يمكن القول أن طريق صنعاءالحديدة الاستراتيجي والذي يعد الشريان الرئيس الذي يمد العاصمة ومحافظات أخرى باحتياجاتها من الوقود والغذاء بات في قبضة الحوثي. هذا ما تؤكده الوقائع والأحداث خصوصاً في الآونة الأخيرة، حيث تمكن الحوثيون من السيطرة على مواقع عسكرية تقع على طريق صنعاءالحديدة بطريقة ناعمة، في الوقت الذي تكفلت قيادات مؤتمرية في مديريات بني مطر والحيمة الخارجية بتقديم يد العون للحوثيين لاستكمال سيطرتهم على هذا الطريق الحيوي.
وفي هذا السياق علم موقع «يمن برس» من مصادر خاصة أنه جرى تغيير قائد مواقع ( يازل – القشلة – القرن ) الواقعة في مديرية بني مطر والذي كان موالياً للواء علي محسن ويدعى علي عايض، واستبداله بضابط آخر عينه قائد الحرس الجمهوري سابقاً قائداً لموقع القشلة ويدعى «أحمد البدوي»، وبحسب المصادر فإن البدوي من أبناء قرية القطع ببني مطر، وهو ضابط موالي للحوثي.
وأكدت المصادر بأن تغييره جاء بناء على طلب من الحوثيين، بعد اقتحام الأخيرين لموقع القرن العسكري واشتراطهم للخروج تغيير قائد تلك المواقع، مؤكدةً بأن وزارة الدفاع سارعت لتلبية هذا الطلب.
وكان الحوثيون قد تمكنوا في وقت سابق من تغيير مدير أمن مديرية بني مطر واستبداله بالمقدم محمد محمد سوار نجل البرلماني المؤتمري محمد سوار، حيث تشير المصادر إلى أن كل الإجراءات التي تمت والأحداث التي حدثت في مديرية بني مطر تمت بتنسيق بين الحوثيين وقيادات مؤتمرية بارزة.
يحيى غوبر
وفي ذات السياق علم موقع «يمن برس» من مصادر خاصة أن القيادي المؤتمري يحيى غوبر محافظ محافظة الجوف السابق تحول مؤخراً من التنظيم لحزب المؤتمر إلى التنظيم لصالح الحوثيين في مديرية الحيمة الخارجية.
وبحسب المصادر فإن غوبر تكفل بفتح مقر للحوثيين في منطقة «خميس مذيور»، كما ساعد بفتح مقر آخر في سوق «بني منصور» بالحيمة الخارجية.
وأوضح مصدر خاص ل «يمن برس»أن غوبر يقوم حالياً بحشد المؤتمريين ودفعهم للالتحاق بما يسمى «أنصار الله»، مرجحاً أن تحرك غوبر المفاجئ جاء بناءً على توجيهات من قيادة المؤتمر الشعبي العام ممثلة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح.
يأتي هذا في الوقت الذي أحكم الحوثيون سيطرتهم على بيت الشباب الواقع على طريق صنعاءالحديدة في منطقة بوعان بمديرية بني مطر، وقبلها أحكموا سيطرتهم على إدارة أمن بني مطر بمنطقة متنة.
كما قاموا بفتح مقر مسلح لهم في «سوق الأمان»ومقرين آخرين في متنه مديرية بني مطر، ومقر في منطقة «السوق الجديد» في الحيمة الخارجية، ومقر في «سوق الخميس» ومقر في «بني منصور»، وكذلك فتحوا مقرات في مديرية مناخه، بعد سيطرتهم على مقر مكتب التربية بالمدينة، علماً بأن تلك المقرات باتت مأوى لعشرات المسلحين القادمين من صعدة وعمران ومناطق أخرى.
وبحسب المصادر فإن مليشيات الحوثي تسعى لإيجاد موضع قدم لها في مديريات بني مطر والحيمة الخارجية وكذا مناخه، وهي المديريات التي يمر خلالها طريق صنعاءالحديدة، وهو ما سيسهل على تلك المليشيات محاصرة العاصمة صنعاء، من خلال منع دخول احتياجاتها من الوقود والغذاء وغيرها من السلع القادمة من ميناء الحديدة، الأمر الذي سيشكل كارثة حقيقية.