سرد القائم بأعمال وزير الدفاع الفريق محمد المقدشي عدداً من الروايات التي لم تحكى من مشاهد في معركة الجيش الوطني والحوثيين. المقدشي سرد قصة تحرير منطقة سوق قانية بالبيضاء فقال: سأضرب لكم مثالاً وشاهداً حياً من أرض المعركة على عمق إخلاص جنود الجيش الوطني.. في معركة تحرير قانية بالبيضاء والله ان أغلب الجنود الذين أصيبوا وتم اسعافهم للمستشفى كانوا بلا بيادات (أحذية عسكرية) ولاحقوا الحوثيين حفاة الأقدام فتعورت أقدامهم في الجبال والطريق الوعرة. ولم يغفل المقدشي عن قضية تواجد قوات طارق محمد صالح، حليف اليوم وعدو الأمس ضمن قوام الجيش المشارك في عمليات تحرير الساحل الغربي، فقال: أما فيما يتعلق بطارق وقواته فلا شيء يمكن أن نقوله بهذا الصدد سوى أمر واحد، أن ما يجمعنا معه هو اعترافه بالشرعية كسلطة دستورية حاكمة، أما أية خلافات سابقة معه فقد طويت مرحلتها، وبات الهدف الجامع بيننا هو محاربة المشروع الفارسي في اليمن (جماعة الحوثي). كما طالب المقدشي من الصحفيين والإعلاميين الانتباه بشكل أكبر تجاه خطابهم عن الجيش الوطني. المقدشي في جلسة حوار مستفيضة مع عدد من الإعلاميين سرد بدايات تشكل الجيش الوطني، والأجواء العراقيل والصعوبات التي رافقت عملية إعادة بناء الجيش، ليصير الى ما صار عليه اليوم. وقال المقدشي: على الإعلاميين والصحفيين تحمل مسئولياتهم تجاه جيش بلادهم فهو يقوم بتضحيات جسيمة، وليس من يعرف كمن لا يعرف. أضاف: يحدث أن يقوم بعض الموتورين بشن حملات وافتراءات كاذبة بحق قادة الجيش ورموزه، وقد تلاقي بعض تلك المزاعم رواجاً وتصديقاً في منصات التواصل، وهو ما يؤثر سلباً على معنويات الجنود، وليست الفرية التي تعرض لها الشهيد اللواء الركن حميد التويتي عنكم ببعيد. وتابع قائلاً: الجيش الوطني أنشئ وتكون في ظروف بالغة التعقيد، فلا يخفاكم شحة الموارد والإمكانات المادية اللازمة لبناء جيش متمكن.. التحالف والسعودية بالذات دعموا في هذا الجانب وقدموا الكثير.. لكن لا يزال الاحتياج قائم ولا تزال الموارد قليلة مقارنة بحجم الاحتياج، فهذا جيش دولة. عملية إعادة تأسيس الجيش من نقطة الصفر لم تكن سهلة وليست نزهة، بل بذلنا فيها المتاعب وواجهنا المشقات الكبيرة.. ابتدأت بكتيبة واحدة وهي كتيبة الفتح، ثم تطورنا تدريجيا حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه، وبإمكانات ضئيلة، مقارنة بالموازنة التي كانت موضوعة للجيش اليمني أثناء حكم النظام السابق، حيث كان يخصص له مليارات الدولارات كموازنة سنوية. صنعاء لوحدها كان بها أكثر من ألف دبابة. مضيفاً: لذا نطلب من الاعلاميين والصحفيين أن يراعوا الله والوطن في جيش بلادهم.. فهذا الجيش هو جيش اليمن، تشكل من كافة مناطق اليمن ومن مختلف المشارب والمذاهب السياسية.. الاشتراكي والمؤتمري والإصلاحي والناصري ومختلف التيارات الحزبية يتواجدون ضمن قوام الجيش. كما أن التعيينات القائمة في الجيش ليست قائمة على الحزبية أو المناطقية على الإطلاق.. التعيين قائم على الكفاءة والأحقية. المقدشي قال أيضا: نحن قمنا ونقوم منذ 3 سنوات وحتى الآن بإعادة تشكيل وبناء الجيش الوطني.. لا نقول تأسيس، فمن قام بتأسيس الجيش هم ثوار 26 سبتمبر العظماء. واستشهد في مسيرة البناء عدد من القادة منهم الشدادي وجعفر واليافعي وغيرهم الكثير. وزاد: ان من أحد رموز بناء الجيش هو الشهيد احمد غالب الاباره ..هذا الرجل الذي نزل وقاتل في مارب ومن ثم جاء معنا و بدأنا معه بإعادة بناء الجيش . حيث حشد عدد كبير من ابناء ريمه .. بالإضافة الى ابناء تعز واب.. هذه المحافظات كان لها السبق في تشكيل نواة الجيش بالذات وهذه المحافظة لها الاغلبية. وأضاف: ثم لا يوجد أي جيش في العالم يصبر على عدم صرف المرتبات لأربعة أو خمسة أشهر، إلا الجيش الوطني، والسبب يكمن في أنه يحمل قضية وطنية ويعرف أن واجبه يحتم عليه التضحية بالغالي والنفيس في سبسيل تحقيق الهدف الوطني المنشود لليمنيين. مؤكداً: بدأنا من الصفر ولم تشغلنا توافر الامكانيات والدعم لأننا نحمل قضية الكرامة.. كل شيء يعوض ويستعاد الا الكرامة.