قال كاتب ومحلل سياسي عربي إن العالم أخطأ عندما أصر على اعتبار الحركة الحوثية جزءا من الحوار السياسي اليمني، مؤكدا أن الحوثيين أنفسهم لا يقرون ذلك، وهم لا يعترفون بالفرقاء اليمنيين أندادا لهم. وقال فاروق يوسف وهو كاتب وناقد عراقي في مقال له بصحيفة "العرب" الدولية إن "الحوثيين أجازوا لأنفسهم، حين بدأوا بعمليات غزو المدن اليمنية، ما لا يجيزه لهم ولا لأي طرف آخر من الأطراف اليمنية مبدأ الشراكة الوطنية الذي كان العمود الفقري لاتفاقية وقّع الجميع عليها".
وأضاف: "الحوثيون هم حركة تمرد، وهناك قرار أممي بتجريمهم وفرض عقوبات عليهم. غير أن هناك مَن عطل العمل بذلك القرار، بالرغم من أن كل سلوك الحوثيين قد أكد، بما لا يقبل الشك، أن ليست هناك نية حقيقية لدى الحوثيين للتراجع عن المضي في مغامرتهم الانتحارية إلى النهاية".
وأكد يوسف أن "الحوثيون يستمعون إلى العالم وأذنهم لا تنصت إلا للصوت القادم من طهران، لذلك كانوا يسعون إلى إشراك ايران في مؤتمر جنيف، وهو ما رفضه المجتمع الدولي، غير أن النتيجة تظل واحدة. فإن اشتركت ايران أو لم تشترك فإنها حاضرة وبقوة".
وأشار إلى أن "الحوثيون أجازوا لأنفسهم أن يشركوا طرفا خارجيا ليست له أية علاقة بخلافات اليمنيين في الحوار بين اليمنيين أنفسهم، بعد أن كانوا قد استقووا على اليمنيين بذلك الطرف الخارجي".
وتابع: "ما قبله الحوثيون لأنفسهم حين تحولوا إلى ذراع ايرانية يريدون اليوم تطبيعه، بحيث يكون مقبولا من الجميع، باعتباره جزءا من بداهات الصراع في اليمن، وهو أمر في غاية الصعوبة إذا ما عدنا إلى السياقات المستقلة التي حرص اليمنيون من خلالها أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم".
ومضى بالقول : إن اليمنيين كانوا دائما شعبا حرا ومستقلا، فهل يمكن لطرف يمثل أقلية منهم أن يقودهم إلى ما يمكن أن يجعل منهم أتباعا لقوة إقليمية، كانت قد أعلنت عن أطماعها باليمن وسواه من البلدان العربية"؟
وبين أن "مجرد دعوة الحوثيين إلى حوار سياسي ترعاه الأممالمتحدة هو اعتراف دولي بأن مغامرتهم في الغزو لم تكن جريمة في حق اليمن واليمنيين".
وأكد أن الأممالمتحدة ساوت بين حكومة شرعية، جاءت بوفاق يمني شامل، وبين عصابة سعت عن طريق القوة إلى الانقلاب على تلك الحكومة، وجرّت البلاد الفقيرة إلى حرب زادت شعبها فقرا".
ولفت إلى أنه "كان يجب على العالم أن يكون أكثر حذرا وهو يقدم المجرمين باعتبارهم دعاة حوار سياسي، وهم الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، حين أحلوا لأنفسهم الغزو بكل ما انطوى عليه من عمليات قتل وتشريد واستباحة ودمار".
واختتم مقاله بالقول: "أخطأ العالم مرتين في حق اليمن. مرة حين سمح للحوثيين بالتمدد واحتلال المدن اليمنية، ومرة أخرى حين دعاهم إلى جنيف من غير أن يلزمهم بتنفيذ قراره الأممي. وهو ما ستدفع اليمن وشعبها ثمنه الباهظ".