يتحفنا اشقاءنا الخليجيون بمبادرات يلاحظ المتأمل فيها أن فيها نفحة من نظام سقط بخروج الأنفاس الأخيرة ل محمد البو عزيزي، نظام تعود أن لا يعترف بشيء اسمه شعب، او أمة، نظام على حدود علمة فإن حدود المنطقة التي يحكمها لا يعيش فيها سوى رعاياه المشمولين بمكرماته، الطائعين اللذي لا ينطقون كلمة (لا) إلى في الشهادة التي تثبت اسلامهم. عقليات حاكمة بهذه النظرة، بالتأكيد هي غير قادرة على استيعاب المصطلح الجديد المتداول لدى الشعوب العربية بعنوان (الشعب يريد) فهم لم يفهمو أو يدرسو أن للشعوب حق الإرادة، ولهذا هي كلمة أو مصطلح لا يستحق أن ينظر اليه اصلاً (في رأيهم). بل أكثر من ذلك، هي كلمة يجب أن يعاقب قائلها لأنه يحاول انتزاع حق الإرادة من الحاكم الملهم الذي جاء للحكم فقط لأنه ابن حاكم سابق كان يفكر بنفس الطريقة ونفس العقلية. هذه هي الزعامات المستنيرة المؤهلة القادرة التي وصلت لمناصبها بكل طريقة إلى الكفاءة والإستحقاق. هذه الزعامات تحاول ان تسوق لشباب الثورة اليمنية بضاعة رديئة سيئة متهالكة تحمل بصمات من صنعوها وسوقوها، تحت عنوان المبادرة الخليجية، وقد شهد هذا المنتج ذو الرائحة السيئة الخروج بعدة نسخ متوالية، كانت أجود نسخة فيها هي تلك المقدمة في البداية في 3أبريل، التي كانت تضمن الحد الأدنى لمطالب الشعب اليمني الذي خرج يطالب بحقه في استعادة السلطة والعيش الكريم وانهاء الفساد والمطالب، كثيرة، اختصرها الشعب في كلمة (إرحل). لكن يبدو أن النسخة الأولى التي جاءت بلمسات دولة خليجية تعودت على وضع اليد على الجرح والعلاج المباشر للمشكلة دون اللف والدوران حولها، لم تعجب هذه النسخة باقي الشقيقات ولا فخامة الرئيس ، فاجتهدت باقي الشقيقات في تحسين هذا المنتج لكن للأسف كان اجتهادهم في غير محلة، لأنهم لم يتعودوا اصلاً على حل اي مشكلة، بل يجمعهم مع نظامنا الذي يوشك ان يكون (نظام سابق)، الإستمتاع باللف والدوران حول المشكلة دون تشخيص صحيح لها وايجاد حل ناجع لعلاجها. لكن يبقى لما تقدمة الشقيقات من مبادرات هي لن تقبل بالتأكيد من شعب خرج ليقوم بثورة لا ليطالب بوساطات، يبقى لها نقطة تحسب لها أنها اخرجت تلك الشقيقات من دائرة المتفضلين على شعب اليمن بحريته، فالثورة التي صارت مسألت نجاحها وتحقيق اهدافها، مسألة أيام فقط، لن تكون مدينة لأي من الشقيقات بفضل انجاحها ولن يكون بمقدور اي من الأشقاء او اًدقاء الذين راهنوا على نظام متأكل متهالك، أن يمن على اليمنيين بأنه كان من اسباب نجاح ثورتهم. ولن ينسب الفضل إلا لأهلة المتمثل في الله اولاً ثم إرادة الشعب العظيم الذي يسطر مجداً جديداً سيخلد في كتب التاريخ كنموذج حي لتحرر الشعوب ممن استبدو بها. ولن ينسى الفضل لبضع دول قليلة شقيقة وصديقة في الرهان على الشعب اليمني والإيمان بحقوقه وعدالة مطالبة.