تفاصيل عاشت المحافظات الجنوبيةيوم امس يوما صاخبا في أول أيام "الهبة الشعبية" التي دعا إليها تحالف قبائل حضرموت، غير أن الأحداث التي سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى واقتحام مقار حكومية وإحراق محلات تجارية لم تكن بذلك الحجم المتوقع، ما يشير إلى تراجع قيادة التحالف القبلي عن تنفيذ "الهبة" استجابة للجهود الرسمية والجزبية والقبلية التي بذلت في هذا الجانب خلال اليومين الماضيين. وذكرت يومية "اليمن اليوم" أن من أبرز الجهود التي حدت من "هبة" حضرموت" هي الاتصالات المكثفة التي أجراها الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبد الهك صالح خلال اليومين الماضيين مع قيادات جنوبية بارزة قبلية وسياسية للحد من تداعيات تلك الهبة الشعبية، والتي جاءت مساندة للجهود الكبيرة التي بذلها رئيس الجمهورية، المشير عبدربه منصور هادي، واستجابة لعدد كبير من المطالب التي توسع من صلاحيات الحكم المحلي بحضرموت. وأوردت الصحيفة ان البداية كانت بمديرية غيل بن يمين حيث يتمركز قادة "الهبة الشعبية" المفترضة، موضحة انه في حين سارعت بعض وسائل اعلام تابعة للحراك الجنوبي إعلان سقوط المديرية بما فيها من مراكز حكومية ومدنية وأخرى أمنية وعسكرية مجاورة لموقع وشركات نفطية منها النقاط القريبة من حقل 14 النفطي، نفى مصدر رسمي صحة تلك الأنباء المتداولة، فيما لم يصدر شيء من مجلس تحالف قبائل حضرموت. وأوردت الصحيفة ان 3 جنود قتلوا واصيب 4 آخرين في المكلا عاصمة محافظة حضرموت عندما هاجم مسلحون ملثمون دورية عسكرية بجانب تمثال الكتاب بديس المكلا، بعد ان شهدت المدينة مسيرة حاشدة لأنصار "الهبة الشعبية" والحراك الجنوبي عقب صلاة الجمعة حيث اتجهوا إلى مبنى مديرية أمن المدينة حيث رفعوا علم دولة الجنوب السابقة على سطح المبنى ثم غادروا. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان انه تم اقتحام محلات تجارية "لبيع الملابس وبقالات" تابعة لتجار من أبناء المحافظات الشمالية وتم نهبها قبل إحراقها، مضيفة أن عناصر خارجة على القانون اعتدت على بائعي قات في السوق الواقع بكبس العمودي، ما أدى إلى نشوب مواجهة بين بائعي القات والمسلحين اسفرت عن مقل مواطن وإصابة آخر، فيما قام المسلحون بإحراق سوق القات وممتلكات البائعين. وأكدت الصحيفة عن شهود عيان مساندة مسلحين قبليين لرجال الأمن بمديرية سيئون لمسلحين مجهولين حاولوا اقتحام إدارة الأمن دون سقوط إصابات من الجانبين حسب تأكيدات رسمية. وفي ذات السياق، كانت محافظات أبينولحج وشبوة شهدت الجمعة أعمال عنف متفرقة بين قوات الحملة الأمنية المشتركة والمتظاهرين من الحراك الجنوبي، وقبائل الجنوب الذين دعوا ل"الهبة الشعبية" للسيطرة على النقاط الأمنية والعسكرية والمرافق الحكومية كخطوة أولى لحكم ذاتي في المحافظات الجنوبية. ونلقت الصحيفة عن مصادر محلية ان بعض العناصر القبلية وانصار الحراك هاجمت نقطة "الجلفوز" الأمنية التابعة للأمن الخاص شرق مدينة عتق، واستمرت الاشتباكات عدة ساعات، إلا أنها لم تسفر عن ضحايا، فيما كانت العناصر تحاول السيطرة على النقطة لتنفيذ أجندة الهبة الشعبية المتمثلة بالسيطرة على المواقع العسكرية والأمنية إلا أنها فشلت بفضل مساندة عناصر قبلية لرجال الأمن. وفي لحج ذكرت الصحيفة ان اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن الخاص وأنصار الحراك الجنوبي خلال محاولتهم رفع علم دولة الجنوب سابقا وإنزال علم الوحدة اليمنية من مبنى الأمن الخاص في الحوطة، فيما أسفرت الاشتباكات عن مقتل أحد أفراد أنصار الحراك وإصابة 4 آخرين. وأضافت الصحيفة ان انصار الحراك قاموا برفع علم الجنوب في مبنى الأمن السياسي ومبنى الأمن العام، ومبنى إدارة الأمن في مدينة الحوطة والمرافق الحكومية وإنزال علم الوحدة، فيما لاتزال قوات الجيش والأمن تسيطر على المباني حيث سمحت بإنزال العلم لكنها رفضت تسليم المباني لأنصار الحراك، مشيرة إلى سقوط نقطة أمينة تابعة للأمن العام من منطقة دبة الحوطة بيد انصار الحراك، وإغلاق منفذ كرش الحدودي منذ صباح الجمعة. وفي حين فشلت "الهبة الشعبية" في عقر دارها حضرموت، ذكرت الصحيفة ان انصار الحراك بقيادة ناصر الخبجي تسلموا حراسة جميع المباني الحكومية بلحج بعد اتفاق مع السلطة المحلية بردفان تسليمها دون مواجهات، حيث تم رفع علم الجنوب في الحبيلين التي يسيطر عليها اللواء 312 بقيادة العميد أبو عرجاء الذي رفض تسليم المنطقة العسكرية إلى الحراك، فيما أكدت الصحيفة ان عناصر للحراك تستعد للهجوم على موقع المعسكر في حال أصر العميد ابو عراجاء رفضه تسليم المنطقة لأنصار الحراك. وفي أبين فشل أنصار الحراك بتنفيذ ما يسمى ب "الهبة الشعبية" مكتفين بمسيرات شعبية وشعارات سلمية ضد الوحدة والحوار الوطني، فيما أكد عبد اللطيف السيد قائد اللجان الشعبية انه تم الاتفاق مع قيادات بالحراك على الخروج بمسيرات سلمية دون أية أعمال تخريبية أو أعمال عنف تضر بمصالح الوطن. مشيرة إلى أنه تم القبض على 3 من أنصار الحراك الجنوبي اثناء محاولتهم الاعتداء على محلات تجارية تابعة لأبناء الشمال، وتم إيداعهم في سجن اللجان الشعبية حتى يتم تسليمهم إلى قيادات الحراك، موضحة ان اللجان قامت بعمليات تفتيش لابناء المنطقة خوفا من تواجد عناصر ارهابية كانت تنوي القيام بعمليات تفجيرية كانت ستتسبب بمقتل العشرات فيما يتم اتهام الحكومة بتلك العمليات.
