ألقى زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، مساء الخميس، الموافق 18 رمضان، خطابا متلفزا في ذكرى استشهاد الإمام علي ابن أبي طالب، كرم الله وجه، الموافقة ليلة 19 رمضان. وفي الخطاب، حاول زعيم الجماعة، الربط بين ما يدور حاليا في المنطقة، والحروب والأحداث التي تشهدها اليمن والشرق الأوسط عموما، بحادثة اغتيال الإمام علي كرم الله وجه، بل وربط جماعته وغيرها من الأذرع المدعومة من إيران، بالإمام علي وموقفه، وكذا ربط خصوم الجماعة، في اليمن وخارجها ببني أمية، الذين وصفهم في خطابه، بأنهم كانوا امتداد لحركة النفاق التي ظهرت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ولعل أخطر ما في الخطاب، أن زعيم الحوثيين، تعمد صبغ الحرب الدائرة حاليا في اليمن، وسوريا والعراق أيض، وغيرها، بالصبغة الطائفية، من خلال ربطها بالصراع الذي حدث بين الصحابة رضوان الله عليهم، على أساس سنة وشيعة.
وفي هذا السياق، قال عبد الملك الحوثي، إن الإمام علي استُهدف بمكيدة ومؤامرة من بني أمية، زاعما أن بني أمية، هم امتداد لحركة النفاق التي كان لها نشاطها المبكر في كل مراحل الإسلام حتى في عصر النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف الحوثي، إن بني أمية اتجهوا لاستهداف الإمام علي وإلى التخلص منه باعتباره كان يشكل الضمانة الأكيدة للحفاظ على دين الأمة واستقامتها، ويشكل الامتداد الحقيقي للدين المحمدي الحقيقي النقي، حسب قوله.
وزعم أن بني أمية اتجهوا إلى استهداف الإمام علي، ليتمكنوا من الوصول إلى الإمساك بشئون الأمة والاستئثار بمصالح الأمة، وهذه الكارثة امتدت آثارها إلى اليوم.
وقال بأن استهداف الإمام علي من قبل بني أمية، كانت ضربة قوية للإسلام، لأنها عطلت المشروع الإسلامي حسب زعمه، مشيرا إلى أن بني أمية، اتجهوا إلى هذا الدين، وبدلا من إلغاء الاسلام، اتجهوا إلى الإفساد في دين الامة من خلال تحريف المفاهيم واستبدالها بمفاهيم جديدة تتأقلم ومطامح ما وصفها ب"سلطة حركة النفاق الأموية"، وتفريغ نصوص الاسلام من مدلولاتها.
إسرائيل وأمريكا كان لها أيضا، حضور في ربط زعيم الحوثيين، بين صراعات الحاضر والماضي، ومحاولته صبغ الأحداث بصبغة الصراع الديني، حيث قال: "أسلوب ثالث من أساليب التحريف الخطيرة وهو تحريف النص عن مواضعه، مثلا عندما تقرأ آيات الجهاد يحرك المغفلون في خدمة امريكا وإسرائيل، في ضرب المحقين وضرب الأمة"، حسب زعمه.
وأشار إلى أن هناك جانب آخر من إفساد الدين من قبل بني أمية، ألا وهو الأخلاق والقيم، لافتا إلى أنهم صنعوا فجوة بين الأجيال وبين الإسلام.
وأضاف عبد الملك الحوثي: "من أسس هذه الفجوة، بلا شك النصيب الأكبر في تأسيس هذا لبني امية، واليوم ما تعانيه الأمة في الفجوة الأخلاقية والقيمية ليس نتاج عصرنا بل امتداد لقرون من الزمن".
واستطرد في تحميل بني أمية، تبعات الأحداث طيلة القرون الماضية وحتى اليوم، حيث قال: "أسس الأمويون للاستعباد والاستبداد، وجعلوا الناس خولا خدما لهم ينفذون لهم ما يشاءون لهم، وجعلوها أمة تأتمر بأمر السلطان الظالم مدجنة للطغاة والظالمين"، حسب زعمه.
وقال: "اليوم علي عليه السلام وهو الإمتداد الإيماني الذي يفضح حركة النفاق التي تستطيع أن تتماهى مع كل الرموز مثل بني أمية لكنها لا تستطيع أن تنسجم مع الامام علي"، حد قوله.
وأضاف زعيم الحوثيين: "معظم الانظمة المستبدة في واقعنا اليوم هي امتداد لبني أمية"، مشيرا إلى أنهم ينسجمون مع أعداء الأمة ويتخذونهم أولياء، فيعملون معهم فيما يضربون به الأمة ويستهدفونها بكل أطيافها".
وقال: "نحن نجد بعض الأنظمة التي تنتمي إلى حركة النفاق تتحالف مع اسرائيل وتجعل من مكونات إسلامية العدو الرئيسي وهذه هي حالة نفاق بالتأكيد"، حسب وصفه.
وفيما يتعلق بالسلام والمشاورات، قال زعيم الحوثيين، إنهم بقدر استعدادهم للسلام، فإن لديهم جهوزية دائمة لمواجهة ما وصفها بمؤامرات العدوان.
ودعا زعيم الحوثيين، الشعب، إلى الحذر، والشباب إلى التوجه إلى الجبهات للقتال، مشيرا إلى أنه بصلة جماعته بالإمام علي، ستواجه التحديات والأخطار مهما عظمت.
وقال بأن الحلول ممكنه، وأن جماعته قدمت الكثير من المخارج، مضيفا: "إذا أرادوا الحل فنحن جاهزون، وإذا أرادوا الاستمرار في المواجهة فنحن جاهزون، وبقدر استعدادنا للسلام بقدر استعدادنا للمواجهة".
