صرح السفير البريطاني لدى اليمن «سيمون شركلف» بأن ملامح الخطة الأممية الجديدة لحل الأزمة اليمنية لم تتغير كثيرا عن نتائج محادثات الكويت ولا خطة الوزير الأمريكي السابق «جون كيري». ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن «شركلف» قوله: «النقطة الأساسية هي أن هناك تنازلات سياسية يجب أن تتم عبر الحكومة الشرعية، مقابل تنازلات عسكرية من الحوثيين وصالح، وولد الشيخ يحاول ترتيب التزامن والتراتبية في تطبيق هذه الخطة». وشدد على أن بريطانيا تدعم حق السعودية الكامل في الدفاع عن نفسها وعن أراضيها ومواطنيها، قائلا: «السعودية واليمن بينهما روابط كبيرة جغرافيا وتاريخيا، ويعيشون لقرون بجوار بعض وسيعيشون لقرون قادمة، ولذلك مستقبل العلاقة بين الدولتين يجب أن يبنى على علاقات جيدة واحترام متبادل». وأكد السفير البريطاني أن هناك تساؤلات بشأن عمليات تهريب السلاح عبر ميناء الحديدة الحيوي الواقع على ساحل البحر الأحمر (غرب اليمن)، مطالبا بسرعة معالجة هذه المخاوف في أقرب وقت ممكن. وعبر «شركلف» الذي التقى الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» قبل أيام، عن القلق البالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن استمرار إيران في تهريب السلاح إلى اليمن، مشيرا إلى أن ذلك مخالف لقرار «مجلس الأمن» 2216. أوضح «شركلف» أن بريطانيا مهتمة كثيرا بسماع وجهات نظر الرئيس «هادي» حول الأوضاع السياسية والعسكرية في الداخل اليمني، وكذلك الاطلاع على ملاحظاته بشأن خطة المبعوث الأممي «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» الجديدة. وقال: «إن بريطانيا كعضو في مجلس الأمن، عقدنا جولتين من المفاوضات عن اليمن في نيويورك، والأربعاء المقبل سيقدم المبعوث الأممي ولد الشيخ إحاطة جديدة إلى مجلس الأمن عن الوضع في اليمن، ومن خلال الخماسية نبحث إيجاد آلية دولية لدعم جهود مبعوث الأممالمتحدة، وبرأيي أن دورا أكبر يمكننا عمله مع جيران اليمن خصوصا السعودية والإمارات وعمان، ونستطيع القيام بعمل دبلوماسي قوي لحث الأطراف المختلفة على الجلوس مع بعض وتقريب وجهات النظر بينهم». وفي سياق متصل، أكد السفير البريطاني أن الوضع الإنساني في اليمن سيئ جدا، وبريطانيا كما الأطراف الأخرى تشعر بقلق لتدهور الوضع الإنساني، مطالبا السماح بدخول المساعدات الإنسانية ووصولها إلى مستحقيها. وأضاف: «نقوم بحشد الأصوات لدعم جهود الأممالمتحدة في هذا الإطار، ودعمنا آلية الأممالمتحدة للتحقق من السفن القادمة لليمن، بغرض تسهيل وصول الشحنات الإنسانية، في ظل وجود تساؤلات مشروعة خصوصا فيما يتعلق بتهريب السلاح عبر ميناء الحديدة، ولا بد علينا من معالجة هذه المخاوف بأسرع وقت ممكن، والأممالمتحدة جزء من هذه العملية، وآلية الأممالمتحدة في التحقيق والإشراف». ولفت «شركلف» إلى صعوبة تسليم ميناء الحديدةل«الأممالمتحدة» كما طلب «التحالف العربي» والحكومة اليمنية لمنع التهريب، قائلا: «الأمر ليس بتلك السهولة، المنطقة فيها نزاع ومن أجل أن تدير الأممالمتحدة ميناء الحديدة الأمر يحتاج إلى قرار دولي وقوات حفظ سلام دولية، وهذا يستغرق وقتا طويلا». يشار إلى أن «شركلف» شغل منصب سفير بريطانيا لدى اليمن حديثا، وقام بزيارة اليمن 4 مرات خلال الفترة بين 2012 و2013، معترفا أن تحديات كثيرة تنتظره في هذا البلد المعقد، وهو ما جعله يستعد لها بقراءة كتاب «سافر إلى بلد القاموس»، على حد تعبيره.
