توضح النتائج الأولية لأحدث مسح أجراه برنامج الأغذية العالمي، بالاشتراك مع منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف)، أنه على الرغم من تحسن معدلات الأمن الغذائي في بعض المناطق، إلا ان هناك أكثر من 40% من السكان، أي 10 مليون يمني يواجهون صعوبة في توفير وجبتهم القادمة. وتشير النتائج إلى أن معدلات سوء التغذية المزمن لدى الأطفال دون سن الخامسة تحتل المرتبة الأولى عالميا.
وقال جيريمي هوبكنز، القائم بأعمال ممثل اليونيسف في اليمن: «لا يزال الأطفال أشد فئات السكان تضررا نتيجة انعدام الأمن الغذائي وانتشار سوء التغذية في اليمن، من بين نحو 4.5 مليون طفل دون سن الخامسة، يعانى أكثر من طفلين من كل 5 أطفال من التقزُّم في حين أن 13 بالمائة تقريباً يعانون نقص التغذية الشديد».
وقال بيشوي باراجولي، المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي باليمن: «تهدف العملية التي أطلقها برنامج الأغذية العالمي مؤخرا إلى توفير الغذاء لنحو ستة ملايين نسمة، ونركز الآن بشكل كبير على توفير سبل مستدامة للعيش وسهولة التكيف، حتى يتمكن الأشخاص من مساعدة أنفسهم».
وتشير النتائج إلى أن هناك ما يقرب من هناك خمسة ملايين شخص يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي، ويعانون من الجوع بدرجة تستلزم إمدادهم بمساعدات غذائية خارجية.
وانخفضت مستويات انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد بنسبة طفيفة، أي من 45% في آخر مسح مماثل أجرى عام 2011 لتصل إلى 41 %، ولكن لوحظ وجود اختلافات كبيرة بين مختلف المحافظات.
ويعانى ما يقرب من 70 % من سكان صعدة، المحافظة الشمالية، من انعدام الأمن الغذائي، بينما تنخفض النسبة لأقل من 10 % من سكان المهرة في شرق البلاد. وتعتبر المناطق الريفية أكثر المناطق تضررا في البلاد.
وبلغت معدلات التقزُّم مستويات حرجة في اثنتي عشرة محافظة نتيجة سوء التغذية المزمن، حيث يعجز الأطفال عن النمو بشكل صحيح مع مرور الوقت.
ووجدت الدراسة بأن محافظة المحويت هي من أشد المحافظات تضررا حيث يعانى ما يزيد عن 60 % من الأطفال من التقزُّم أو قصر القامة في حال المقارنة بمعدلات النمو الطبيعية لمن هم فى مثل أعمارهم.
وقد تم جمع البيانات من 22 محافظة، بالاستناد إلى ما يزيد عن 10 آلاف و500 مقابلة مع الأسر، وكذلك القياسات المأخوذة من نحو 14 ألف امرأة و13500 طفل.
ويتم إجراء هذا المسح كل عامين بدعم من مكتب الإحصاء المركزي في اليمن وبتمويل من حكومة الولاياتالمتحدة.