قال المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر ان التمديد للمؤتمر ليس خياراً مطروحاً، لأن المؤتمر فعلاً تقدم في أعماله الآن، والدليل على هذا، هو التقرير الذي تمت المصادقة عليه في ختام الجلسة العامة الثانية للمؤتمر. واوضح في حوار اجرته معه وكالة الانباء الرسمية ان أن الأوضاع السياسية في سورية التي تشهد مآسي وتدمير وما نشاهده من احتقان في مصر، قد جعل العالم كله ينظر نظرة إيجابية للتجربة اليمنية .. لافتا الى ان اليمن هي بين أكثر دول العالم من حيث انتشار الأسلحة، وكان اليمن على حافة الدخول في حرب أهلية، لكن اتفقت قيادات سياسية على مخرج سياسي، وعلى انتقال سلمي للسلطة، وعلى الشراكة وعلى اقتسام السلطة، وعلى خارطة طريق مفصلة لا غموض فيها، حول كيفية تنظيم وإدارة هذه المرحلة الانتقالية، اتفقت كذلك على مبدأ المشاركة السياسية وعدم الإقصاء لأي طرف، مهما كانت توجهاته. وأكد بنعمر استمرار الدعم الإقليمي والدولي لليمن في هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة التي وصلت اليها العملية الانتقالية اليمن مع تقدم مؤتمر الحوار الوطني والنجاح الذي حققه هذا المؤتمر، من خلال المخرجات التي تمت المصادقة عليها في الجلسة العامة الثانية.. مشددا في هذا الصدد على استمرار الإجماع في مجلس الأمن الدولي على دعم العملية السياسية، فضلا عن الدعم الكبير جداً الذي يتلقاه الرئيس عبد ربه منصور هادي على مستوى الإقليم وعلى مستوى العالم. وتحدث بنعمر خلال الحوار عن زيارته لمحافظة صعدة ولقاءه بزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي وممثلين عن الأحزاب السياسية، منها المؤتمر الشعبي العام، وأحزاب اللقاء المشترك، وشخصيات أخرى، وقال "كان الهدف من الزيارة هو الاطلاع على الأوضاع في هذه المنطقة التي عانت من ويلات الحروب، ستة حروب، كذلك الاطلاع على آراء مختلف الأطراف، حول العملية السياسية ومؤتمر الحوار الوطني، وكذلك قضايا خاصة تتعلق بمؤتمر الحوار الوطني، وكانت هذه الزيارة إيجابية". واكد ان عبد الملك الحوثي شرح له فكرة حكومة إنقاذ وطني، تكون ممثلة لجميع الاطراف السياسية وليس فقط الاطراف الموقعة على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، منوها بأن حركة أنصار الله تريد أن تكون طرفاً في العملية السياسية وانها فعلا طرف بوجود ممثليها في مؤتمر الحوار الوطني، وتواجد ممثلها في هيئة رئاسة المؤتمر. وتطرق بنعمر خلال الحوار الى المشكلات التي تواجه اليمن، ولفت الى ان اليمن يعاني من مشكلة إنسانية، تتثمل في ان نصف سكانه يعانون من سوء تغذية، ومليون طفل يمني يعانون من سوء تغذية حاد، والأوضاع المعيشية مزرية، وإمكانية الدولة محدودة، والهجمات المستمرة على البنية التحتية مثل أنابيب النفط والغاز، وخطوط الكهرباء .. مؤكدا ان يكلف الدولة خسارة بملايين الدولارات شهرياً ويعتبر جريمة ضد الشعب اليمني ولن يساعد الحكومة على القيام بواجبها في إطار إنعاش الاقتصاد. واشار بن عمر الى وجود عمل منظم هدفه تقويض العملية السياسية، وانه اكد في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن على استمرار هذه الهجمات وهذه التحديات، .. مؤكدا إنه حان الوقت لاتخاذ الإجراءات الضرورية لمعاقبة ومحاسبة كل من يريد تقويض العملية السياسية عبر التخريب. وحول قرار مجلس حقوق الإنسان بشأن تشكل لحنة تحقيق مستقلة بشأن الاحداث التي شهدتها اليمن، قال ان الحكومة وافقت والتزمت بإنشاء هذه اللجنة، ولكن هناك تأخير وانه يتمنى ان يتم تسمية أعضاء اللجنة لتبدأ العمل، لافتا الى انه هذه اللجنة هي لجنة تقصي الحقائق وليست جنائية، الهدف منها هو معرفة حقيقة ما حصل. وفي ختام الحوار اكد بنعمر تضامنه مع الشعب اليمني الذي يعاني من ظاهرة التخريب المستمرة ضد البنية التحتية، والهجمات المستمرة ضد أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء وهذا يزيد من معاناة اليمنيين وبالخصوص الفئة المستضعفة والفقراء .. مؤكدا ان العالم يتابع الحالة في اليمن، ويتضامن مع اليمنيين، ويطالب بمساءلة المسئولين على هذا التخريب، وهذا العمل الذي يستهدف تقويض العملية السياسية في اليمن.