في أحد اجتماعات المشترك بعد التعيينات الأخيرة للرئيس هادي، والتي أثارت الكثير من ردود الأفعال، عاتب بعض أعضاء المشترك زملاءهم في الإصلاح بسبب عدم تمثيلهم في حزمة القرارات الأخيرة, فتبرع عبدالوهاب الآنسي، أمين عام حزب التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن"، بالرد، ونفى نفياً قاطعاً أن يكون للإصلاح كحزب أو قيادة أي علم بفحوى تلك القرارات، أو أي تنسيق مسبق مع الرئيس هادي, وتبرع كذلك بحلف اليمين، مؤكداً كلامه، دون أن يطلب أحد منه ذلك, وقال إن بعض من تم تعيينهم هم إصلاحيون، لكنهم لم يعينوا بناءً على ترشيح أو تزكية من الإصلاح. بعد عدة أيام عقد اجتماع آخر للمشترك، ونوقشت قضية التعيينات مجدداً، ووعدت بعض قيادات المشترك من غير الإصلاح أن تتم مراعاتهم في أية حزمة تعيينات جديدة, وتفاعل أثناء ذلك عبدالوهاب الآنسي محاولاً تخفيف غضب بعض شركائهم في المشترك، وقال إن الإصلاح اعترض على بعض الأسماء التي عينت مؤخراً حتى من المنتمين له مثل محافظ مأرب، وأنهم رشحوا أسماء أخرى، إلا أن الرئيس هادي أصر على تعيينهم، وأصدر القرارات, ولمح الآنسي إلى أن الرئيس هادي يحاول اختيار بعض الإصلاحيين بنفسه دون الرجوع إلى الإصلاح، وكأنه يحاول أن يصنع له تياراً داخل الإصلاح. الرواية للناشط الشبابي علي البخيتي الذي اضاف : "نسي عبدالوهاب الآنسي أنه قبل يومين من ذلك الاجتماع، كان قد حلف يميناً مغلظة بأن الإصلاح لا علم له بتلك التعيينات إلا بعد إصدارها. صُعق بعض من في الاجتماع، وتبادلوا الهمسات بل والبسمات, إلا أن أحداً لم يتجرأ على الكلام أو الرد أو تذكير الآنسي بيمينه ونفيه السابق, كل ذلك الصمت من أجل أن تمرر حزمة التعيينات الجديدة بسلاسة علها تعالج مصابهم من القرارات السابقة. قد يكون الرئيس هادي عين محافظ مأرب دون الرجوع إلى ترشيح حزب الإصلاح، أو أنه عينه بناء على توصية أحد أجنحة الإصلاح, لكن باقي التعيينات كانت بحسب ما ورد في الترشيح الرسمي, وما تركيز الآنسي على محافظ مأرب إلا إثباتاً لتنسيقهم المسبق في باقي التعيينات. إلى متى سيظل شركاء الإصلاح في المشترك يعولون على تعهداته؟ من ينكث باليمين هل سيلتزم بتعهد؟ الأعذار كثيرة ويمكن اختلاق المئات منها في كل حزمة تعيينات, لكن السؤال هو: كم حزمة تعيينات يحتاج شركاء الإصلاح ليفيقوا من سكرتهم؟ وهل سيل التعيينات سيظل إلى ما لا نهاية؟ هل يعلم شركاء الإصلاح بالأعداد الضخمة من الإصلاحيين الذين عينوا دون الرجوع إلى الاتفاقات المبرمة داخل المشترك؟ هل يعلمون أن الإصلاح يدير المعركة حتى على مستوى مدراء الإدارات ومدراء المدارس، وأحياناً الفراشين، ولا يُناقش في إطار المشترك إلا المناصب القيادية, وحتى القيادية يتلاعب بها وباتفاقات سرية مع مراكز القوى الأخرى, ثم يتم صرف بعض الأعذار، وإذا فشلت الأعذار تعزز بيمين من أحد قياداته. هل يعلم البعض أن الإصلاح يقصي حتى زملاءه في المشترك, ووزارة الكهرباء خير دليل على ذلك, ويمكن لمن أراد التأكد الاستفسار عن بعض المسؤولين فيها والمحسوبين على الحزب الاشتراكي, أين هم الآن؟ ولماذا تم استبدالهم بشخصيات إصلاحية أقل خبرة وتخصصاً؟ حزب الإصلاح كالحصادة إذا دخل وزارة لا يبقي ولا يذر.