مجزرة مروعة.. 25 شهيدًا بقصف مطعم وسوق شعبي بمدينة غزة    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    صنعاء تكشف قرب إعادة تشغيل مطار صنعاء    وزير النقل : نعمل على إعادة جاهزية مطار صنعاء وميناء الحديدة    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لرفع الحصار عن قطاع غزة    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الأمطار الرعدية المتفاوتة ويحذّر من تدني الرؤية بسبب الضباب والرياح الشديدة    كهرباء تجارية في عدن سعر العداد ألف سعودي والكيلو بألف ريال يمني    صنعاء .. هيئة التأمينات والمعاشات تعلن صرف النصف الأول من معاش فبراير 2021 للمتقاعدين المدنيين    الصاروخ PL-15 كل ما تريد معرفته عن هدية التنين الصيني لباكستان    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    إصلاح المهرة يدعو لاتخاذ إجراءات فورية لمعالجة أزمة الكهرباء بالمحافظة    صنعاء .. الصحة تعلن حصيلة جديدة لضحايا استهداف الغارات على ثلاث محافظات    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    الجنوب.. معاناة إنسانية في ظل ازمة اقتصادية وهروب المسئولين    قيادي في "أنصار الله" يوضح حقيقة تصريحات ترامب حول وقف إطلاق النار في اليمن    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    هي الثانية خلال أسبوع ..فقدان مقاتلة أمريكية "F-18" في البحر الأحمر    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 7 مايو/آيار2025    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    عشرات القتلى والجرحى بقصف متبادل وباكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات هندية    الكشف عن الخسائر في مطار صنعاء الدولي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    مكون التغيير والتحرير يعمل على تفعيل لجانه في حضرموت    إقالة بن مبارك تستوجب دستوريا تشكيل حكومة جديدة    الحوثيين فرضوا أنفسهم كلاعب رئيسي يفاوض قوى كبرى    في الدوري السعودي:"كلاسيكو" مفترق طرق يجمع النصر والاتحاد .. والرائد "يتربص" بالهلال    بذكريات سيميوني.. رونالدو يضع بنزيما في دائرة الانتقام    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    التكتل الوطني: القصف الإسرائيلي على اليمن انتهاك للسيادة والحوثي شريك في الخراب    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الإخوان" ..انهيار على وقع الصراع القبلي..!!
نشر في يمن لايف يوم 22 - 03 - 2014

التبدلات الاقليمية القائمة ستفرز احداثاً وتحالفات جديدة لامستقبل فيها لخداع الحركات الاسلامية.
على اولاد الاحمر وقيادات التطرف مغادرة واقعهم الملغوم باقل الخسائر.
مدارس حكومية تتحول الى خاصة ومن ثم إلى مخازن للسلاح والإعداد الجهادي.
استقدام التفكيريين والسلفية المسلحة، والاستحواذ على المال والوظيفة والتورط في حروب طائفية أوراق اسقطت كهنوت الاخوان.
منازل قيادات الاصلاح بنوك للاموال المهربة وايواء المجرمين.
اخطاء قاتلة افقدت الإخوان قطاعا واسعا من مؤيديهم في مناطق القبائل وفي المدن.
الاستقطاب الحاد الذي يتم ليس للانفتاح والتعايش بل للتكفير والقتل باسم الله.

كتب/ بليغ الحطابي
تتحرك رياح الصراع القبلي والطائفي في اليمن بشكل خطير , لتشكل تحدياً إضافياً وخطيراً أمام عملية التحول السلمي وجهود إنجاح المرحلة الانتقالية في اليمن ..في الوقت الذي يحشد طرفا الصراع "الاصلاح ,الحوثيين" انصاره الى ساحات القتال لاثبات قدرته على البقاء و من ثم الهيمنة على مؤسسات الحكم..
وتبدو هذه الصراعات كشبح يثير مخاوف اليمنيين من استحالة القدرة على حملها..وتنتقل أدوات ووسائل الصراع الفكري والسياسي من بين عدة محافظات مروراً بمناطق شمال العاصمة صنعاء.. ، في ظل حالة التحشيد والاستقطاب التي يقوم بها طرفا النزاع؛ الإصلاحيون والحوثيون، وتصاعد حدة الاتهامات المتبادلة بالاستفزاز. وعلى اثرها يشهد حزب الاصلاح" الاخوان المسلمين "عمليات تقهقر وانهيار غير مسبوقه ,فيما الاخر يكسب تأييداً شعبياً وعلى وجه الخصوص في المناطق القبلية الخاضعة لسطوة الفكر المتطرف وزعامة اولاد الاحمر كمحافظة عمران والاخرى التابعة لقبيلة حاشد ..
