شهدت أمس محافظات أبينولحجوشبوة، أعمال عنف متفرقة بين قوات الحملة الأمنية المشتركة والمتظاهرين من الحراك الجنوبي وقبائل الجنوب الذين نفذوا (الهبة الشعبية) التي دعت إليها قبائل حضرموت للسيطرة على النقاط الأمنية والعسكرية والمرافق الحكومية كخطوة أولى لحكم ذاتي في المحافظات الجنوبية. ففي شبوة، قالت مصادر مسئولة محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن بعض العناصر القبلية وأنصار للحراك هاجمت نقطة (الجلفوز) الأمنية التابعة للأمن الخاص (المركزي سابقاً) شرق مدينة عتق، واستمرت الاشتباكات عدة ساعات، إلاّ أنها لم تسفر عن ضحايا، وكانت العناصر تحاول السيطرة على النقطة لتنفيذ أجندة الهبة الشعبية، المتمثلة بالسيطرة على المواقع العسكرية والأمنية، إلاّ أنها فشلت، بفضل مساندة عناصر قبلية لرجال الأمن. وأضافت المصادر أن قبيلة خليفة شكلت لجاناً شعبية لحماية المرافق الحكومية والمنشآت العسكرية إلى جانب الحملات المشتركة من أي اعتداء من أنصار الحراك الجنوبي وقبائل شبوة لتنفيذ الهبة. فيما منع أنصار الحراك والقبائل دخول القات إلى المحافظة كأول خطوة لمنع استيراد القات والفواكه والخضروات من المناطق الشمالية، وتم إغلاق عدد من المحلات التجارية التابعة لأبناء الشمال. وفي لحج قالت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن الخاص وأنصار الحراك الجنوبي، أثناء محاولتهم رفع علم دولة الجنوب سابقاً وإنزال علم الوحدة اليمنية من مبنى الأمن الخاص في الحوطة. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أحد أفراد أنصار الحراك وإصابة 4 آخرين. وأضافت المصادر أن أنصار الحراك قاموا برفع علم الجنوب في مبنى الأمن السياسي ومبنى الأمن العام في المحافظة، ومبنى إدارة الأمن في مدينة الحوطة، والمرافق الحكومية، وإنزال علم الوحدة. فيما لا تزال قوات الأمن والجيش تسيطر على المباني، حيث سمحت بإنزال العلم، لكنها رفضت تسليم المباني لأنصار الحراك. وأشار المصدر إلى سقوط نقطة أمنية تابعة للأمن العام من منطقة دبة الحوطة بيد أنصار الحراك الجنوبي، وإغلاق منفذ كرش الحدودي منذ صباح أمس حتى عصر أمس، ومنع دخول أبناء المحافظات الشمالية إلى لحج.
ردفان تسقط بيد أنصار الحراك وفي حين فشلت "الهبة الشعبية" نوعاً ما في عقر دارها حضرموت، تسلم أنصار الحراك الجنوبي وقبائل ردفان بمحافظة لحج المباني الحكومية والمباني الأمنية، ومبنى السلطة المحلية في مديريات ردفان "الحبيلين وحبيل جبر وحالمين، ما عدا مديرية الملاح". وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن أنصار الحراك الجنوبي بقيادة ناصر الخبجي، تسلموا حراسة جميع المباني الحكومية، بعد أن اتفق مساء أمس الأول مع السلطة المحلية في ردفان على تسليم المباني دون مواجهات، وتم رفع علم الجنوب في حبيل جبر وحالمين، والحبيلين التي يسيطر عليها أفراد اللواء 312 بقيادة العميد أبو عوجاء الذي رفض تسليم المنطقة العسكرية إلى الحراك. وأضاف المصدر أن أنصار الحراك يستعدون للهجوم على موقع المعسكر في حال أصر العميد أبو عوجاء على رفضه تسليم المنطقة لأنصار الحراك.
الهبة تفشل في أبين وفي محافظة أبين، خرجت مسيرات تابعة لأنصار الحراك الجنوبي أمس في لودر وجعار وزنجبار والوضيع، تلبية لدعوة قبائل حضرموت للقيام بالهبة الشعبية والسيطرة على المرافق الحكومية، إلاّ أن أنصار الحراك فشلوا في تنفيذ الهبة، مكتفين بمسيرات شعبية وشعارات سلمية ضد الوحدة والحوار الوطني، أو ما يسمونه الحوار اليمني. وقال عبداللطيف السيد، قائد اللجان الشعبية في أبين، ل"اليمن اليوم" إنهم عقدوا اجتماعاً مساء أمس الأول مع قيادات الحراك الجنوبي في المحافظة "واتفقنا معهم على خروج مسيرات سلمية، دون أي أعمال تخريبية أو أعمال عنف تضر بمصالح الوطن، وتم تعزيز نقاط اللجان الشعبية بقوات من الجيش واللجان تحسباً لأي هجوم". وأضاف السيد أنه تم القبض على 3 من أنصار الحراك الجنوبي أثناء محاولتهم الاعتداء على محلات تجارية تابعة لأبناء الشمال، وتم إيداعهم في سجن اللجان حتى يتم تسليمهم إلى قيادات الحراك. وأوضح السيد أن معلومات وصلت تفيد عن محاولة دخول مجاميع مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة، للمشاركة في الهبة الشعبية، وإثارة الفوضى داخل المحافظة. لافتاً إلى أن عملية التفتيش لأبناء المنطقة كانت خوفاً من تواجد عناصر إرهابية قد تقوم بأعمال تفجيرية قد تتسبب بمقتل العشرات، ويتم اتهام الحكومة بهذه العملية. وحول السؤال عن طارق الفضلي، وتحديه للجان الشعبية، بالدخول إلى مسقط رأسه أجاب السيد بأنه لن يدخل المحافظة مهما حاول، وأن ما يقوله طارق الفضلي مجرد كلام ليس له أي فعل.