تناولت الصحف العربية الصادرة امس السبت، بالخصوص ملف الأزمة السورية،إلى جانب تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا واليمن ،والقضية الفلسطينية. فتحت عنوان"النظام السوري يرفض إجراء محادثات مع المعارضة في موسكو"،أأشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى إعلان الأممالمتحدة أمس عن تأجيل إعلان النتائج النهائية للتحقيق الدولي بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية, وذلك للمرة الثانية,إلى الثالث عشر من الشهر المقبل. وأضافت أن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة لم يقدم أي تفسيرات عن أسباب التأجيل الثاني لإعلان تقرير نتائج التحقيقات, الذي يشرف على إعداده السويسري آكي سيلستروم, والذي كان أحد كبار أعضاء فرق التفتيش على أسلحة العراق إبان حقبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وذكرت الصحيفة بأن الأممالمتحدة حددت مطلع الشهر الحالي موعدا نهائيا للكشف عن نتائج التحقيقات,إلا أنه تم تأجيل الموعد،مبرزة أن المتحدث الرسمي للأمين العام لم يوضح حتى الآن أسباب عدم توجه المحققين الدوليين في سورية إلى بلدة خان العسل للÜتأكد من صحة اتهامات الحكومة السورية للجماعات المسلحة بقصف خان العسل بالسلاح الكيماوي في شهر مارس الماضي.
وبخصوص الوضع الأمني في ليبيا ، كتبت صحيفة "الأهرام" أن رضوي عاشوري الناطقة الرسمية باسم بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا ، أكدت موافقة مجلس الأمن الدولي على طلب بان كي مون, الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال فريق مكون من235 عنصرا إلى طرابلس لحماية بعثة الأممالمتحدة ومقرها.
ونقلت عن عاشوري تصريحها أمس بأن مهام الفريق تنحصر في حماية مباني المكاتب والإقامة لمجموعة العاملين في بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا،على ألا يتجاوز نطاق عمله أسوار المقر الذي تقع فيه، موضحة أن السلطات الليبية قد جرى إعلامها بالتدبير الذي ناقشه مجلس الأمن على أن ترسل الأممالمتحدة كتابا رسميا, لإطلاع السلطات الليبية بكل الترتيبات اللازمة, طالبة الموافقة حسب الأنظمة والأعراف الدولية على حد تعبيرها.
أما جريدة"الأخبار" فتطرقت من جانبها إلى اتفاق جنيف بين إيران ومجموعة 5 زائد 1، حيث كتبت أنه لا شك في أن الاتفاقية التي تمكنت إيران من عقدها مؤخرا في جنيف مع مجموعة 5 زائد 1 خففت إلى حد كبير من حدة التوتر بين أمريكاوإيران ، إلى جانب أنها حققت انفتاحا للإيرانيين على بقية العالم ، لكن يبقى السؤال، هل يمكن أن تفضي هذه الاتفاقية المؤقتة إلى اتفاق آخر.
وأضافت أنه رغم أن كلا من إدارتي أوباما وروحاني تبدوان مصممتين على التوصل إلى اتفاق نهائي،إلا أننا لا نستطيع أن ننفي أن هناك الكثير من التفاصيل الحيوية لا يزال يتعين حلها، كما أن حتى هذا الاتفاق المؤقت يواجه معارضة كبيرة من المشككين والمتشددين خاصة في الولاياتالمتحدةوإيران وإسرائيل. ومن جهتها واصلت الصحف العربية الصادرة من لندن تسليط الضوء على تطورات الأزمة السورية وتداعياتها على المنطقة.
وكتبت صحيفة (القدس العربي)عن تأكيد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، على أن الائتلاف "لن يدخل جنيف إلا لتسلم السلطة"، وفق المعايير التي وضعتها الثورة، نافيا في الوقت ذاته أن يكون في موقف ضعف.
وأشارت الصحيفة، من جهة أخرى، إلى اتهام الهيئة العامة للثورة السورية، قوات النظام بارتكاب مجزرة كبيرة في حق المدنيين بمدينة دير عطية بريف دمشق (جنوب سورية) راح ضحيتها 25 مدنيا.
أما صحيفة (الحياة)، فكتبت من جانبها، عن مواصلة قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في منطقة القلمون الإستراتيجية شمال دمشق، في محاولة لاستكمال السيطرة عليها قبل انعقاد مؤتمر (جنيف 2)، في وقت سقط فيه قتلى وجرحى بسقوط قذائف قرب الجامع الأموي في العاصمة.
وأضافت الصحيفة من جهة أخرى أن عدد اللاجئين السوريين، بلغ حسب إحصائيات الأممالمتحدة، أزيد من ثلاثة ملايين لاجئ منذ بدء الأزمة قبل نحو33 شهرا، مشيرة إلى أن أغلبهم فر في اتجاه الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر.
ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الشرق الأوسط)، أن إعلان الحكومة السورية، الأسبوع الماضي، عزمها تغيير بطاقات الهوية الشخصية, أثار كثيرا من الشكوك حول النيات الحقيقية التي يبيتها النظام خلف هذا الإعلان، خصوصا وأن هناك الملايين من السوريين فروا خارج البلاد وداخلها هربا من بطش النظام، وليس بإمكانهم بالتالي استصدار أي وثيقة خشية الاعتقال.كما لاحظت الصحيفة أن قانون الهوية الجديد يهدد بنزع جنسية 50 في المئة من السوريين.