انهيار مبكر..
ويرى مراقبون بأن أسباباً كثيرة في الانهيار المبكر لنفوذ تنظيم الإخوان في مناطق القبائل " اخطاء ارتكبها الإخوان بانتهاك قيم القبائل والتورط في جرائم العيب الأسود، واستقدام الجماعات التفكيرية والسلفية المسلحة، والاستحواذ على المال والوظيفة والتورط في حروب طائفية تدار من الخارج ناهيك عن ممارساتهم الإقصائية ومحاولاتهم اجتثاث النظام السابق، واخيرا استخدامهم ورقة الضغط الدولي التي انتهت بقرار من مجلس الأمن وضع اليمن تحت طائلة الفصل السابع، هذه وغيرها كانت اخطاء قاتلة افقدت الإخوان قطاعا واسعا من مؤيديهم في مناطق القبائل وفي المدن أيضا".
الدين سلعة..
وطبقاً للمراقبين فإن "هذه الجماعات الثلاث“الإخوان” والحوثيين والسلفيين جماعات إرهابية" توظف الدين لصالحها, وما دامت تلجأ إلى السلاح في التعبير عن وجهة نظرها فهي جماعات إرهابية يفترض حظرها ومنع أنشطتها في البلاد, فجميعها نسيج واحد وذات فكر واحد".
"فإخوان اليمن يتسترون بالدين للوصول إلى السلطة عبر الدم والأشلاء وعبر التخويف والرعب وتلغيم التعليم وتجريم الثقافة والفنون, كما هي حال الحوثيين وكما هي حال الإخوان في مصر الذين تحولوا إلى جماعة للعنف والإرهاب وشن الهجمات على قوات الجيش والأمن وعلى كل من يخالفهم الرأي من القوى السياسية الأخرى ويعتبرون أنفسهم أصحاب الحق والصوت المطلق ولا صوت للآخرين".
ولذلك فان "الاستقطاب الحاد الذي يتم من قبل تلك الجماعات ليس للانفتاح والتعايش بل للتكفير والقتل باسم الله فمن لم يكن مع المحطوري يكون مع الزنداني وكلهم ضد النساء وكلهم ضد اليمن وضد الحياة وضد البشر".
مؤشر تصاعد حركة العنف والمواجهات القبلية والمذهبية والدينية السياسية التي ستشهدها اليمن هو السائد خصوصاً مع خروج قيادات التطرف وادعياء الثورة الشبابية وانصارها ,واستمرار تمسك جنرالات الحرب من قادة تلك الجماعة بعدد من وحدات الجيش المنهك بفعل هيكلة غير سوية او متوازية سببت شرخاً عميقاً في وحدة وعقيدة مؤسسة الجيش والامن..وخيارات استخدام اولئك الجنود كورقة ضغط على قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ,وبالذات فيما يتعلق برفضه اقحام الجيش في مواجهات اخرى ضد جماعة الحوثي بعد حروب ست ماضية كان الجنرال علي محسن قائد الفرقة الاولى المنحلة بطلها وهو كذلك اليوم بعد عزله وبصفته مستشار رئيس الجمهورية للدفاع والامن..
قلق الرعاة..
هذه الحالة اثارت قلق الدول ال"10" الراعية للمبادرة الخليجية، ممثلة بالدول ال"5" دائمة العضوية في مجلس الأمن، ودول مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي، التي عبرت عن بالغ قلقها للعنف الدائر في المناطق الشمالية للعاصمة صنعاء، وقالوا إن ذلك: " يهدد الآن باستدراج البلد نحو العنف بشكل أكبر، سيما مع اقتراب الجماعات المسلحة من العاصمة.
وقال البيان الصادر عنهم: " إن سفراء مجموعة الدول ال"10" في غاية القلق، وبشكل خاص من العنف الدائر في المناطق الشمالية، والذي يهدد الآن باستدراج البلد بشكل أكبر، بينما الجماعات المسلحة تتحرك باتجاه العاصمة صنعاء".
