خبير مالي يوضح حول الانهيار الاخير لقيمة الريال اليمني    اليمني فادي بجاش يحصل التصنيف العالمي للشطرنج الخاطف    اليدومي: نجاح التكتل السياسي الوطني مرهون بتجاوزه كمائن الفشل ومعوقات التحرير    الفريق الحكومي: المليشيا تتهرب من تنفيذ التزاماتها بشأن المختطفين عبر خلق مسرحيات مفضوحة    انهيار جنوني للريال اليمني مقابل العملات الأجنبية صباح اليوم    صاعقة رعدية تنهي حياة شاب غربي اليمن    بعد تعادلة مع نادي شبام .. سيؤن يتاهل للدور 16 في كأس حضرموت ثانيا عن المجموعة الثامنة    محاولة طعن وذبح قيادي حوثي من قبل مجهولين في مديرية ولد ربيع بالبيضاء    البنك المركزي يشرعن جرائم إنهيار سعر الريال اليمني    بن ثابت العولقي: الضالع بوابة الجنوب وقلعة الثورة والمقاومة    هل أصبحت إيران أقرب لدول التحالف العربي من شعب الجنوب العربي    علي ناصر محمد ... وسؤال ماذا يجري من وراء الكواليس !!!    الروتي في عدن: صراع بين لقمة العيش وجشع التجار    ناطق قوات طارق صالح يرحب بقرار محكمة العدل الدولية بوقف هجوم إسرائيل على رفح    "وكيل وزارة العدل: الحوثي لا يزال مجرم حرب رغم إعلان الإفراج"    الحوثيون يفرضون صلاة الظهر ويمنعون خطبة الجمعة... جرائم طائفية جديدة في مساجد المحويت!    ميثاق شرف لإنهاء الثارات القبلية في مناطق الصبيحة بمحافظة لحج    شاهد: مراسم تتويج الهلال بلقب الدوري السعودي    القاء القبض على مدير مكتب الزراعة بعد الفضيحة الحوثية وإدخال المبيدات الإسرائيلية المحظورة    34 تحفة من آثار اليمن مهددة للبيع في مزاد بلندن    أول "قتيل أمريكي" في البحر الأحمر .. ومحمد علي الحوثي يعلق!    السد يتوج بطلاً لكأس أمير قطر    الامتحانات وعدالة المناخ    الهيئة العامة لحماية البيئة تشكو من تدخلات وزارة الزراعة في رقابتها على مبيدات الصحة وتكشف عدم التنسيق معها    غموض يكتنف وفاة الطفلة حنين القطوي بعدن: لا أدلة على الانتحار    ترحيب عربي ودولي بقرار "العدل الدولية" وقف الهجوم على رفح ومطالبات بتطبيقه فورا    مليشيات الحوثي تصدر بيانا بشأن منعها نقل الحجاج جوا من مطار صنعاء إلى السعودية    السعودية تعلن عن الطرقات الرئيسية لحجاج اليمن والدول المجاورة للمملكة للتسهيل على ضيوف الرحمن    كيف يزيد الصيف أعراض الربو؟.. (نصائح للوقاية)    استشهاد وإصابة 4 مدنيين بانفجار لغم من مخلفات المليشيات غربي تعز    حملة طبية مجانية في مأرب تقدم خدماتها لأكثر من 839 من مرضى القلب بالمحافظة    يامال يودع تشافي على طريقته الخاصة    وزير المياه يناقش آلية التنسيق والتعاون مع مجموعة المانحين الرئيسيين لليمن    لصوص الشرعية آل عفاش يسرقون شهريا من تغذية مقاومة تهامة 4,5 مليون ريال سعودي    عالم يرد على تسخير الإسلاميين للكوارث الطبيعية للنيل من خصومهم    الفن والدين.. مسيرة حياة    عن طريق أمين جدة السعودية.. بيع عشرات القطع الأثرية اليمنية في لندن    أحدث ظهور للفنان ''محمد عبده'' بعد إصابته بالسرطان.. كيف أصبحت حالته؟ (فيديو)    احباط تهريب 213 شخصًا من اليمن ومداهمة أوكار المهربين.. ومفاجأة بشأن هوياتهم    بصعوبة إتحاد النويدرة يتغلب على نجوم القرن و يتأهل إلى نصف النهائي    دورة الانعاش القلبي الأساسي للطاقم الطبي والتمريضي بمديرية شبام تقيمها مؤسسة دار الشفاء الطبية    الدوري الايطالي ... سقوط كالياري امام فيورنتينا    تصحيح التراث الشرعي (32) أين الأشهر الحرم!!؟    