وأبرزت الصحف القطرية من جهتها الرسائل التي حبلت بها التظاهرات الواسعة التي خرجت أمس في ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني،الذي يتزامن مع 29 نونبر من كل سنة،حيث اعتبرت صحيفة (الشرق) أن الشعوب العربية التي خرجت أمس متضامنة مع الشعب الفلسطيني، والدعوات الدولية للسلام العادل والشامل التي صدرت عن الأمين العام للأمم المتحدة، "كلها تحمل رسائل سلام، لكنها رسائل لا تفهمها إسرائيل ولا تستوعبها، في انتظار اللحظة الحاسمة التي سيخرج فيها الشعب الفلسطيني عن طوره، ويخرج فيها العالم عن صمته، وقتئذ ستجد إسرائيل نفسها معزولة، وعندها فقط ستعرف قيمة السلام".
ومن جهتها،لاحظت صحيفة (الوطن) أن مجمل ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي الآن،"يكشف عن رفضها للسلام وفقا لما ينادي به المجتمع الدولي، ووفقا لما أقرته كل القرارات التي صدرت عبر السنوات الماضية من قبل الأممالمتحدة ومؤسساتها العديدة، ومن قبل مجلس الأمن الدولي تحديدا"، معتبرة أن التوقيت السياسي الحالي،"بات يفرض على الدول العربية والإسلامية، بشكل خاص،أن تسعى مجددا إلى تكثيف جهودها لمؤازرة الفلسطينيين في ما يخوضونه من معارك سياسية ودبلوماسية عديدة بهدف إحقاق الحق واستعادة الحقوق السليبة للشعب الفلسطيني.
وفي قراءتها للاتفاق الذي توصلت إليه القوى الكبرى مع إيران حول برنامجها النووي،ترى صحيفة(العرب) في مقال لها أن "الموقف الغربي من احتواء إيران، والاتفاق معها ومحاولة إيجاد صيغة للتوافق مع الأمة الإيرانية، كان بمثابة صدمة لبعض الدول خاصة العربية منها"،مبرزة أن هذا الموقف "يجعل من الضروري على العرب مراجعة مواقفهم الثابتة من التحالف مع الدول الكبرى والتي أثبتت الأيام أنها لا تلتزم إلا بمصالحها، ويجب إدراك حقيقة أن التحالفات القديمة ليست كتبا مقدسة، فقد تتغير بتغير المصالح وهذا ما يدركه الجميع في العالم باستثناء العرب".
وتعليقا على الانفلات الأمني الذي تشهده ليبيا،كتبت صحيفة (الراية) أن ما يحدث في ليبيا"من قتال بين الجيش والأمن من جهة،والمليشيا المسلحة بالمدن كطرابلس وبنغازي،ما هي إلا فوضى حقيقية ومحاولة لتغييب دور الدولة وتعطيل مؤسساتها "، مؤكدة على أن مثل "هذه الممارسات الدخيلة على ليبيا هي محاولة من البعض لطمس روح الثورة وإدخال البلاد في مستنقع الفوضى والحرب الأهلية".
وتركز اهتمام الصحف اليمنية على الحملة التي يشنها حزب المؤتمر الشعبي (جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح)على مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر،وبخطاب الرئيس عبد ربه منصور هادي بمناسبة ذكرى استقلال جنوب اليمن عن بريطانيا.
وأبرزت صحيفة (الأولى) في هذا الصدد، أن المؤتمر الشعبي العام رفع عريضة اتهامات ضد بنعمر، كشكوى للأمم المتحدة ومجلس الأمن عشية مناقشته تقرير المبعوث الأممي، مشيرة إلى أن العريضة "قدمت رصدا لتصريحات ومواقف بنعمر وطالبت بتغييره بآخر".
أما صحيفة (أخبار اليوم) فكتبت في الموضوع نفسه أن "المؤتمر الشعبي ناشد بان كي مون إنقاذ الحوار في اليمن واستبدال بنعمر بعد أن أصبح جزءا من المشكلة"، والحزب يرى تضيف الصحيفة أن "هادي لا يقبل على نفسه أن يفرضه مندوب سامي أو وصي دولي على شعبه"، وذلك في إشارة إلى موقف بنعمر حول إمكانية استمرار الرئيس هادي في منصبه كرئيس للبلاد ما بعد شهر فبراير 2014، ما لم يتم استكمال انجاز المهام التي نصت عليها البادرة الخليجية ومنها صياغة الدستور والمصادقة عليه، وهو ما يرفضه الحزب رفضا مطلقا.
واهتمت (الثورة) و(أخبار اليوم) و(الأولى) بمضمون خطاب الرئيس عبد ربه منصور هادي بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لاستقلال جنوب اليمن عن بريطانيا، فأبرزت (الثورة) قول الرئيس " لنجعل عيد الاستقلال هذا العام عيدا للتغيير وجلاء للظلم والاستعباد والاستئثار بالسلطة والثروة"، وتأكيدة على انه لن يقبل "أية مزايدة أو متاجرة من أي طرف كان بالقضية الجنوبية وبالوحدة".
وكتبت صحيفة (أخبار اليوم) تحت عنوان "الرئيس.. الوحدة عظيمة ومقدسة" أن الرئيس هادي "أكد في هذا الخطاب أن مطالب فك الارتباط واستعادة الدولة وتقرير المصير مرفوضة، وانه لا قبول للمتاجرة بالقضية الجنوبية".أما صحيفة (الأولى) فأبرزت مضمون خطاب الرئيس تحت عنوان "هادي.. أنا ابن الجنوب وابن اليمن الموحد ولن أقبل المزايدة".