وأردفوا قائلين: " إننا ندعو إلى التهدئة وعدم التصعيد، ونؤكد أن الخلافات السياسية يجب أن تحل عن طريق الحوار، وليس العنف إذا أدرنا لليمن أن يحقق تطلعات شعبه".
مهددين بعدم التساهل إزاء الجماعات المسلحة التي تعمل بشكل غير قانوني للترويع باستخدام العنف، ضاربة عرض الحائط مصالح الشعب.وهي اشارة الى قرار مجلس الامن الدولي الاخير رقم "2140" الذي وضع اليمن تحت الفصل السابع وعقوباته التي رفع عصاها على الحركات المسلحة والجماعات الارهابية وداعميها ,وذلك تماشياً مع القرار لوزارة االداخلية السعودية التي صنفت هاتين الجماعتين المتقاتلتين جماعتان ارهابيتان ومهددتان لامنها واستقرار المنطقة..
انقلاب السحر..
كانت حاشد وبكيل وأرحب وهمدان ارقاما صعبة في حسم الصراع لصالح تنظيم الإخوان بعدما خاض مسلحوها موجة قتال عنيف مع القبائل وقوات الجيش كان اخرها واكثرها عنفا في أرحب حيث معسكر الصَّمع الذي سقط في محيطه المئات من رجال القبائل والجنود،..ولهثاً وراء الاطماع السياسية تخلى حزب الاصلاح "اخوان اليمن" عن ظهرهم القبلي وسندهم ورهانهم الكبيرلصالح مخططات التنظيم الدولي بعدما أعلن عن نفسه بقوة في مصر وغيرها من العواصم التي دعمت الظاهرة الاخوانية في بلدان الربيع العربي.
واليوم هاهو تنظيم الإخوان يتجرع من الكأس نفسه ففي شهور قليلة ادار فيها الذراع السياسية لتنظيم الإخوان حزب التجمع اليمني لإصلاح ظهره للقبائل، استطاع الحوثيون تدمير نفوذهم بضربة معلم بعد انضمام أكثر القبائل إلى صفوف جماعة انصار الله.
كانت قبيلة خولان الحلقة الأولى في السلسلة وسرعان ما انضمت اليها قبائل شمالية في حجة والجوف قبل سقوط الظهير القبلي الأبرز لتنظيم الإخوان ، قبيلة حاشد ومعاقل رؤوسها من شيوخ آل الأحمر في محافظة عمران وصولا إلى ضواحي العاصمة حيث قبيلة همدان.
مفاتيح الحكم في اليمن التي فقدها تنظيم الإخوان، تبدو اليوم في استعداد لخوض مواجهات مع قوات الجيش التي احتفظ التنظيم بولائها، بدءا من محافظة عمران حيث قوات اللواء 310 مدرع بقيادة اللواء حميد القشيبي وصولا إلى ضواحي العاصمة حيث انتقلت أكثر قوات الفرقة الأولى المدرعة الخاضعة لنفوذ اللواء على محسن الأحمر.
من داخل القتال
في المواجهات الأخيرة التي قادها الحوثيون مع مسلحي الذراع القبلية للإخوان بمديرية همدان بضواحي العاصمة،وقبلها في ارحب وعمران واخرى.. كان المشهد مريعاً إذ أدت المواجهات إلى الإطاحة بهذا المعقل القبلي"قبيلة حاشد" وزاعمتها الاحمرية, بعد إعلان اكثر وجهاء القبيلة الانضمام إلى جماعة أنصار الله،الحوثيين, ساعدهم في ذلك عجز الاخوان السيطرة على فوضى المئات من مقاتليه الذين قدموا اليمن سوريا ودول الجوار وقودا لحرب طائفية، واكثر من ذلك كشف القبائل عن مستودعات أسلحة ثقيلة ومتوسطة مخبأة في مناطقهم وبينها صواريخ غراد مداها اكثر من 20كم , ومدافع وقذائف دبابات,موثقة بالصورة والفيديو,.والتابعة او المودعة في مخازن ومنازل قيادات اصلاحية..تقول الانباء انه جرى تهريبها من معسكر الفرقة الاولى مدرع "المنحلة" التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر.
حكاية اسقاط صنعاء..
