بلد لا نحكمه، نحرقه. هذا ما تقوله ألسنة الحرائق في مصر الآن بعد أن قالته ألسنة الإخوان مراراً وتكراراً على شاشات التلفزة قبل فض اعتصام رابعة العدوية . فض إعتصامات الإخوان كان عملا خاطئا بالتأكيد لأنه كان غارقاً بدم المعتصمين أيا كانت شواهد وأدلة حضور العنف كمسار مواز للاعتصامات السلمية، لكن هذا الخطأ لا يبرر أخطاء الإخوان المشتعلة الآن نيرانا وعنفا وترهيبا للشعب والوطن المصري، لأن الخطأ لا يبرر خطأ ويجعله صواباً أو مقبولاً إلا في عقول الخاطئين (على العكس، قد تبرر أخطاء الإخوان المشتعلة بقوة في منشآت وحياة مصر خطأ الحكومة في فض إعتصاماتهم بالقوة). لقد بات من الواضح الآن أن المواجهة في مصر انتقلت نهائيا من الصراع السياسي والإحتجاج إلسلمي إلى العنف والإرهاب، والدولة المصرية باتت اليوم في وضع الدفاع عن نفسها. لا أحد يعرف كيف ستنتهي الأمور، لكن الإخوان لن يحرقوا بنيرانهم هذه مستقبل مصر، بل سيحرقون مستقبلهم كله. علينا أن نخشى من أن الإخوان افتتحوا فصلا عنيفا وداميا في تاريخ مصر والعالم العربي ويعتزمون المُضِي قدماً فيه، لكنهم لن يغادروا هذا الفصل لأنه على الأرجح سيكون قبرهم.