تأبى قوى التخريب والتدمير والإرهاب إلا الإساءة لهذه المدينة العريقة الساحرة للألباب والقلوب وإقلاق الأمن والاستقرار فيها وهي التي عرفت بأمنها واستقرارها وحضاريتها التي جعلت منها وجهة للراغبين في التحليق عاليا بعيدا عن صخب الحياة ومنغصاتها ومشاكلها وصراعاتها التي لا أول لها ولا آخر , إنها مدينة عدن ثغر اليمن الباسم بوابة النهوض والتطور ليمن الثاني والعشرين من مايو ,هذه المدينة التي تمتد إليها هذه الأيام أيادي الغدر والخيانة والإجرام في محاولة بائسة لتشويه تقاسيم الجمال الرباني الذي حباها به المولى عز وجل , قطع الطرقات , إقلاق للأمن والسكينة العامة , قتل وقتال وسفك للدماء واعتداء على المنشآت والمشاريع الخدمية ,إصرار على الفوضى لتصوير أبناء هذه المدينة على غير حقيقتهم , رغم أننا نعرف تماما أبناء عدن وما يمتلكونه من قيم ومبادئ جعلت منهم علامة فارقة في الساحة المحلية. اليوم عدن يريد لها البعض أن تتحول إلى إمارة للإرهاب , ويريدها البعض الأخر بأن تكون واجهة للدمار والخراب وكل ذلك من اجل تنفيذ أجندة شيطانية تهدف إلى القضاء على كل ماهو جميل في هذه المدينة التي لم أشعر بالخوف على حياتي من زيارتها إلا هذه الفترة , في السابق أطلق الناهبون العنان لأنفسهم لنهب ومصادرة مساحات شاسعة من أراضي هذه المدينة المترامية الأطراف , حيث استخدموا نفوذهم في السلطة للبسط على هذه الأراضي والبناء عليها في الوقت الذي يعيش الكثير من أبناء هذه المدينة في منازل من الصفيح والعشش وهم يشاهدون العمارات الشاهقة تشيد دونما خجل أو استحياء , لقد أمعن الناهبون في نهبهم للأراضي في عدن وصار كل واحد يبحث عن مساحات جديدة للمتاجرة فيها وصار لكل واحد منهم كمٌ هائل من الأراضي المحجوزة بالأسوار وكأن المدينة تحولت إلى ما يشبه الفيد أو الغنيمة ورغم نصائح المخلصين وتحذيرات القوى الوطنية التي تمثلت أخيرا في تقرير لجنة هلال وباصرة إلاأن الفيد ظل قائما أن الفيد ظل قائما والمعالجات والحلول ظلت منعدمة تماما إلى أن بلغ السيل الزبد وخرج أبناء عدن عن صمتهم وقرروا التمرد على ثقافة الفيد والغنيمة على اعتبار أنها ثقافة دخيلة عليهم ولا تتماشى مع قيم ومفاهيم الوحدة الوطنية التي كان لهم قصب السبق في الدعوة إليها وقدموا من أجل أن ترى النور التنازلات الكبرى التي لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يتجاهلها .
وفي اليوم تنتشر في شوارع عدن العصابات المسلحة التي تشوه صورة المواطن العدني المحب للسلام المتسلح بالعلم والفكر والثقافة ورجاحة العقل , تزايدت حوادث القتل وأعمال التخريب, وأضحت المدينة ساحة حرب وبؤرة توتر دائمة القاعدة تقوم بأعمال إرهابية وإجرامية أدخلت المدينة وسكانها وزوارها في حالة من الرعب والقلق خوفا على أنفسهم , إصرار على الإفساد في الأرض والإساءة لهذه المدينة المتفردة بحلل البهاء والجمال وهو واقع مرير يحتم على أبناء عدن في المقام الأول توحيد جهودهم وتوجيه طاقاتهم من أجل تشكيل جبهة شعبية موحدة للتصدي لكل عناصر الإرهاب والتخريب والتآمر والوقوف لدعم ومساندة قيادة المحافظة ممثلة بالمحافظ الدكتور وحيد علي رشيد الذي لمست من خلال المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معه قناة عدن الفضائية بأنه يمتلك في جعبته الكثير من الرؤى والأفكار الكفيلة بتحسين صورة العاصمة التجارية والاقتصادية وإعادة الإعتبار لمنشآتها الإستراتيجية وفي مقدمتها المنطقة الحرة وميناء الحاويات ومصفاة ومطار عدن من خلال تطبيق نظام اللا مركزية وإخضاع كافة هذه المنشآت لسلطة قيادة المحافظةو السلطة المحلية لضمان الأداء الجيد لها والاستفادة من الموارد المالية التي تجبى منها , وأعتقد أن أبناء عدن أمام فرصة تاريخيةللإستفادة من الحماس الذي عليه المحافظ وحيد علي رشيد ويجب عليهم مساندته والأخذ بيده من أجل الارتقاء بأوضاع المحافظة نحو الأفضل وحل كافة القضايا المتعلقة بالمواطنين داخل المحافظة . نريد أن يعود الأمن والإستقرار لمدينة عدن , نريد أن تعود الحياة للمنطقة الحرة وميناء عدن للحاويات ومطار عدن , نريد أن تختفي المظاهر المسلحة وتسود دولة النظام والقانون , نريد أن تحل كافة مشاكل وقضايا المحافظة وفي المقدمة مشكلة الأراضي , نريد أن يلمس الزائر لمدينة عدن بأنه في رحاب العاصمة الصناعية والتجارية لليمن السعيد ، نريد أن يقف أبناء عدن خاصة واليمن عامة في وجه كل قوى الإرهاب والتخريب والعبث والإجرام التي تحاول النيل من أمن واستقرار ونهضة وتطور مدينة عدن البوابة العابقة بالتطور والازدهار في رحاب اليمن الجديد الذي ننشده جميعا.
صدقوني عدن جوهرة ثمينة يجب الإستفادة منها وإزالة الغبار والشوائب من حولها ليظهر للجميع بريق معدنها الذهبي النفيس الذي يشدنا ويجذبنا إليها , وما تحقق في هذه المدينة من منجزات طيلة الفترة الماضية يجب أن نحافظ عليها ونشحذ الهمم من أجل تحقيق المزيد من المنجزات والتحولات التي تجعل منها مدينة عصرية بإمتياز نفاخر بها بين دول العالم وتضعنا في الطريق الصحيح لبناء الدولة اليمنية الحديثة والمتطورة , الدولة التي تمتلك كافة مقومات النهوض والتطور في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة , فإذا ما أستعادت مدينة عدن دورها ومكانتها الاقتصادية والتجارية والإستثمارية وتمت معالجة كافة القضايا والملفات الشائكة هناك , فإن خير عدن سيعم كافة أرجاء الوطن وستكون أوضاعنا أفضل بكثير عن ماهي عليه اليوم بإذن الله , المهم توفر النوايا الصادقة والإرادة الوطنية المخلصة التي تتوج بالعطاء والعمل الوطني الدؤوب من أجل تحقيق كل طموحاتنا وأحلامنا والوصول إلى الغايات والأهداف النبيلة التي ينشدها كل مواطن يمني شريف غيور يخفق قلبه بحب اليمن . اليمن الجديد الذي يجمع بين عبق الأصالة وروعة المعاصرة . وحتىالملتقى دمتم سالمين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.