مجدداً، عادت مليشيا الحوثي الإرهابية لاستخدام الدين لخدمة مشروعها الظلامي.. ولكن هذه المرة من أجل الزج بالأطفال والشباب في حربها العبثية. ونشرت وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين خبراً، الاثنين 11 يونيو / حزيران 2018، قالت فيه إن ما تسمى "وحدة الثقافة القرآنية بأمانة العاصمة (التابعة لمليشيا الحوثي) نظمت اليوم بالجامع الكبير بصنعاء حفلا تكريميا ل90 من حفظة القرآن الكريم والمبرزين للفصل الدراسي الثاني لعام 1439م بمديريات الأمانة بالتعاون مع أمانة العاصمة ووزارة الأوقاف والإرشاد". وأكد المدعو طه المتوكل، وزير الصحة التابع للمليشيا خلال الحفل، على أهمية إنشاء جيل الحاضر وجيل المستقبل وتسليحه بالقرآن الكريم، يستمد منه قوته وجهاده ضد ما أسماه "العدوان". ودعا خلال حديثه "كافة الآباء والأمهات إلى إرسال أبنائهم للالتحاق بإدارات الحلقات القرآنية في مختلف مديريات الأمانة والمحافظات بهدف تعلم كتاب الله واستلهام وتدبر معانيه وأحكامه" - حد قوله. كما دعا المدعو حمود عباد أمين العاصمة الموالي للمليشيات خلال كلمة ألقاها في الحفل، الشباب والنشء إلى أهمية التسلح بالقرآن في مواجهة ما وصفه "العدوان والتصدي لقوى العدو"، مؤكداً على "أهمية وعي الآباء في ضم أبنائهم لحلقات القرآن" - في إشارة الى حلقات القرآن والدورات الثقافية التي تنفذها مليشيا الحوثي في أغلب مساجد العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها. وشدد المدعو شمس الدين شرف الدين، رئيس رابطة علماء اليمن التي أنشأها الحوثيون، خلال كلمته، على ضرورة الاهتمام بحفظة القرآن الكريم وتشجيع وتوسيع حلقات حفظ القرآن بما يضمن تعزيز ثقافة القرآن النشء والشباب - في إشارة الى حلقات تحفيظ القرآن والدروس والدورات الثقافية التي تقيمها المليشيا عبر تدريسها في المساجد لكتب وملازم الصريع حسين الحوثي وزعيم المليشيا عبد الملك الحوثي. وتسعى مليشيا الحوثي عبر إقامتها حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد لبث سموم أفكارها المتطرفة في عقول الأطفال والشباب الملتحقين بها لغرس ثقافة الكراهية والموت تحت مزاعم "الجهاد" والزج بهم لمواجهة من وصفتهم ب"المنافقين" و"الدواعش" و"مرتزقة العدوان" في جبهات القتال وخاصة جبهة الساحل الغربي - الحديدة والتي تعاني فيها من انهيارات كبيرة أوقعت في صفوفها مئات القتلى والجرحى وكبدتها خسائر فادحة في العتاد العسكري. ومنذ مطلع العام الجاري، دشنت مليشيا الحوثي دورات تعبوية طائفية مغلقة أطلقت عليها "ثقافية" للمواطنين وموظفي الدولة بشقيهم العسكري / المدني في بدرومات ومساجد وأماكن سرية في المناطق الخاضعة لسيطرتها تروج للفكر الحوثي الضال وتعمل فيها على تحريف الآيات والنصوص القرآنية وتأويلها لتحقيق أهداف مشروعها الإجرامي والبقاء في سدة الحكم ولو على جثث كل اليمنيين. وتستمر الدورة التي تنفذها المليشيات للأفراد عدة أيام على أيدي مشرفين ثقافيين تابعين لها، ويتم خلالها إخضاع الأفراد لمحاضرات تحرض على العنف والعنصرية والعداء ضد أبناء الشعب اليمني ومن تصفهم المليشيا ب"المنافقين" و"المرتزقة" الذين لم ينضموا إليها ولايوالون قائدها، ويكثف مشرفو المليشيا الدروس وبث "سيديهات فيديو" على شاشات تلفاز لمشاهدة محاضرات رمضانية يلقيها زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي تحث على الجهاد تسعى جاهدة لغسيل أدمغة الأفراد المتلقين والدفع بهم بعد ذلك إلى القتال في صفوفها واستخدامهم لتنفيذ مشاريعها العدائية. الجدير بالذكر، أن العائدين من الدورات الثقافية التضليلة التي تقيمها مليشيا الحوثي، يرجعون حاملين الحقد والكراهية وشعار القتل والموت لكل من يعادي الجماعة أو يرفض فكرها وأعمالها؛ بسبب الشحن الطائفي الذي يتلقونه. وكانت أقدمت مليشيا الحوثي منذ بدء شهر رمضان على منع صلاتي التراويح والقيام وإغلاق مكبرات الصوت في عدد من المساجد التي تحتلها في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها واعتقلت العشرات من أئمة المساجد بذريعة مخالفتهم ذلك. وكانت أصدرت ميليشيا الحوثي عبر وزارة الأوقاف والإرشاد الخاضعة لسيطرتها تعميما إلى أئمة وخطباء المساجد بالالتزام بخطب الجمعة المعدة من قبلها وتدعو من خلالها المواطنين والشباب والأطفال للانضمام والالتحاق في صفوف من تصفهم ب"الجيش واللجان الشعبية" والتوجه لساحات القتال للتصدي لمن تطلق عليهم "التكفيريين، منافقي العدوان" في إشارة إلى قوات المقاومة والقوات الحكومية المناهضة لها. الجدير بالإشارة أن مليشيا الحوثي استبدلت، بالقوة، خطباء أغلب المساجد في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها بخطباء من الموالين لها.