كشف السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، تفاصيل إخراج نائب الرئيس الفريق علي محسن صالح من العاصمة صنعاء عند اقتحامها من قبل الحوثيين في 21 سبتمبر 2014م. وقال آل جابر في مقابلة على قناة ام بي سي، ضمن برنامج من الصفر " في يوم 21 سبتمبر بدأ الحثيون اقتحام صنعاء، وفي تمام الساعة 4 عصر اتصل اللواء علي محسن "مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة" حينها، وقال أنا عند الرئيس وسآتي إليك. فتوقعت أنه يحمل رسالة من الرئيس اليمني.
وأضاف آل جابر الذي كان يشغل ملحقا عسكريا في سفارة السعودية في اليمن "فبلغت البوابات بإدخال اللواء علي محسن دون أي تفتيش فدخل علي محسن عند البوابة ووديته الضيافة فحكا لي عن الوضع، وبعد عدة دقائق قال يا أخ محمد أنا عشان أوقف الدماء وأن لاتتحول اليمن إلى حرب أهلية، أنا اليوم جيت في وجه الله ثم في وجه الملك عبدالله، فقلت له أنت جيتنا ضيف ومنتظر التوجيه من القيادة وأبشر بالخير".
وتابع "فقمت بخطوات سريعة في ذلك الوقت.. خرجت من الاجتماع فورا وأجريت اتصال بالأمير سعود الفيصل، كان وزير الخارجية وقلت له الحكاية والرجل يقول في وجه الله ثم في وجه الملك عبدالله، فقال أكرم ضيفك وضيفنا".
وواصل السفير السعودي لدى اليمن سرد القصة قائلا "عدت إلى علي محسن وقلت ارتاحوا وسحبت منهم جوالاتهم.. وقلت لهم أنتم الآن في ضيافتنا وفي حكمنا، فضروري تتعاونوا معنا وجوال الضيف في حكم المضيف لسلامتكم وسلامتنا وسلامة السفارة".
ولفت على أنه بعد 5 إلى 10 دقائق جاء اتصال من الأمير سعود الفيصل أن الملك عبدالله يبلغك السلام ويبلغ علي محسن السلام ويقلك علي محسن في الوجه وانتبه لوجه الملك عبدالله.
وأضاف "ففكرت كيف نخفي وجود علي محسن في السفارة لأن الحوثيين وعلي صالح إذا عرفوا أن علي محسن عندي سيقتحمون السفارة بحجة البحث عنه، وأنكم صرتوا جزءا من المعركة".
وكشف آل جابر أنه وضع خطة سريعة وعاجلة آنذاك، وقرر إخراج عربات ومصفحات علي محسن خارج السفارة للإيهام بأنه زار السفارة وخرج.
يواصل آل جابر حديثه " قلت لعلي محسن من تثق فيهم فأعطاني السائق ومرافق له، فأخذت قبعة علي محسن ولبسته إياها، وقربت السيارة إلى عنده، وكلفته بمغادرة السفارة، وبلغت الحراس أنه بمجرد ما يمر عليكم قولوا له مع السلامة يا فندم شكرا للزيارة، فخرجت جميع السيارات حق علي محسن ولم يبق إلا علي محسن وتسعة من مرافقيه".
وتابع "بعد خروج جميع السيارات بلغت مسؤول الأمن الدبولماسي أنه يجمع كافة الموظفين غير السعوديين في السفارة ويسلموهم جوالاتهم وأن عليهم الخروج، ثم القسم والقائم بالأعمال أن يبلغوهم ثلاث معلومات أن علي مسحن غادر الحديدة، وقسم يشعروا بانه غادر إلى تعز وآخرين أنه غادر إلى مأرب.
وقال آل جابر، نجت الخطة وانتشر في السوشال ميديا أن علي مسحن خرج من السفارة وغادر الحديدة أو ماربوتعز هذا الجزء الأول من الخطة، أما المرحلة الثانية هو كيف نخرجه من صنعاء، لأنه بدأ يدخل الليل والحوثين اقتربو امن دار الرئاسة وميدان السبعين .. وتواصلت مع الرئيس أن خادم الحرمين قال علي مسحن في وجهه. وطلبت منه سيارات مدرعة لأنه الميلشيا لو شافوها سيشتبكون مع من بداخلها.، فنقلته من السفارة إلى دار الرئاسة.
وأوضح أنه في الأثناء بلغ السفارة بخفيف الحماية والإجراءات الأمنية وإذا أي أحد سيدخل السفارة الأمر عادي.
يقول آل جابر الذي كان يتحدث لقناة ام بي سي "لما رحت دار الرئاسة دخلنا عند الرئيس فطلبنا طائرة هيلوكبتر فقالوا ما تقلع في الليل.. وأنا ما دري هل المعلومة صحيحة أم لا، فتواصلت مع شخص في القوات الجوية، أعرفه وهو من قبيلة محترمة، فقتل أنا في دار الرئاسة فطلبنا طائرة قالوا ماتجي في الليل، وقلت له معي عائلي وأولادي الستة للتمويه فقال عائلتك عائلتنا، وأبشر الفجر ساعة 6 واطلعلك الطائرة.
يشير السفير السعودي إلى أنه عند تمام الساعة 6 فجرا حاول الرجل استخدام طائرة من القاعدة الجوية بصنعاء فرفض الحوثيون، فاستعان بأخرى من قاعدة العند، وعند الساعة 9 وربع وهبطت في دار الرئاسة.
ويضيف "دخلت الطائرة تأكدت من اسم الطيار إنه مش موالي لعلي صالح أو الحوثيين، وطلعت علي محسن ومرافقيه، وأول ماقلعت الطائرة شعرت بفرحة كبير لم تكتمل إلا لما علمت أنه وصل إلى جازان.