في بداية الإنطلاقة الثورية لشباب التغيير السلمي في وطننا اليمني الحبيب تنفس صبح الوطن فجر الحرية وتنادت لصوت التغيير جميع محافظات الجمهورية وفي ذروة المشهد الثوري وتلاحم الشباب الثائر من جميع مكونات الطيف السياسي والتكوينات الإجتماعية بمختلف المسميات مدنية فكرية وثقافية نخب وطنية وعامة دخل النظام فصله الخريفي وشرعت أوارقه السياسية والحزبية الهشة تتساقط تباعاً وهنا دارة الدوائر على النظام التقليدي وتوارت حلقاتها تتقلص على أكف المارد الثوري تهاوت عروش الصمت .. وكاد المشير أن يقول خذوني .؟؟ إلا أن المعارضة الخدجاء المتلهفة على السلطة أخرت رأسها من تراب الغباء السياسي وبدأت تلك التصريحات الرعناء الغير حصيفة واللا مسؤلة تدق مسامير الحُمق في جسد الثورة من قبل بعض شيوخ العمر السياسي والفكر الكرتوني المعلب بقوالب حزبية جاهزة وهنا فقط تنفس النظام التقليدي وزلمه المتهالك الصعداء وعمل ومعه الأعداء الأقليميون التأريخيون للوطن على تحويل الحدث الثوري وزخمه الشبابي الجماهيري إلى ما يسمي الصراع السياسي والكيد الحزبي والإنقلاب اللا شرعي متأبطاً بحجة الشرعية الدستورية والذي يقتقدها بالأساس !؟ وهنا تكون النعامة برفع رأسها من بين التراب قد أتاحة الفرصة للنظام المتهالك أن يحاول الوقوف العنكبوتي على شفاء حفرة الترنح مستغلاً بغباء تلك التصريحات الركيكة المعنى وظهور رأس النعامة الخشبي في بعض محاريب ساحات الحرية والتغييرالسلمي وعمل على إعادة ترتيب أوراقة المحروقة ولملمة أشلائه السياسية والقبلية والحزبية المتناثرة فصلاً حريفياً تحت أقدام الربيع الثوري الشبابي مما ساعده وقتياً على أقلمة الحدث وتوأمة الجمعتان في الستين والسبعين وإن كان الأخيرة تتسم فعل وحضور بعملية الدفع المسبق وتجسد صورة قاتمة للنظام في مخرجاتها البلطجية وافعالها العنترية وتسمياتها المتناقضة مع الحقيقة وما رافق ذلك من شعارات بلهاء تقدس الحاكم وتمنحه حمق الألقاب وتزكم الأنواف بتلك الصور للأعداء التأريخيين للوطن اليمني ممن عرفهم شعبنا حاقدين على تقدمه ونهوضه إلا أنها أدت في النهاية إلى نتائج سلبية على مسار الثورة حيث أنبرت تلك المؤامرة الخليجية سيئت الصيت لتقض مضجع الثورة وتنتقص من مشروعية الحدث كبديل ثوري لنظام تقليدي منتهي الصلاحية وبذا يكون النظام قد كسب عامل الوقت ليس إلا منطلقاً من سياسة المراوغة والتسويف والتهديد حيناً بالصوملة والتهويل حيناً أخر بالأفغنة كل هذا وذاك القادم المشؤم بعد أن كاد المشير أن يقول خدوني .!! سببه في الحقيقة وإن كانت على الحزبين مُرة المعارضة . نحن هنا لا ننكر حقها في العمل السياسي ولا نلغي دورها الوطني في عملية التغيير النسبي قبل وبعد الثورة الشبابية السلمية إلا أن ركبوها سفين الثورة وعدم الإلتزام مقاعد السفين ومساره الثوري وتخبطها بين سندان المؤامرة الخليجية ومطرقة السلطله جعل منها عرضة للمساومات الداخلية والخارجية فلا هي تركت السفين الثوري يجدف نحو التغيير ويقرر مصير المشير بالرحيل وإسقاظ نظامه ليحل محله البديل الثوري ولا هي قررت الحسم بالأصطفاف في الركب الثوري وتحررت من عقدة اللهث على السلطة والوهم أن هناك مشير يأخذ كل سلطة غصب .!! لقد كانت ومازالت وستظل إنطلاقة المارد الثوري سيل جارف بإتجاه إشقاط النظام ومكوناته التقليدية وحقاً ..!! كنتم أنتم المعارضة ذلك الغُثاء والزبد السياسي الذي خيب الأمال واعاد للظام بصيص أمل في التخلص من الملاحقة القانونية ومحاسبة الفاسدين من أركانه الجلبية لتغادروا السفين الثوري إلى موائد السياسة في قاعات اللئام كي يعيد الثوار ترتيب المسار والثقة لتلك النخب الوطنية من الشخصيات الإجتماعية والبرلمانيين والإعلاميين ورجال السلك الدبلوماسي والعسكري ممن غادروا خريف النظام ليواكبوا المسار الثوري ممن وصفهم المشير لغطاً بالفاسدين ولم يكن موفق في الوصف .. ولتعلموا حقاً بأن ثورتنا لن تندرج ضمن قاموس ثورات الناتو ولن تنطلي عليها لُعبة السياسات القذرة .. ثورتنا يمنية شبابية حضارية السلوك عربية المبادئ والقيم مدنية التغيير .. ولسوف ننتصر ويسقط النظام ويرحل بداً المشير ؟؟ وإن لم يكاد المشير أن يقول خذوني .. غداً سوف يهمس في وجه أزلامه وحزبه تباً إتركوني النصر للثورتنا وإن غد لناظره لقريب ..!!