يبدو أن الوسائل التي لجأت إليها السلطات المصرية من أجل إحياء السياحة في مدينة شرم الشيخ جنوبسيناء، وآخرها قيام مجلس الوزراء بعقد اجتماعه الأسبوعي فيها الثلاثاء، باءت جميعها بالفشل، ولم يتبق أمامها سوى الاستعانة بسلاح "الراقصات"، كي تنشط السياحة في تلك المدينة، وغيرها من المدن السياحية المصرية، بحيث تدر عملة أجنبية من جديد على مصر، وفق ناشطين. وشهدت مصر تنظيم مهرجان الرقص الشرقي في مصر، الأسبوع الماضي، وقام على تنظيم المهرجان شاب مصري مقيم بأوكرانيا، وقال إن هدفه دعم السياحة في مصر، ونشر الفولكور المصري في أوروبا -على حد قوله- من خلال مهنة "الرقص الشرقي"، التي تعدّ مصر رائدة فيها في العالم، وذلك على الرغم من تعرضه ل"خسارة مادية كبيرة".
وأقيمت المسابقة -بحسب جريدة "صوت الأمة"- في إحدى البواخر النيلية، وجمعت المسابقة الراقصات المصريات والأجنبيات، حيث شارك فيها خمس راقصات مصريات، وعشر راقصات من دول أوروبية مختلفة، أبرزها أوكرانيا والتشيك وبيلا روسيا والمجر، علاوة على روسيا التي شاركت وحدها بخمس راقصات في المهرجان.
وارتدت الراقصات الأجنبيات في المسابقة بدل رقص مصرية، صممها لهن مصمم أزياء مصري، فيما شارك في تصميم بدل الراقصات الأجنبيات مصمم أزياء لبناني، وحصلت الراقصة الروسية "تيتيا" على لقب "أحسن راقصة أجنبية في المهرجان"، حيث "نالت إعجاب الحاضرين"، وفق الصحيفة.
وبعد انتهاء المهرجان، قالت الراقصة المصرية السابقة "هندية"، التي شاركت في التحكيم: "بصراحة، ودون مجاملة.. مستقبل الرقص الشرقي في مصر هو للراقصات الأجنبيات".
وتوجهت "هندية" بالنصح إلى الراقصات الأجنبيات المشاركات في المهرجان، بعد مشاهدتها "المستوى المذهل لهن"، بأن يحترفن، ويرقصن في مصر، على حد قولها، مؤكدة أنهن "لو رقصن في مصر فسوف يجلسن على عرش الرقص الشرقي فيها".
مسابقة لملكات جمال بلجيكابالغردقة في سياق متصل، شهدت منطقة سهل حشيش، جنوبالغردقة، حفلا فنيا، بالفولكلور الشعبي المصري والتنورة والطبل البلدي والمزمار، أثناء وصول 30 متسابقة بلجيكية للمشاركة في مسابقة اختيار ملكة جمال بلجيكا لعام 2016.
وكان برفقة المتسابقات ممثلون عن صحف بلجيكية مختلفة، وأعضاء اللجنة المنظمة للمسابقة، التي من المقرر أن ينتهي معسكر تدريبهن لها في الغردقة، الخميس 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وقال الخبير السياحي، ماجد القاضي، إن "ذلك يأتي ضمن الجهود المتواصلة لوزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والمكتب السياحي المصري في بروكسل، لتحسين الصورة الذهنية للمقصد السياحي المصري، والترويج له"، على حد قوله.
"شرم" عايزة مين؟ من جهته، أيد الكاتب الصحفي محمد أمين، الأساليب السابقة في الترويج السياحي، حيث قال: "ينبغي دعوة رموز ونجوم أوروبية إلى الغردقة وشرم الشيخ.. ينبغي إقامة مسابقات دولية مثل ملكات الجمال، كما يحدث في الغردقة الآن.. ينبغى إقامة حفلات ومهرجانات ومباريات دولية".
