قالت مصادر مطّلعة على الجلسات التحضيرية لجولة الكويت إن الحوثيين يبدون مرونة كبيرة في التعاطي مع المقترحات المقدمة، وأنهم تخلوا عن الشروط السابقة وبينها مسألة الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة. وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين عبّروا عن الاستعداد لتبنّي مخرجات الحوار المختلفة والالتزام بالمبادرة الخليجية كأرضية للانتقال السياسي المستقبلي، وأنهم، على غير العادة، لم يطالبوا بأيّ ضمانات للفترة القادمة.
ومن الواضح أن قادة جماعة الحوثيين يعملون على كسب ود السعودية على أمل أن تجعل من أحد أسس المصالحة عدم معاقبة المورطين في الجرائم، خاصة من القيادات الكبرى.
وفي تحول لافت، هاجم الناطق الرسمي باسم الجماعة ورئيس الوفد المفاوض إلى الكويت محمد عبدالسلام في تصريحات صحافية إيران وأثنى على السعودية. وألمح عبدالسلام إلى عدم ممانعة الحوثيين في عودة اللواء علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، أو حميد الأحمر الزعيم الإخواني، إلى صنعاء في حال تمّ التوصل لاتفاق سياسي.
ووصف مراقبون سياسيون التغير الملحوظ في الخطاب الإعلامي للحوثيين عقب زيارة عدد من الوفود الحوثية للرياض، بأنه تعبير عن براغماتية الجماعة وعلى خلاف الصورة التي تسوقها لأنصارها بشأن أرضيتها العقائدية وشعاراتها السياسية.
يشار إلى أن عبدالسلام هو من رأس الوفد الحوثي إلى طهران في مارس 2015، وقام بتوقيع اتفاقات مثيرة للجدل أفضت إلى الاتفاق على تسيير رحلات جوية يومية بين صنعاءوطهران وتسليم إدارة المطارات والموانئ اليمنية لشركات إيرانية، وهي العناصر التي استفزت دول الخليج وحفّزتها على اتخاذ قرار التدخل في اليمن لحماية أمنها القومي.