على مدى ثلاث وثلاثون عام من حكم علي صالح التقليدي للوطن اليمني الحبيب لم يشهد الحراك السياسي ولم يرتق المشهد الثقافي الخاص بمخرجات النظام ألى مستوى الوعي الوطني العام والتأقلم مع المتغيرات في مسار التحديث والمدنية لقد عاش هذا النظام في بداياته يستهلك ثقافة ما قبله من الانظمة اليمنية المتحررة من الروتين والتقليديية والغباء السياسي في ظل حركة شعبية وقاعدة جماهيرية تصحيحية اعتمدت الدستور والقانون منطلق أساس في تسيير الحياة الإجتماعية واستندت إلى الشعب كمرجعية في السلطة ولمشاركة الشعبية الحقيقية ومصدر القرار السياسي والسيادي لليمن إلا أن هذا النظام لم يرق له أن يكون مقلد لما هو حضاري وتقدمي إنموذجي ونوعي في سياسة إدارة البلاد وابى على نفسه الأمارة إلا أن يغتال ذلك المشهد السياسي والثقافي النوعي ويحاصر رموز الوطن وكفاءاته البشرية ويكون بحجم توجهاته العقيمة ونواياه الأبليسية في تدمير منجزات الحركة الوطنية التصحيحية تلبية لرغبات شياطينه الأدمية محلياً ممن ارتكز عليهم بئساً في الوصول إلى كرسي الحكم وتنفيذ اجندة ملوك وامراء الطوائف الأقليمين ممن تأبطوا الشر معه وشاركوه الجريمة في إغتيال مشروع الوطن الحضاري والعودة به إلى ثقافة التقليدية وعرف القبيلة وسياسية فرق تسد .. بحق نظام إستلهم الغباء من ذاته المتصحر وعمل على إنتاج الفوضى اللا خلاقة وامتهن الفساد كثقافة يومية في كل تعاملاته المحلية والخارجية كبديل لثقافة التحضر والمدنية والتنمية البشرية بل اعتمد على تعميق هذه الثقافة البلطجية وتصديرها عبر شخصيات كرتونية معاقة الفكر فاقدة للهوية الوطنية ومفلسة فكرياً وثقافياً إلى كل مراكز وقرى الوطن لتكون عيونه الساهرة على تفشي الفوضى والفساد والفتن وتغدية الصراعات الأجتماعية ثقافة تدميرية أثخنت المواطن جهل وفقر ومعانات معيشية يومية وأنهكت الوطن تخلف وتنمية بشرية وإقتصادية وإنتقاص للسيادة الوطنية . ألا تبت يداك نظام شغر الفوضوية وجعل النظام والقانون شاغراً والمواطنة غير متساوية وتبت ثقافتك العنترية المفرغة من المبادئ الوطنية والقييم الإنسانية . تلك ثقافتك وها هى قد اودت بك مترنحاً إلى الهاوية .. إذا يحق لنا القول هنا ومن خلال ما تقدم في قراءة داخلية وخارجية لثقافة النظام في الوطن الحبيب إن الثورة الشبابية السلمية والتي إعتمدت مبدأ التغيير السلمي كثقافة وطنية وسلوك مدني حضاري في العامل مع هذا النظام من اجل التغيير والنهوض بالوطن جاءت نتاج طبيعي وإستحقاق وطني في الإنتصار لليمن وإنتشاله من براثم الفوضئ وجراثيم الفساد ومأتم الصراعات السلطوية المتنفذة ثورة سلمية نهضت بكل قوة من خلف قضبان ثقافة النظام العنترية لتجسد ثقافة وطنية وحدوية مدنية عجز النظام عن ممارستها لسببين هما ..!! الأول : أن هذا النظام لم يكن ليات بطريقة شرعية إلى السلطة بل إسترقها من الشعب وأستلب شرعيتها بقوة المافيا اللصوية معتمداً ثقافة القتل والتصفيات والنفي والتهميش للكوادر والشخصيات الوطنية الرافضة