في مؤشر على وجود علاقة تبادلية، بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابي، قام عناصر القاعدة مؤخرا بالسيطرة على بلدتي جعار وزنجبار بمحافظة أبينجنوباليمن، وذلك لضخ الحياة مجددا في خطاب الحوثيين الذي بات مؤخرا يفتقر إلى الروح، بسبب اضمحلال مبررات حروب الجماعة، وكذا تضرر الشعب بشكل بالغ من حروبها العبثية. وفي هذا السياق استغل الناطق باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، تحركات القاعدة في أبين، لتبرير إصرار جماعته على عدم الانسحاب وعدم تسليم السلاح، وهو ما دأبت الجماعة على تأكيده منذ بدأت سيطرتها على الدولة، وعلى الجغرافيا اليمنية بالتحالف مع علي عبد الله صالح.
وقال ناطق الحوثيين، في تصريحات نشرتها قناة "المسيرة" الناطقة باسم الجماعة، إنه لمن الغريب أن تأتي بعض القوى السياسية تطالب الجيش والأمن واللجان الشعبية بإفساح المجال لهذه العناصر لمزيد من السيطرة والتحكم،ليس ذلك فحسب بل وتطالب بتسليم سلاحها أيضا .
عبد السلام، حاول الربط بين عناصر القاعدة ومن وصفها ب"قوى العدوان"، في إشارة لدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية.
ومن خلال تصريحات ناطق الحوثيين، وما صدر من تعليقات من قبل وسائل إعلام علي عبد الله صالح، يتضح جليا أن الهدف من سيطرة القاعدة على بلدتي جعار وزنجبار بأبين، إنما هو للتأثير على الأطراف الدولية المهتمة بالشأن اليمني، وعلى وجه الخصوص تلك التي تخوض حربا ضد تنظيم القاعدة.
ناطق الحوثيين، قال بأن تنظيم القاعدة، و "داعش"، هي الحاكم الفعلي على الأرض، في محاولة للتأثير على الرأي العام الدولي.
وإمعانا في استغلال مبرر وجود القاعدة للاحتفاظ بالسلاح، قال ناطق الحوثيين: "لمن يُسلم الجيش والأمن السلاح؟ هل لحكومة رجلٍ عاجزٍ عن تأمين نفسه لولا القوى الأجنبية المحيطة به، أم لحكومة لا يدري رئيسُها من وزراؤه".
وأشار عبد السلام، إلى أن على الحكومة والتحالف تحمل نتائج تحرير المحافظاتالجنوبية من مليشيات الجماعة والقوات الموالية لها، في إشارة منه إلى سيطرة القاعدة في أبين.
ناطق الحوثيين حاول أيضا استغلال تحرك القاعدة في أبين لاستعطاف واستمالة أبناء الجنوب، متناسيا أن ما ارتكبته مليشيات جماعته بحق عدن والمناطق الجنوبية الأخرى، لم يسبق أن شهد التاريخ اليمني الحديث والقديم مثيلا له.