سبق الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح خلفه عبدربه منصور هادي بتهنئة رئيسين في أوروبا بمناسبة فوزهما في الانتخابات الرئاسية في بلديهما هما الفرنسي فرانسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين . وفيما جاءت تهنئة هادي إلى هولاند مقتضبة لا تزيد على سطرين، أسهب صالح في التهنئة والتمنيات، حيث تمنى “تطور العلاقات بين حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي الفرنسي خلال المرحلة المقبلة والاستفادة من تجارب الحزبين في البلدين الصديقين”، كما اعتبر أن “عودة الاشتراكيين إلى السلطة في فرنسا تؤكد مدى حاجة ليس فرنسا وحدها وإنما دول الاتحاد الأوروبي لمراجعة أدائها السياسي” . ولا يترك صالح مناسبة فوز رئيس جديد في أي بلاد في العالم أو عيد وطني إلا وأرسل برقية تهنئة، كما لا يترك مناسبة وفاة في الداخل اليمني إلا وأرسل برقيات تعاز، تماماً كما كان الحال أثناء رئاسته للبلاد . بالرغم من توقيع علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية والتي تمخضت عن إجراءات انتقالية من أبرزها انتخاب عبد ربه منصور هادي في 21 فبراير/شباط الماضي رئيسا جديدا لليمن, إلا أن المراقبين يرون أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لم يرفع الراية البيضاء ولا زال يسعى جاهدا بشتى الوسائل للإبقاء على موطئ قدم في المشهد السياسي والإعلامي اليمني من خلال رئاسته لحزب المؤتمر الشعبي العام. ويرى محللون وخبراء أن بقاء صالح في السلطة 34 عاما وهي أطول فترة لحاكم يمني منذ قرون لا زالت تلقي بظلالها على تصرفات الرئيس اليمني السابق الذي أجبرته الضغوط الإقليمية والدولية على ترك السلطة مع منحه خروجا مشرفا عبر صناديق الاقتراع وهو ما لم ينله نظراؤه من الزعماء العرب الذين أطاح بهم الربيع العربي.