كشفت مصادر مطلعة في محافظة الحديدة ، بأن عدد من قيادة الحوثيين لا تزال تدفع بالعشرات المجندين الى معسكرات الشرعية ، ضمن سياسة لعبة المصالح التي تعصف بطرفي الانقلاب ، والتأقلم مع اي وضع جديد يتشكل بعد التحرير والحسم العسكري. وأضافت مصادر خاصة لشبكة "الحطامي عاجل" بأن القيادي في مليشيا الحوثي والمخلوع محمد عياش قحيم والمعين وكيلا للمحافظة من قبل الانقلابيين الحوثيين ، جند العشرات لصالح معسكرات الشرعية - تحتفظ الشبكة باسماء العشرات منهم - وكان القحيم بدأ منذ وقت مبكر في التعاطي مع المتغيرات المتسارعة على الارض. وكتب في صفحته بالفيس في اكثر من مناسبة ، بأنه على استعداد لتغيير شريحته الثانية في اشارة الى امكانية تغيير وجهته وقناعاته في حال تمكنت الشرعية الاقتراب من تحرير الحديدة. وتضييف هذه المصادر بأن القحيم يردد في مجالس القات بأنه حان وقت اسقاط المخلوع ، رغم انه كان احد ادواته في الحديدة ، وازداد هذا التنسيق بعد نزول صالح الصماد الى الحديدة ، ليرجح كفة العميد حسن الهيج المحافظ المعين من الانقلاب والمحسوب على تيار المخلوع ونزول الصماد للحديدة في الايام الماضية لتثبيت الهيج بعد ان كاد المحسوبون على جماعة الحوثي على وشك الاطاحة به. وتزعم تلك الحملة محمد عياش القحيم وآخرين الذين هاجموا الهيج علانية في صفحاتهم واتهموه بتهم شتى منها عدم قدرته على ادارة المحافظة وغيرها ، الامر الذي دفع بالمخلوع صالح ارسال الصماد ليعزز بقاء الهيج باعتباره احد ادواته في المحافظة وقد ظهرا الصماد والهيج سويا في بالمحافظة، دون حضور تيار جماعة الحوثي ومن ضمنهم مشرف المليشيا بالمحافظة ابو خرفشه والوكلاء المعينين من قبله ، وكان شرخ العلاقة جليا للجميع. وبدا الهيج ملازما للصماد في كافة تحركاته ، بل ومتحمسا لها لدرجة هتافة كلنا جنودك يا صماد ، لدى حضوره مراسيم افتتاح محول كهربائي في محافظة تغرق في الظلام ، وحينها عرف الجميع ان تواجد الصماد لم يكن الا لتعزيز تواجد الهيج وحضوره في المحافظة ممثلا لتيار المخلوع. المصادر ذاتها اكدت ان محمد عياش قحيم ومعه عدد من قيادة المتحوثيين ، ازداد تنسيقهم مع بعض الجهات في عدن والتي تحشد للالوية العسكرية في الشرعية ، في محاولة منه توجيه رسائل قوية للمخلوع ، بأنهم مستعدون الذهاب بعيدا في حال استمر في فرض اجندته الخاصة بعيدا عن حلفائه الحوثيين في الانقلاب، اتساع دائرة الخلاف هذه والتشضي في تقاطع المصالح، ومحاولات كل جهة اثبات حضورها في تعيينات وتوضيف انصار كل طرف مقربيه، وتسابقهم المحموم في فرض مسؤولين كلا لحساب اجندته واطرافه لاشك انها تدفع باحد الاطراف باتخاد خطوات نكاية بالطرف الاخر حتى ولو امتد ذلك الى التنسيق مع الشرعية، الخصم اللذوذ لطرفي الانقلاب. هذا التقاطع في المصالح ، والخلافات بين اطراف سلطة الامر الواقع الانقلابية ، ليس الا انعكاسا طبيعيا لفداحة وعمق الشرخ في جدار الانقلاب الذي يزداد تصدعا وتداعيا من اعلى سلطات الانقلاب، وحتى لجانه الميدانية والتي اقتتلت فيما بينها في عدد من المحافظات التي لا تزال ترسف تحت اغلال الانقلابيين. وكانت محافظة الحديدة اكثرها دموية وصراعا بين طرفي الانقلاب ، تجلى ذلك في عمليات اقتتال وحتى سجن عناصر محسوبة على طرف دون الطرف الآخر ، كما حدث في مديريات الزهرة القناوص الزيدية بيت الفقيهباجل المنصورية زبيد الخوخة وغيرها من المديريات التي شهدت اقتتالا بين طرفي انصار ولجان الانقلابيين وقياداتهم الوسطية . حين حصلت على اسماء بعض من تم الدفع بهم الى معسكرات تدريب داخل الشرعية ، سألت هذه المصادر المتحوثة ، عما اذا كان هناك محاولات اختراق لمعسكرات تدريب الشرعية تلك التي في ارتيريا او مناطق سيطرت الشرعية في الداخل ، كان الرد بأن هؤلاء يبحثون عن منقذ ومخرج بعد ان ضاق الخناق بالانقلابيين، لاثبات حسن النيه مقدما لجهة الشرعية ، وهو ما يضع سؤال عريضا ، ماذا يعني تجنيد بعض قادة مليشيا الحوثي والمخلوع لأفراد من تهامة والحاقهم بمعسكرات الشرعية ، والتواصل السري مع قيادة المقاومة والقوات المسلحة والحكومة الشرعية ؟ أهو محاولة اختراق ام تنسيق ؟ .