وتابع بالقول إن "الحكاية ليست محلية.. الحكاية ليست بزياراتنا"، مضيفا أنه "شيء طيب أن نذهب إلى شرم.. لكننا نأخذ من هذا الجيب، ونضع في هذا الجيب.. نريد دولارا أخضر.. نريد إضافة إلى الخزينة العامة.. المهم أن يقوم أصحاب الفنادق بإدخال كل الواردات الدولارية إلى مصر.. علمت أنهم يقسمون الدولار نصفين.. نصفه في الخارج، ونصفه يدخل مصر.. هذه هي مشكلة أصحاب الفنادق أنفسهم.. المهم أن يقفوا بجوار مصر".
واختتم مقاله الذي جاء، في صحيفة "المصري اليوم"، تحت عنوان: "شرم" عايزة مين؟"، متسائلا: "كلنا عايزين نروح شرم.. المهم شرم عايزة مين؟".
كلموهم بما يفهمون لكن الكاتب الصحفي سليمان جودة رفض طريقة تعاطي السلطات المصرية مع أزمة شرم الشيخ. وقال في مقاله في صحيفة "المصري اليوم"، الثلاثاء: "حتى الآن، نبدو ونحن نتعامل مع قرار بريطانياوروسيا بتعليق رحلاتهما إلى شرم، كأننا نتكلم مع أنفسنا، دون أن ننتبه إلى أن المطلوب هو أن نتكلم مع غيرنا بلغة يفهمها".
وأضاف قائلا "إن ذهاب قنوات التلفزيون إلى شرم، للبث الحي من هناك، قد يكون جزءا من الحل.. لكنه ليس الحل كله لإنقاذ السياحة من أزمتها، ولا هو الحل الحقيقي الذي نحتاجه فعلا.. وكذلك ذهاب الفنانين، وأهل الرياضة، وغيرهم.. فهذا كله حديث منا مع أنفسنا لا أكثر، وربما مع إخوتنا العرب، ولكنه لا يفيد شيئا مع الروس ولا مع الإنجليز، ولا يصل إليهم في شيء".
وتابع جودة حديثه بالقول: "حتى زيارة السيسي للمطار، برغم أهميتها، ليست الشيء الذي ينتظره الذين علقوا رحلاتهم، وليست هي الشيء الذي يجعلهم يستأنفون الرحلات.. لا لشيء إلا لأنهم عندما علقوا رحلاتهم قالوا إن السبب هو احتمالات قوية عندهم بأن سبب سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، يوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر، يعود إلى أن شخصا وضع قنبلة بين أمتعة الركاب.. أي أنهم يريدون إجراءات أمنية في المطار أقوى مما كانت عليه يوم سقوط الطائرة، ويريدون منا أن نتعامل مع ما يخصهم في هذه النقطة، بشكل مباشر".
واختتم جودة بالقول: "لأنهم يريدون ذلك، فقد كان علينا أن نتصرف على هذا الأساس منذ أول لحظة، وأن نظل وراء الكذاب حتى باب الدار، كما يقال، ولن يحدث هذا بذهاب القنوات وأهل الفن والرياضة ومن ورائهم الرئيس.. لا.. لن يحدث، ولكنه يحدث بأن يصدر قرار واضح بمراجعة شاملة لإجراءات الأمن والتأمين في المطار، ومعه كل مطاراتنا، يعقبه بعد تنفيذه مؤتمر صحفي يعقده وزير الطيران، يدعو إليه كل وسائل إعلام العالم، ليقول فيه إن مراجعة شاملة قد جرت، وإن إجراءات جديدة جرى اتخاذها، وإننا فعلنا كذا.. وكذا، وإننا ندعو ممثلي منظمة الطيران العالمية ومعهم ممثلون عن شركات طيران لندن وموسكو لزيارتنا، ليروا بأنفسهم".