إمتهان هوان ثقافتة الكافورية في تقديس الحاكم السبب الثاني : أن هذا النظام عقيم الفكر معاق الوطنية افلس في أنتاج ثقافة عصرية مواكبة للمتغيرات من حيث عدم القدرة على الإعتراف بالواقع وإيجاد تنمية بشرية قادرة على التغيير بل سعى إلى إستقطاب الأمعات والكبوش الأدمية لتولي المناصب الحكومية معتمداً في معايير شخصية كالولاء الحزبي والقبلي والأسري والفردي المحنك على تقديس الحاكم والمروض على بيت الطاعة ..!! لنأخذ نموج بسيط بقدر اهميته من التنمية البشرية التي والثقافة السلطوية التي يستهلكها النظام وليكن الجانب الإعلامي على سبيل المثال لا الحصر وبإختصار .. هلوسات عمو جندي ,, هرطقات الصوفجي ,, غرغرات ياسر بغبغاني ,, وذاك قل طارق الشامي ومن الصف الثاني لوجه النظام وزعانف ثقافتة حدث ولا حرج قلم اظافر قدميك .. ؟ .. وبالمقابل فإن المعارضة المستنسخة منه لم تستوعب المرحلة الثورية التغييرية برؤية سياسية ثورية تلبي طموحات الجماهير واهدافهم الثورية في التغيير وبناء الدولة المدنية ومؤسساتها القانونية التي لاتنحاز للمكاسب والرغبات الفردية والحزبية المقيتة لم تتجنب ثقافة المحاصصة والمناصفة السلطوية ففي حين نرى عصابة النظام تتساقط في جميع المؤسسات الرسمية والمكونات الحربية والإجتماعية وتسارع إلى تقديم الإستقالات الفورية هروباً من القادم الثوري الذي ينتظرها نرى بعض قوى المعارضة ومنتسبيها من الصف الوسط والأدنى تخوض في صراعات جانبية تكفر هذا وتمنح ذاك صك غفران وكان الثورة قد حسمت الأمور وما بيقى إلا تصفية الضد ومن لم يكن مع سواءً على مستوى الفرد أو الجماعة والتنظيم وبدلاً من تسخير الوقت والجهد والفكر لملاحقة الفاسدين والتصدي للقوانين التي تحاول عبثاً شرعنة براءتهم وتبرأة ساحتهم يتلهي البعض إفلاساً وحقداً في تجريم الرموز الثورية والهامات الحقوقية ممن كان ومازال وسيظل دروها حاضراً فاعلاً مؤثراً رغم تلك الهرطاقات والنمنات الخرساء لتي تحاول النيل من الرموز الثورية وخاصة منها النسوية التي لعبت دوراً بارزاً في إشعال لهيب المد الثوري وتفاعلت بكل إيجابية مع الحدث في قيادة المسيرات والممانعة الثورية والصمود والتحدي وحان لشباب الثورة أن يمدوا الأكف عالية فالمفارقة هنا عجيبة بل كبيرة بين ثقافة الإستهلاك المنتهية الصلاحية والشرعية الدستورية ..!! وثقافة الإنتاج الثوري المجسدة للحس الوطني والوعي الوحدوي والسلوك الحضاري لستُ متحاملاً هى الحقيقة ملموسة ومحسوسة حتى لدى من تبقى من أتباع النظام حان الوقت للتغيير فلا مجال .. كفانا فتاوي وقدح في الثوار والثائرات ومدح للشخصيات وتمجيد للقريب والربيب والحبيب .. كفانا تدليس علي الرموز وتقديس للأحزاب والأرباب البشرية الصنمية .. عاشت الثورة اليمنية بكل أطيافها حراك سلمي وثورة شبابية تغييرية نعم لثقافة إنتاجية ثورية وتباً .. تباً لثقافة الإستهلاك والإقصاء والحقد الحزبي والكراهية والشخصنة والفوضى المشرعنة كفاك يا وطن ثقافة إمتهان وسلطة إحتيال ..؟؟