إذاً اتفق أطراف التسوية السياسية والأحزاب المشاركة في حكومة الوفاق الوطني على بقائها كما هي وبصورتها الحالية.. وقالوا لا مساس بحكومة باسندوة لأنها في حقيقة الأمر تمثلهم وتخدم مصالحهم الشخصية والحزبية ولا علاقة لها بالمواطنين ومصالحهم.. ومايراه المواطنون فشلاً وعجزاً وإخفاقات لحكومة باسندوة هو في نظر أربابها وأحزابها والمستفيدين منها نجاحات وإنجازات مهمة لا يمكن التقليل من شأنها.. وإن ثباتها على تشكيلتها الحالية وعدم إجراء أية تعديلات فيها ضرورة تقتضيها المصلحة الوطنية العليا عفواً أقصد المصلحة الحزبية العليا ولهذا فمن غير المعقول التفريط بهؤلاء الوزراء أو بعضهم من أجل سواد عيون المواطنين وإرضاء لهم.. وللأحزاب الحق فهم لن يجدوا أفضل من باسندوة ينفذ لهم مايريدون ويعتبر طلبات مشائخهم أوامر واجبة التنفيذ.. ولهذا فمن الطبيعي أن يصاب المواطنون بخيبة أمل كبيرة من هذه الحكومة المسيرة بتوجيهات مشيخية وحزبية والتي لم تقدم حتى اللحظة أي دليل يلمسه المواطن في مختلف الجوانب وبالذات الاقتصادية والخدمية والأمنية حتى يتمسك ببقائها ويطالب بعدم رحيلها.. بل على العكس من ذلك أسهمت حكومة باسندوة بزيادة معاناته وألقت على كاهله بأعباء إضافية وسرقت حلمه الجميل بحياة هانئة مطمئنة في وطن آمن مستقر يتعايش فيه جميع أبنائه بحب وسلام. نعم أيها السادة إن حكومة باسندوة أو كما نسميها حكومة الوفاق فشلت في تحقيق المهام الموكلة لها وفي مقدمتها تثبيت دعائم الأمن والاستقرار وإنهاء حالة الانفلات الأمني الذي تعيشه معظم المحافظات وإعادة هيبة الدولة المهدورة كما أنها أخفقت وبشكل كبير في استيعاب مهامها كحكومة توافقية من أهم أولوياتها تجسيد مبدأ الوفاق الوطني بين أعضائها ناهيك عن عجزها في تحسين الخدمات من كهرباء ومياه ونظافة وصحة وإنعاش الاقتصاد المتهالك.. وكل ما يذكره المواطن أن حكومة الوفاق دشنت عهدها برفع سعر المشتقات النفطية مكافأة للمواطنين على صبرهم دون أي اعتبار لانعكاس هذا القرار الجائر على حياة البسطاء الذين يئنون من شظف العيش وجور الحكومة التي انشغلت بتصفية الحسابات الشخصية والحزبية وتقاسم الوظائف العامة بين أحزابها.. ورغم أن الجميع قد وصل إلى قناعة بأن حكومة باسندوة يجب أن ترحل إلا أن الأحزاب وبالذات المشترك متمسك بهذه الحكومة وبالشخصيات التي تمثلها رافضين إجراء أي تعديل فيها.. ومعالجة سلبياتها وأخطائها التي ظهرت في كثير من الوزارات وبالذات الداخلية والمالية والكهرباء والخدمة المدنية والدفاع.. هذا التعنت الحزبي يمنح باسندوة ووزراءه قداسة تدفعهم للاستمرار في فشلهم وممارستهم الخاطئة التي تضر بالمصلحة العليا للوطن والمواطن. نقلاً عن صحيفة تعز