إلى متى سيظل هذا الوطن يئن و يُعاني من الوجع ولا يقوى حتى تضميد جراحاته المُتخمة في ظل هذا الصراع المُستميت بين شعبٍ أبى إلا التغيير والحلم بوطنٍ مُريح , وبين حُكام عنيدون ومُستبّدون هدفهم هو الثروة والجاه على حساب الوطن .إنّ مما يُحزن المرء حقاً أنّ يفقد المرء هويته ويشُك بإنتمائه نظراً لما تزرعهُ الأنظمة الديكتاتورية من تفرقة وتجزئة وتصدير الحروب بين أبناء الوطن الواحد التي تعمل على بثّ كُل الخلافات الطائفية والسُلالية و إثارة المناطقية والطبقية والقبلية على حساب الفكر والثقافة والتعليم والإنفتاح والحُلم بدولة مدنية حديثة تُلبي طموح المواطن اليمني هدفها إرساء سيادة القانون وتطبيقة على الجميع بدون مُداهنة أو مُجاملة , لا دولة إيديولوجية يحكمها حزبٌ أوحد متفرّد , أو دولة عائلية بإسم الجمهورية , أو دولة إمامية بإسم آل البيت, أو دولة عسكر مُتشنّجون لا يفقهون أبجديات العمل السياسي وأدبياته ولوائحه. دولة مواطنة متساوية تتيح الشراكة مع النُخب والأفراد على حدٍ سواء,يسودها الأمن والإستقرا ولديها الكثير من البرامج والمشاريع التي من شأنها أن ترفع وعي الشعب على كثيرٍ من الأصعدة إقتصادياً وسياسياً وثقافياً وعلمياً وإجتماعياً .دولة ذات رؤية ومنظور واقعي يعمل على تشخيص الواقع وإستشراف المُستقبل ومعرفة جينومه المُتوقّع ومن ثُّم البدء في العلاج ورأب الصدع والإنشقاق. .إنّ اليمن اليوم يواجه الكثير من الإرهاصات والصراعات والمُخططات الكبيرة التي تقف أمام طريق البناء والتشييد والإعمار و عملية التغيير التي يقودها الرئيس هادي , المؤامرة على الوطن هي مؤامرة إقليمية دولية ولكن في الحقيقة هي مؤامرة يمنية من الداخل بإمتياز . حزب المؤتمر الشعبي العام الآن بدأ يستعيد أنفاسه , ويُرتّب صفوفه ,ويغازل بعض شركائه على إستحياء , لا سيّما بعد إقامة إحتفال ذكرى تأسيسه وخطاب رئيس حزبه الرئيس السابق علي عبدالله صالح. كان خطاب الأخير مشحوناً بتراكمات الماضي وتصوّراته ورغبة جامحة في الإستعراض بعودة خطاب الزعيم . فخطاباته مُكررة ومتناسخة بعقلية قديمة لا زالت تعاني من شبح الماضي وهجوم الحاضر على خصومه السياسيين , لم نسمع عن البرامج والخُطط والمشاريع والرؤى والإستراتيجية الجديدة التي يعتزم الحزب عملها . كُل مأ أستلهمناه وأستحضرناه أن الأحزاب هي في الحقيقية شكلية ومُعارضة صورية لا ترقى لأن تكون معارضة فاعلة وحيوية ومُساهمة في القيادة التي غالباً ما تكون حريصة على الظهور الإعلامي أكثر مما تعمل على مصلحة البلد. حال الوطن أشبه ما يكون بالجُملة المُقتضبه للأديب الإنجليزي كوليردج "ماءٌ في كُل مكان ولا قُطرةٍ للشراب"