وتبدو حكاية محاولة اسقاط الحوثيين للعاصمة صنعاء من القصص والحكايات "الاصلاحية "الساذجة التي لم يتقبلها أي مواطن او يستسيغها أي عاقل, حيث أكد لنا عدد من مشائخ همدان ان تلك الاكاذيب ماهي الا نسج اخواني خيالي ..ويقول الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام انه لوكانت لديهم نية لاسقاط صنعاء او السيطرة عليها فكانت لديهم اكبر فرصة اثناء ازمة 2011م..وتتحدث مواقع اخبارية تابعة ل»الإخوان« عن مخطط لمليشيات الحوثي لإسقاط صنعاء من خلال اشعال فتنة أرحب التي كانت من الجبهات أو معسكرات الاستقبال التي أعدها أولاد الأحمر للدفاع عنهم وسلطتهم القبلية المنهارة..
وما يؤكد عودة مخططات الاسقاط نعود الى أثناء الأزمة و تصريحات لقيادات اخوانية وعلى رأسها النائب الإصلاحي منصور الحنق في ارحب شمال صنعاء للسيطرة على مطار صنعاء والدخول إلى العاصمة في حال طلب منهم ذلك وعو الذي قاد غزوات جهادية ابرزها "ذات المجاري"للاعتداء والقتل عدواناً على أفراد وضباط معسكر الصمع في أرحب..
ويكشفت الصراع المحموم في همدان وعدم اذعان المتطرفين للصلح القبلي ومحاولة افشال الوساطات والضغط عليها كما حدث مع قائد قوات الاحتياط اللواء علي الجائفي ,تكشف المهمة الكبيرة من وراء الاستيلاء على الجبال والمناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء في ارحب وهمدان وبني مطر واخرى المتاخمة للعاصمة صنعاء....
أظهرت الصور وأشرطة الفيديو التي عرضتها قنوات محلية عن تحول مراكز ومدارس تحفيظ القران الى اوكار لتخزين السلاح المسروق من مخازن الجيش ,كما اكدت ذلك احصاءات لوزارة الدفاع,اثناء الازمة التي شهدتها البلاد 2011-2012م..
ويتحدث مراقبون عن تهديدات اصلاحية اخوانية"عن محاولات سابقة معززة بضغوطات مارسها الواء محسن وقيادات اخوانية بنشر جنود على السلسلة الجبلية المطلة على العاصمة بحجة حماية صنعاء من التغول الحوثي,.
تضييق الخناق..
ورغم أن قوات الجيش الموالية لتنظيم الإخوان بقيادة اللواء على محسن الأحمر القادمة من لواء القشيبي بعمران ,كانت على مرمى حجر المناطق التي سيطر عليها الحوثيون في همدان شمال العاصمة, إلا أنها تنتظر ساعة الصفر ، فالبوابة الشمالية للإخوان اقفلت مع اتجاه الرياض إلى تضييق الخناق على الإخوان بوصفهم جماعة إرهابية، زاد من ذلك اضطراب الدور القطري،..وهو الدور الذي يحرص الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية على الحفاظ عليه خشية تكرار حروب ومآسي سابقة لم تندمل جراحها بعد (حروب صعدة الست)..ومع ذلك تظل الضغوط "الاخوانية "على هادي قائمة لاقحام الجيش في معاركهم الخاسرة,الذي لايزال يعاني من ضربات الهيكلة وعمليات التفكيك والتشتيت التي جرت تحت ضغوط وابتزاز حزب الاصلاح.مايجعله غير قادر على القيام بمهام ايقاف التوترات وحالة الصراع المستمرة التي ستطلب امكانات مختلفة للقيام بذلك,رغم ان هذا من حيث المبدأ مرفوض. كمايقول الرئيس هادي..
حاشد مرة أخرى
المشهد في محافظة عمران ساحة الصراع القبلي الديني السياسي بين الاخوان والحوثيين, بدا متقدما إذ تشهد بين الحين والاخر تظاهرات كبيرة حشد لها زعماء قبائل حاشد عشرات الآلاف سعيا إلى اقتلاع ما تبقى من نفوذ الإخوان واولاد الاحمر من هذه المحافظة التي ساد فيها شيوخ آل الأحمر لعقود، وحسمها موقف افخاذ القبيلة الذين اختاروا الانحياز للحوثيين.
وفيما انظار اليمنيين تتجه منذ أيام إلى هذه المحافظة والمناطق المجاورة لرصد تفاعلات واقع جديد، اعاد فيه الحوثيون الكرة من جديد في تظاهرات سلمية لإحداث تغيير جذري في هذه المحافظة، يقتلع نفوذ الإخوان والنظام السابق، ويفسح الطريق لمرحلة جديدة يسودها الحوثيون.