المهندس "حامد مجور"أبرز كفاءات الجنوب العربي تبحث عنه أرقى جامعات العالم    السعودية تقدم المزيد من الترضيات للحوثي    إعلان سعودي رسمي للحجاج اليمنيين القادمين عبر منفذ الوديعة    رونالدو يفاجئ جماهير النصر السعودي بخطوة غير مسبوقة والجميع ينتظر اللحظة التاريخية    الحكومة تطالب دول العالم أن تحذو حذو أستراليا بإدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب    سنتكوم تعلن تدمير أربع مسيّرات في مناطق سيطرة الحوثيين مميز    نايف البكري يدشن صرف البطاقة الشخصية الذكية لموظفي وزارة الشباب والرياضة    وزير الأوقاف يحذر ميليشيا الحوثي الارهابية من تسييس الحج والسطو على أموال الحجاج    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤسسة الإقتصادية...خارج نطاق الثورة-4-(الخلل من الداخل)
نشر في يمن برس يوم 19 - 02 - 2013

الحمدلله...فقد كانت لهذه السلسلة من المقالات عن المؤسسة الإقتصادية اليمنية الأثر الإيجابي في التعريف بها وبدورها الأصيل وكذلك في نشر الوعي بأهمية وجودها وتصحيح مسارها وضرورة المطالبة بإسترداد دورها الرائد لتخدم عموم اليمنيين بعيداُ عن المصالح الضيقة للبعض, ولقد تلقيت بعض العتاب ممن كانوا ومايزالون في مقدمة قيادة المؤسسة بسبب هذه المقالات ولكني وبكل ود للجميع أقول بأن اليمن بعد ثورة الشباب يجب أن تتغير عن ما قبلها وبأننا يجب أن نستغل هذه الثورة في تصحيح الكثير من الإختلالات الظاهرة في مؤسساتنا بما فيها المؤسسة الإقتصادية اليمنية وأن هدفنا الأسمى في ذلك هو النهوض بدور هذه المؤسسات بعيداً عن أية مماحكات سياسية أو شخصية وعن أي تشهير أو تحديد أسماء بعينها والذي لا نفضل الوصول إليه إذا وجدنا في المقابل الخطوات العملية الصادقة في تصحيح السياسات وإزالة رؤوس الفساد وإستيعاب الأفكار المبدعة, وما نحن في هذه المقالات إلا كطبيب يشخص الداء ويضع يده على الجروح والآلام فمن خلال التشخيص الدقيق نستطيع الوصول للعلاج المناسب والفعّال بإذن الله.
ذكرنا في السابق بعض جوانب ومظاهر الإختلال في مجال العمل التجاري للمؤسسة الإقتصادية الحاصل حتى الآن وهانحن اليوم سنتكلم عن السياسة الإدارية داخل المؤسسة والتي لها الأثر الأكبر في عملية الإستقرار الإداري والوظيفي وتهيئة بيئة العمل المناسبة التي تساعد على الإبداع والإنتاج, فلاشك أن المؤسسة كونها ضمن النسيج الإداري اليمني قد تأثرت بسلبيات أسلوب إدارة الدولة خلال العقود السابقة بل كانت صورة إدارية مصغرة لها, وللعلم بأن أكثر ما عانت منه المؤسسة الإقتصادية إدارياً هو منهجية عدم وجود التوصيف الإداري والوظيفي الواضحين والذي سمح بتداخل التخصصات وضبابية الحدود بينها وبما صنع من بعض القيادات الإدارية مراكز قوى إدارية تحاول أن تستأثر بأكبر قدر من الصلاحيات المالية والإدارية ولو خارج إختصاصها مما خلق بيئة التهميش لكثير من الإدارات المتخصصة, إضافة إلى أن ذلك أثر سلباً وبشكل كبير في نفسية وعقلية الكثير من الموظفين كونهم يتلقون التوجيهات من عدة مصادر وبالتالي أصبح الكثير منهم يحدد خيارات التنفيذ حسب مصلحته الشخصية دونما النظر لمصلحة العمل فمن يملك صلاحية الصرف المالي هو الأجدر بالطاعة والولاء.
