بدأت اليوم السبت وحدات من الجيش والأمن وأجهزة الشرطة تنفيذ قرار اللجنة الأمنية العليا الخاص بمنع دخول أي قطع سلاح إلى أمانة العاصمة وعواصم المحافظات أو التجول به ودونما استثناء وفق ما اتخذته اللجنة في اجتماعها الخميس عقب حادثة اغتيال العقيد في الأمن السياسي عبد الرحمن الشامي وسط العاصمة. قرار الأمنية العليا شمل إلى جانب السلاح السيارات والدراجات النارية المخالفة لقواعد وقانون المرور، حيث شكلت السيارات والدراجات النارية غير المرقمة الوسيلة الأكثر أمانا لتنقل المسلحين وتنفيذ عملياتهم الإجرامية في وضح النهار في صنعاءوتعز وعدن وحضرموت ولحج وشبوة وذمار منذ مطلع العام الجاري 2013 مودية بحياة أكثر من 128 ضابطا أمنيا وعسكريا من مختلف الرتب العسكرية. قرار الأمنية العليا الذي يدخل اليوم حيز التنفيذ بعد مضى 48 ساعة على صدوره لم يكن خاليا من الثغرات، فعلى الرغم من القرار ذاته لم يصل حتى مساء الجمعة إلى نقاط ودوريات الانتشار الأمني داخل أمانة العاصمة بحسب ما أكده ل "اليمن اليوم " ضباط وأفراد عدد من النقاط الممتدة على امتداد عدد من شوارع أمانة العاصمة عند قيام الصحيفة بتقصي سريان القرارات والأوامر والتوجيهات الأمنية داخل أمانة العاصمة وحدها، القرار –على حد قول الجنود وضباطهم- الذي استمعوا لمضمونه عبر وسائل الإعلام الرسمية استثنى حمل الأسلحة المرخصة من قبل وزير الداخلية نفسه، مبينين أنه وعند الحديث عن التراخيص الممنوحة بحمل السلاح الصادرة من وزير الداخلية على مستوى أمانة العاصمة وحدها فإننا لن نتعرض لنحو 40 ألف مسلح لديهم تراخيص سارية المفعول وهؤلاء لا يحملون المسدسات وإنما يسيرون على أطقم مدنية ويحملون المعدلات والبنادق والرشاشات الآلية. غير تلك اللإشكالية التي تضع قرار اللجنة الأمنية العليا في مهب الرياح، كشفت العديد من الأحداث الأخيرة التي حصلت خلال أيام عيد الأضحى أن آلاف المسلحين المرافقين لشخصيات حزبية وقبلية هم من المجندين الجدد الذين جندتهم وزارة الداخلية والبالغ عددهم نحو 30 ألف مجند ووزعتهم على إدارات الأمن العام في مختلف المحافظات. أكد ذلك حادثة اشتباك مسلحين يتبعون القيادي في حزب الإصلاح الشيخ حمود سعيد المخلافي بمحافظة تعز مع نقطة أمنية يوم عيد الأضحى، حيث قتل مسلح وجرح ستة آخرون من أتباع المخلافي تبين لاحقا أنهم جميعا من مجندي وزارة الداخلية الموزعين على إدارة أمن محافظة تعز والذين تم تجنيدهم على أساس حزبي ومناطقي.