نحن ابناء الطبقة المتوسطة ولدنا الى الثلاجة ، انت قررت انه ما من ادعاء بعد فاسترخيت في عتمة الفريزر، منفى له مقبض وموصول بالاسلاك ، نحن فقط كنا ندعي اننا لم نتجمد بعد ، ومن جهلنا يا محمد ونحن في ثلاجة دنيا لا ترانا افكر الان بتلك الاصابع التي كنت تحركها بقلق قدمك ، افكر الى اي قلق ستستد عروسك رأسها وقد رحلت ، رحلت وانت تبحث في صنعاء عن موطئ قدم كيف يكون شعرك الان ؟ شعر الجبهة الذي بقيت تنتفه مساءات كثيرة وتقول : ايش من حظ هذا ؟ هذا حظ ابن الفقير يا محمد ، ان يحيا بكل شجاعة واستزاف ويموت سكتة في الليل ، اليوم خزنا يا محمد ، نحن اصدقاؤك انتشينا بالقات وتعرقنا وانت مسجى في الثلاجة ، لا ديلسي الى جوارك ولا رغبة او قوة في اصابعك لتنتف شعر الجبهة وتلعن الحظ ربما تهدأ الحياة الان وقد اطمئنتك لتوقفك ، الحياة التي لاحقتك من باب المدرسة وهي تثقب حذاءك الى الثلاجة وهي تضع لقدميك حدا لطموح ابن الفقير في حذاء ايطالي ، الان لم تعد الحياة التي لاحقتك حافيا ومقرع الراس لأن تثقب حذاء طريقك الشاق ، وانتهت رحلتك ممدا قدمين عارتين توقفتا عن المطالبة بجوارب او ستر قرقع اصابعك في البرزخ ، ولا تتوقع نتيجة مختلفة لتشريح جثتك لقد وضعت لك هذي الدنيا اللئيمة السم في حليب طفولتك ، وها قد مت يا محمد واسترحت من شجاعة وعناد عاثر الحظ . وجودنا مسمم ايها المسجى ، مسمم بطموحنا في الوجود كبشر هل تشعر بالبرد الان ؟ الله يدفئ قلوب المظلومين يا محمد .