أحالت الميليشيات الانقلابية غالبية الشعب اليمني ذوي الدخل المحدود إلى «رصيف التسول» بعد أن أغلقت مئات المؤسسات وأقصت العديد من الموظفين واستبدلتهم بآخرين مؤيدين لها. وأظهرت دراسات ميدانية أن أكثر من 15 ألف متسول ينتشرون في العاصمة صنعاء بعضهم من أسر كانت تعيش قبل اجتياح الميليشيات الانقلابية في 21 سبتمبر حالة من الاستقرار المعيشي. وعمدت الميليشيات الانقلابية إلى إقصاء الكثير من موظفي الدولة الذين يعيشون على رواتب لا تتجاوز ال100 دولار شهريا، وفرضت على آخرين إجراءات تعسفية وأغلقت المؤسسات التي كانوا يعملون فيها فلم يجدوا إلا الشارع ملجا أخيرا لهم. وقال محمد (صاحب مطعم): «لم أكن أرى قبل أحداث سبتمبر أطفالا وشبابا ومسنين يطلبون من الزبائن السماح لهم بأكل ما تبقى من طعامهم على الطاولة، وهي ظاهرة خطيرة تهدد بمجاعة حال استمرار سياسة التجويع والابتزاز من ميليشيات الانقلاب». وانتشرت ظاهرة الأطفال الذين يبيعون المناديل في الشوارع، ويتحدث أحدهم قائلا: «كان أبي موظفا لكن الانقلاب أغلق أمامه كل الأبواب، فاضطررت للنزول للشارع للحصول على لقمة العيش»-حسب ما نشرت صحيفة عكاظ السعودية. وتتراوح أعمار المتسولين في صنعاء بين أربعة أعوام إلى 60 عاما، وبعض النساء يخرجن بأطفالهن الذين لا يتجاوزون العامين إلى رصيف التسول في الشوارع، فيما تحولت الجسور والممرات إلى مناطق تمركز للكثير من المتسولين في شارع الستين وباب اليمن والزبيري وغيرها من المواقع.