لكن هناك من يتوقع على التوصل الى التوقيع على وثيقة حل نهائية بين مختلف الأطراف القبلية ومسلحي الحوثي والسلطة المحلية في عمران خلال الايام القادمة تقضي بإخراج المسلحين الأجانب من عمران وحرية نشر الفكر والمعتقد لجماعة الحوثي.التزاما بمخرجات مؤتمر الحوار وسعيا للشراكة وتقاسم الثروة والسلطة على اساس نظام الحكم الفيدرالي المكون من 6 اقاليم الجاري الاعداد له.
سيناريو واحد
استفاد الحوثيون من تجربة الإخوان واقتلعوا كل شيء يذكر بالجماعات الإخوانية والسلفية والتكفيرية في صعدة واجزاء من عمران وحجة والجوف وعدد من المناطق فدمروا مدارس تحفيظ القران كما حدث في همدان كما دمروا منازل لقادة الجماعات التفكيرية وعلى رأسهم"قناف القحيط"أحد أذرع مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والامن,وعدد من ضباط الفرقة العسكرية " المنحلة "و رمموا الجراحات واعلنوا العفو ووقعوا وثيقة شرف تحقن الدماء وتحول القبائل إلى حراس للأمن.
السيناريو الذي طُبق في المواجهات السابقة بين الحوثيين وافخاذ قبيلة حاشد المنضمين إلى جماعة أنصار الله من جهة ومسلحي آل الأحمر، طبق كذلك في قبيلة همدان، وحظى بترحيب الجميع خصوصا وهو لامس حاجة الناس في تأمين الطرق والمزارع والتعايش المذهبي..غير ان الواضح ان هناك قوى حالت دون وصول الاتفاق الى النور فبدأت بانتهاج سبل ووسائل تعيد العملية الى المربع الاول..لان نص الاتفاق يتضمن خروج جميع مليشيات ومسلحي الطرفين من المديرية وهو مايرفضه "حزب الاصلاح" وعلي محسن ,والذين يسعون ويضغطون على الرئيس هادي لنشر وحدات من الجيش (جيش الفرقة المنحلة من اللواء 310 التابع للقشيبي والخاضع لسيطرة محسن)وهو مايرفضه قطعاً أبناء القبائل ويقفون حجر عثرة امام تحول مديرياتهم ,كما يقولون,الى ساحة حرب وتصفية حسابات سياسية بين تيارين دينيين متناقضين,كل له فكره ونهجه الخاص الاصلاح والحوثيين..
هذه النتيجة تبدوا في طريقها إلى قبائل همدان وأرحب،وجبهات صراع جديدة وحتى العاصمة التي تشكلت فيها جبهة عريضة انخرطت فيها قوى جديدة عدة يتصدرها الحوثيون وكلها تناهض مشروع الإخوان الذي لا يزال يحظى بدعم دولي .
تضعضع امال الدولة..
وفي كل هذه الجولات كانت الدولة اليمنية تتحول إلى لجنة وساطة تبذل جهدها لوقف النار وتمهد الطريق للتعايش مع الواقع الجديد، فانقسام الجيش بين نفوذ الإخوان ونفوذ دولة التسوية لا يزال مصدر ضعف للدولة الجديدة والمزيد من التدهور سيقود إلى سيناريوات مكارثية.
ولذلك فإن بوصلة الصراع في اليمن يحتكم الى اتجاه ومصير التحالفات الجديدة الجاري تشكيلها على اطلال حكم الاخوان الكارثي في مصر وليبيا وسوريا واليمن والتبدلات المهمة في المواقف الاقليمية والدولية التي ستفرز أحداثاً جديدة على خلفية فشل المشروع الامبريالي الاسلاموي والصراع الخليجي والقطري ودعم الاخير للحركات الارهابية, وايضاً الصراع الخليجي الايراني والايراني الامريكي"الغربي" من جهة اخرى ومصير المنطقة والشرق الأوسط الجديد.
واستباقا لتلك الافرازات ليس هناك سوى القوى اليمنية المتصارعة هو الاندماج مع المجتمع ومغادرة سياسات الاوهام واصطناع المعارك البطولية للعمل في بوتقة وطنية واحدة المؤمنة بالاختلاف والمتعايشة مع أي فكر أو معتقد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.