غادر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بعد زيارة قصيرة للعاصمة صنعاء لم يتمكن فيها من تقديم أي جديد للقيادة بصنعاء بخصوص ملف الحديدة. وقالت مصادر سياسية رفيعة ومطلعة على تفاصيل الزيارة ، إن غريفيث أعرب لقيادة أنصار الله وعلى رأسهم زعيم الحركة عبدالملك الحوثي عن أسفه بسبب تأزيم الوضع الاقتصادي في المناطق التي تسيطر عليها حكومة صنعاء، والتي تراها الأخيرة أنها إجراءات اقتصادية عقابية ضد المناطق الشمالية الغربية وذات الكثافة السكانية من قبل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات والإصرار على منع دخول المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة وتقييد العملية الشرائية للوقود بحكومة الشرعية في عدن والتي لا تتواجد على الأرض. وبناء على معلومات من مصادر سياسية في الوفد المفاوض عن المليشيات فإن المبعوث الأممي طلب اللقاء بزعيم الجماعة شخصياً، وأن الرجل لم يعد لديه ما يقدمه في سبيل إنعاش ملف اتفاق الحديدة المتعثر، بالإضافة إلى ذلك فإن التصعيد الأخير للتحالف على الجانبين العسكري والاقتصادي . وكانت مصادر سياسية في صنعاء قد ربطت زيارة غريفيث وتوقيتها بأزمة المشتقات النفطية في مناطق سيطرة الحوثيين مرجحة أن تكون زيارة غريفيث في هذا التوقيع “لها علاقة بالإجراءات الاقتصادية العقابية المتخذة من قبل الإمارات عبر محافظ البنك المركزي للشرعية حافظ معياد والذي منع استيراد المشتقات النفطية عبر التجار والموردين الرئيسيين بمناطق حكومة الإنقاذ وقيدها بالشراء عبر مركزي عدن بهدف التحكم بالوضع الاقتصادي في المناطق الشمالية وزيادة فاعلية الضغط الاقتصادي على المليشيات لإثنائها وإخضاعها سياسياً بما يمكن التحالف من تحقيق مكاسب أكبر في ملف الحديدة”. ومن المرجح بحسب مصادر سياسية مطلعة على تفاصيل زيارة غريفيث أن قيادة الحوثيين أبلغت المبعوث أن التحالف السعودي والإماراتي لم يعمل على إفشال اتفاق الحديدة فقط “بل تجاوز ذلك إلى ما هو أبعد بهدف تقويض العملية السياسية بالكامل”. وقالت المصادر إن قيادة الحوثي أكدت للمبعوث الأممي أن “إشعال معظم جبهات القتال من قبل التحالف والسيطرة العسكرية السعودية المستحدثة والتعزيزات التي يتم إرسالها إلى المحافظات الجنوبية الشرقية، ومؤخراً استخدام الاقتصاد ضمن أدوات الصراع، ومحاولات عقد جلسة لأعضاء البرلمان الموالين للتحالف والمتواجدين خارج اليمن ومحاولة استنساخ رئاسة البرلمان بهدف تشريع استمرار التواجد العسكري الأجنبي على الأراضي اليمنية”، وقالت المصادر إن قيادة الحوثي أبلغت غريفيث أن كل ذلك لا يعد محاولة من التحالف لإفشال اتفاق الحديدة فقط، بل إيذاناً بإفشال المساعي الأممية للعملية السياسية بكاملها. وأشارت المصادر إلى أن غريفيث كان متفهماً للتصعيد الذي عمل عليه التحالف مؤخراً وإنه وعد أنه ببذل جهوداً أكبر وسيحاول استخدام المؤسسة الدولية لدفع المجتمع الدولي والدول الكبرى ذات العلاقة نحو تحقيق ضغط أكبر على التحالف. وعلى صعيد استخدام التحالف للأوراق الاقتصادية ومنها منع استيراد المشتقات النفطية، وبالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي، نفذت اللجان النقابية التابعة لشركة النفط اليمنية لليوم الثالث على التوالي اعتصاماً مفتوحاً أمام مكتب الأممالمتحدةبصنعاء ، احتجاجاً على استهداف المنشآت والمرافق التابعة للشركة واحتجاز السفن النفطية من قبل قوى التحالف.