قالت مصادر يمنية إن جهودا حثيثة تقوم بها القيادة الإيرانية للحيلولة دون انعقاد مفاوضات سياسية بين الحكومة الشرعية والانقلابيين ترتب لها الأممالمتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد. وفيما كان وفد الانقلابيين المتواجد في مسقط قد أرسل قبل أسابيع مذكرة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة متضمنة قبول جماعته بالنقاط السبع التي اقترحها ولد الشيخ والمتضمنة القبول بالقرارات الدولية وعلى رأسها القرار2216 ، شن رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي صالح الصمد هجوما لاذعا على الأممالمتحدة وما وصفه ب"الدورالسلبي" الذي يقوم به مبعوثها ولد الشيخ.
وأعلن الصماد على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الترتيبات التي تجريها الأممالمتحدة بشأن المفاوضات بين الحكومة الشرعية اليمنية مع الانقلابيين، فاشلة، وأن ما يتردد في وسائل الإعلام ما هو إلا خداع وتضليل، بحسب نص ما ذكره.
وذكرت المصادر أن ولد الشيخ أبدى استياءه من الانقسامات داخل صفوف الانقلابيين، خصوصا وأن الطرفين وافقا على جولة جديدة من المباحثات السياسية، لتنفيذ آلية القرار الأممي 2216، بعد موافقة 14 دولة عليه.
وتحدث ل"العربيه نت" المحلل السياسي مدهش أحمد قائلا: "برغم أن هناك أنباء متداولة عن قيام الناطق الرسمي للمتمردين محمد عبدالسلام بالاعتذار للمبعوث الأممي عن تصريحات الصماد، إلا أن المعلومات المؤكدة لدي هي أن ما قاله الصماد لا يعبر عن وجهة نظر شخصية وإنما يأتي في سياق موقف وتحركات إيرانية لإفشال هذه المفاوضات، حيث تسعى طهران لفرض شروطها وتدخلاتها لفرض نفسها كطرف مشارك في رعاية وتوجيه أي مفاوضات يمنية - يمنية بما يحقق أجندتها ومآربها.
وتابع: "جماعة الحوثي بمجملها هي صنيعة طهران وموالية لإيران، إلا أن الملاحظ هو وجود تيار إيراني متطرف داخل الحركة يقوده صالح الصماد الذي يعرف الكثيرون أن تعيينه رئيسا للمجلس السياسي قبل نحو عام جاء بطلب مباشر من طهران التي حثت زعيم الحركة عبدالملك الحوثي آنذاك على تعيينه خلفا للرئيس السابق للمجلس السياسي صالح هبرة الذي رأس وفد الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني وكان جانحا للتسوية، وأكثر ميلا لعلاقات ودية مع المملكة العربية السعودية، وأكثر من ذلك أنه التقى وقت ذاك بعض السفراء الخليجيين ما أثار امتعاض القيادة الإيرانية فوجهت بعزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية وهو ما حدث تماما.
ونوه الى أن الصماد كان حاضرا في كل التحركات مع طهران قبل عاصفة الحزم سواء في موضوع اتفاقية التعاون في المجال الجوي التي تمخض عنها تسيير رحلات مكثفة من طهران حمولتها شحنات أسلحة أو ترؤسه للوفد الحوثي الذي زار طهران مطلع مارس الماضي.