اللواء الركن علي محسن صالح مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن التصريحات المنسوبة إليه والتي تناقلتها وسائل اعلامية بشأن الأحداث الجارية في مصر . وأوضح بيان صادر عن مكتبه ان اللواء محسن يمتلك صفحة رسمية واحدة على موقع التواصل الإجتماعي ، وهي التي تعبر عن مواقفه ، وتنشر الأنشطة والفعاليات المتعلقة . ونوه المكتب إلى ان مستشار الرئيس ليس لديه أية صفحة أو مجموعة أخرى ناطقة باسمه، وأن أي تصريح يصدر عن غير هذه الصفحة لا يمثل اللواء محسن ولا يعبر عن وجهة نظره. وكانت وسائل اعلام تناقلت أمس تعليقا للواء الاحمر عن الاحداث في مصر والتي وصف فيها ما يجري انه انقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب مرسي . وكانت صفحة تابعة لمحسن قد نقلت عنه قوله :" إن ما حدث في مصر الشقيقة من إنقلاب عسكري على الدستور ورئيس البلاد المنتخب يعد إنقلابا على ارادة الأغلبية من أبناء الشعب المصري وتقويضا للعملية السياسية وعودة بمصر إلى ما قبل الثورة" حد زعمه.