يبدو أن الصور النمطية التي خلفتها أحداث 11 سبتمبر ضد العرب والمسلمين أتت مجتمعة في مناسبة واحدة لتلقي برياحها عاصفة عنصرية طالت هذه المرة ملكة جمال أمريكا. ‘الإسلاموفوبيا'، أي الرهاب من الإسلام، و”العربفوبيا” أي كراهية العرب والعداء لهم، و'الزينوفوبيا' أي الرهاب من الأجانب، كلها صور نمطية انتشرت في الغرب بعد وقوع أحداث سبتمبر، لتطال المسلمين والعرب وكل من تنطبق صفاته معها، كلون البشرة والإسم والجنسية. ولأن ملكة جمال أمريكا الجديدة تجمع كل هذه الشبهات والميزات، كان عليها أن تقع ضحية هذه الصور النمطية التي اشاعتها بعض التيارات العنصرية والفاشية. ففور فوز نينا دافولوري المنحدرة من أصول هندية بلقب ملكة جمال الولاياتالمتحدة لعام 2014 انهالت الانتقادات والتغريدات العنصرية بحقها، وصل بعضها إلى حد وصفها بملكة جمال القاعدة وذلك بسبب أصولها الهندية ولون بشرتها وكنيتها. فبحسب ما نشر موقع ‘ CNN' قالت مغردة: ‘لقد اختاروا مسلمة لتفوز بلقب ملكة جمال أمريكا.. لا بد أن ذلك أسعد (الرئيس باراك) أوباما' علما أن دافولوري ليست مسلمة في الواقع. وسخرت مغردة أخرى من دافولوري متسائلة ‘هل هي ملكة جمال أمريكا أم ملكة جمال متاجر 7-11′، في إشارة إلى سلسلة متاجر يرى أصحاب النظرة النمطية أن معظم موظفيها من الهنود، بينما وصل الأمر بالبعض إلى حد ربطها بالإرهاب بسبب لون بشرتها عبر القول: ‘هل هي ملكة جمال تنظيم القاعدة؟' وقال أحد المغردين: ”اسم ملكة جمال أمريكا لا يبدو أنه أمريكي”. وأشار شخص آخر: ”هذا لقب ملكة جمال امريكا… وليس ملكة جمال بلد أجنبي”، فيما ”اتهمها” البعض بأنها من أصول عربية. من جهة أخرى، عبر بعض المغردين عن امتعاضهم من حملة الكراهية التي شهدتها صفحات ‘تويتر' قائلين إنهم سيمتنعون عن دخول الوسم الخاص بمسابقة ملكة الجمال لتجنب رؤية التعليقات المهينة. ولم تبد دافولوري منزعجة من هذه التعليقات. وقالت: ”يجب أن أترفع عن ذلك… أنظر لنفسي دائماً أولاً وقبل كل شيء على أنني أمريكية”. وخلال مسابقة ملكة جمال أمريكا قدمت ‘دافولوري' أداء قويا، لتصبح أول أمريكية من أصل هندي تحصل على هذا اللقب، وقدمت في فقرة المواهب مقطعا راقصا على وقع أغنية من أغاني أفلام ‘بوليوود' الهندية، كما ظهرت بشكل جيد في فقرة الرد على الأسئلة التي تناولت قضايا حول الموقف من المغنية مايلي سايرس وسورية أيضا.