وأيضاً من مظاهر الإختلال الإداري بالمؤسسة الإقتصادية هو عدم وجود آلية محددة ومعلنة للتوظيف أو التعيين فنجد الكثير ممن لم يحصلوا على الشهادات الجامعية بل وحتى الثانوية نجدهم وقد تم توظيفهم بمعايير تتعلق بالقرابة الأسرية أو المصلحة الشخصية, بل الطامة الكبرى أن نجد بعض ممن إحتلوا مناصب إدارية عليا بالمؤسسة نجد مؤهلاتهم في الملف الوظيفي (يقرأ ويكتب)!!وما هذا إلا إتباع لمعايير الولاء والتبعية ولو على حساب الكفاءات, وأيضاً من المظاهر السلبية عدم وجود مفهوم العدالة في المستحقات المالية للموظفين وإتباع سياسة الكيل بمكيالين فنجد التفاوت الكبير والغير مبرر بينهم فالمزاجية المجردة هي وحدها من تحدد ذلك وكلما كان الموظف طيعاً لدي مراكز القوى الإدارية (ولو في غير مصلحة العمل) كلما كان مقرباً مغدقاً عليه بالمكافئات والمستحقات بل والسيارات أيضاً.
إن من العجب العجاب أن ترى الكم الهائل من البطالة المقنعة والغير مقنعة المنتشرة في عموم فروع وقطاعات المؤسسة الإقتصادية حيث يصل عدد الموظفين إلى قرابة الستة آلاف موظف البعض منهم لا يظهر إلا في كشوفات المستحقات والرواتب ولا يظهر في أية مهام ميدانية, بل والمؤسف أيضاً أن نرى كثيراً من أبناء وأقارب مراكز القوى من المدراء وقد تكفلت المؤسسة برسوم دراستهم في الداخل والخارج وبالعملة الصعبة دون أن يكون للمؤسسة أي مردود عملي أوفائدة تذكر منهم, في الوقت الذي يوجد من الموظفين الكادحين ممن يكافحون في مهامهم داخل المؤسسة من أجل توفير لقمة العيش ورسوم الدراسة الجامعية مع رفض الإدارة العليا للمؤسسة أن تتحمل مصاريف دراستهم في الجامعات اليمنية والتي لا تقارن بما يسمحون به لأبنائهم في جامعات الخارج الذين لم ولن تستفيد المؤسسة منهم.
مما سبق يظهر الإختلال الكبير في السياسة الإدارية داخل المؤسسة الإقتصادية وأنه من الضروري أن يتم الإسراع في عملية الهيكلة الإدارية والمالية المناسبة لها مع وضع اللوائح التنظيمية الفاعلة والإلتزام بتطبيقها على الجميع دون أية تفرقة بما سيكون له الأثر الإيجابي الكبير في تحسين مستوى آدائها ومنع تشابك التخصصات التي صنعت مراكز القوى المسيطرة على كل مفاصلها إضافة إلى تعميق الإستقرار النفسي للموظف في خلق البيئة المناسبة للإنتاج الجيد, حيث إن الإختلالات الكبيرة المتراكمة حتى الآن كان لها الأثر البالغ في قتل همة العمل وروح الإبداع لدى الموظف المجتهد لاسيما وقد أصبحت الفهلوة والتضليل والنفاق أهم معايير التفوق والتقدير داخل المؤسسة, بل وقد وصل الأمر إلى التعنت الشديد الذي يلاقيه موظفو المؤسسة الإقتصادية في إقامة نقابتهم والتي لولا فضل الله ثم مثابرة المخلصين منهم لما استطاعوا إنتزاع الإشهار الرسمي لها نتيجة الحرب الشديدة من قيادة المؤسسة الحالية ضدها بدعوى عدم قانونيتها بالرغم من الإعتراف الحكومي بهاّ!! والعجيب في الأمر أن من يتشدقون بالقوانين ويستشهدون بها هم أول من تجاهلوها وأنتهكوها من خلال عدم الإعتراف بقوانين المناقصات والمزايدات في عمليات التوريد التجاري وكذا القوانين المنظمة للوظيفة العامة, فلا يتشدقون بالقانون إلا عندما يطالب الموظفون الكادحون بحقوقهم المشروعة.....نستكمل السلسلة في لقائنا القادم بإذن الله تعالى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.