الهدف هو إخماد نمو وتطور الدولة الوطنية، ومصادرة قرارها السيد الذي تمليه المصلحة الوطنية، في بلدان العالم الثالث، خاصة التي تحتوي على ثروة أو تمثل موقع استراتيجي يؤثر في السياسة الدولية. لقد بدا التبشير بهذا الهدف منذُ العام 2006 على لسان "كوندليزا رايس"، التي بشرت بشرق أوسط جديد، لم تكذب المرأة، فقد بدأ التنفيذ بتقسيم السودان في العام 2011، تحت ذريعة الاستفتاء والوحدة جاذبة أو غير جاذبة، ثم جاء الربيع العبري لإسقاط الدولة الوطنية في سوريا ومصر وليبيا وتونس واليمن. هذا الربيع الذي كان له أسباب عدة تم طباختها في أروقة دوائر صنع القرار في الدول الغربية وخاصة بالولايات المتحدة، دوائر خاضعة للوبي الصهيوني الذي من خلال سيطرته على رأس المال العالمي، يستطيع التحكم بإيصال هذا الرئيس أو ذاك، أو هذا الحزب أو ذاك إلى سدة الحكم في هذه الدولة أو تلك. لوبي صهيوني يدير أكبر الشركات العالمية النفطية والغازية، شركات الأسلحة والأدوية، شركات إنتاج الحواسيب والتلفونات وشركات الأغذية... بل إن بعض كبار الساسة في الغرب هم موظفين في هذه الشركات. صانع القرار الغربي، المُهيمن عليه من قبل الصهيونية العالمية، أتقن استعمال ذرائع التدخل في الدول الوطنية، واستعمل قنوات صفراء لبث السموم وتخدير شعوب الدول المستهدفة، واستخدم العملاء والمرتزقة من أبناء الدول المستهدفة لتمرير مهمة إسقاط الدولة الوطنية بسهولة ويسر، والنتيجة واضحة وضوح الشمس، ضرب تماسك النسيج الاجتماعي للشعوب المسيطرة على المواقع الجغرافية المؤثرة في السياسة الدولية والقابعة على الثروات التي تُسير كبرى المركبات الصناعية في العالم بل تسير الاقتصاد العالمي بشكل عام. وفي اليمن حصلت ثورة شعبية في 21 سبتمبر 2004، مكملة للثورة الأم 26 سبتمبر 1962، ألتف حولها الشعب، ثورة أخرجت جميع العملاء والمرتزقة التابعين للصهيونية العالمية، ولأذنابها في إقليم الخليج العربي، ثورة شعب أراد أن يستعيد بها سيادته المصادرة لأكثر من خمسة عقود لصالح أسرة آل سعود، التي غرستها وزارة المستعمرات البريطانية في الوطن العربي، كخنجر مسموم في ظهر الأمة العربية-الإسلامية. تم استعمال هذه الأسرة الخبيثة منذُ إنشائها في تحطيم وتمييع كافة المشاريع والقضايا الخاصة بالدول العربية والإسلامية وأهمها القضية الفلسطينية.